شهدت أسعار العملات في الأسواق الناشئة انخفاضا حادا، كما سجلت نهاية الأسبوع الماضي أسوأ عمليات بيع العملة في خمس سنوات، وسط تحرك كبار المسؤولين في تلك الأسواق لتبديد المخاوف بشأن اقتصاداتها. وتدخلت البنوك المركزية في الدول الصاعدة، او الناشئة في محاولة لتحقيق استقرار العملات التي تتراجع قيمتها بوتيرة سريعة. فقد ارتفعت الليرة التركية بعد إعلان البنك المركزي عقد اجتماع لبحث السياسة النقدية واحتواء هبوط العملة المحلية إلى مستويات قياسية جديدة، في حين لامس الروبل الروسي أدنى مستوى له منذ مارس/آذار عام 2009 مسجلا 34.71 روبل مقابل الدولار الواحد، كما اقترب البيزو الأرجنتيني والراند الجنوب إفريقي نحو مستويات لم يشهداها منذ الأزمة المالية في عام 2008. ولفت الخبراء إلى أن الأسبوع الماضي شهد هبوط عائدات سندات الخزانة الأمريكية لعشر سنوات من 3% إلى 2.7%، ولهذا السبب فإن السوق هوت بشكل حاد الأسبوع الماضي، ما انعكس على تداولات بداية هذا الأسبوع، وأدى ذلك إلى تراجع العملات في الأسواق الناشئة مثل الأرجنتين وروسيا وتركيا بشكل حاد، بسبب سحب المستثمرين أموالهم إلى الأسواق الصناعية، وهروب رؤوس الأموال من أسواق الأوراق المالية ومن الأسهم العادية نحو الاقتراض، معتبرين ذلك هروبا نحو ملاذ أكثر أمانا. وقال واضعو السياسات والمحللون في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن الأسواق الناشئة ليست كلها متساوية، وإن اضطراب الأسواق سيبعد المستثمرين عن الاقتصادات الضعيفة، لكنه لن يبعدها عن الاقتصادات القوية.