الاستفتاء الشعبي الذي أذهل العالم لم يكن مجرد استفتاء عاديا على دستور جديد يقبله البعض ويرفضه البعض ويتجادل فيه الكثيرون .. فالأمر أكبر من مجرد دستور رغم أهميته فى وضع مصر على أول الطريق إلى استعادة الاستقرار والدولة التى راحت فى ظل مفاهيم وتصورات ومصالح شخصية وأوهام حاول البعض أن يفرضها على مصر على أنها الخلاص والنجاة من الديكتاتورية والبطالة والفقر والمرض فكانت النتيجة هى زيادة هذه المشاكل بشكل أكثر قبحا وفظاعة فى الوقت الذي فقدنا فيه اعز مالدينا وهو نعمة الأمن و رغم أن هذا الدستور وإقراره من جانب الشعب هو الخطوة الأولى نحو استعادة شرعية الدولة وليست شرعية الجماعة إلا أنه ليس الأهم فى كل ما حدث ويحدث .. فالصورة من بعيد تعطي زوايا اخرى للرؤية قد لا تكون واضحة للبعض رغم أنها أصبحت حقيقة مؤكدة لاينكرها إلا جاحد أو أعمى أو صاحب مصلحة أو سبوبة بما أننا أصبحنا فى عصر السبوبات والدولارات . الأمر الذي يجب أن نعلمه جميعا ونتمسك به الآن .. هو وحدة الشعب التى تلاقت على كلمة سواء واتحدت لمواجهة الإرهاب ورفضه ليس بكلمة لا ولكن بكلمة نعم للدستور .. هذا الدستور الذى اختلفنا عليه ولم نتفق ولكننا جميعا قلنا نعم حتى تخرج مصر من عنق الزحاجة وتقف على طريق الاستقرار والحرية الحقيقية وهناك أيضا ما هو أهم.. وهو خروج المصريين ليصوتوا بنعم للدستور رفضا لجماعة الإخوان التى كان لها مؤيدون وأنصار كثيرون من الشعب حتى تولى المعزول مرسي الحكم وحتى بدأت النوايا تتضح للجميع وتظهر التوجهات الحقيقية التى لم يكن يتوقعها المصريون وأنا منهم فبدأت شعبية الجماعة فى التراجع حتى زادت العيوب والسلبيات فقرر الجيش التدخل لإنقاذ مصر من السقوط والضياع .. وهنا بدأت الحرب الحقيقية من الجماعة وأظهرت وجهها الحقيقي ليصبح الإرهاب والقتل هو منهجها فى التعامل مع الجيش والشرطة ثم مع المصريين عموما وأصبح الحرق والتظاهر وقطع الطرق منهجا ثابتا لأنصار الجماعة نراه يوميا فى الشوارع والميادين فى كل محافظات مصر .. وفى الجامعات المختلفة .. حتى أصبح الشعب يكره جماعة الإخوان ليس لأنها جماعة إرهابية ولكن لأنها أصبحت تعادي الشعب نفسه وتفعل به ما لم يفعله به الآخرون إذن الاستفتاء لم يكن على الدستور فقط بل كان على شعبية الجماعة التى انحدرت إلى أدنى مراتبها فأصبحت جماعة مكروهة من غالبية الشعب المصري الذي شارك بالملايين ولم يتراجع ولم يخش النزول بعد التهديدات بالتفجيرات والقتل والحرق التى أطلقتها الجماعة قبل الاستفتاء بأسابيع وعمليات التصعيد المستمرة فى الشوارع والجامعات حتى أن نسبة التصويت على الدستور تجاوزت كل النسب المتوقعة من الداخل والخارج الاستفتاء كان على رفض الشعب المصري لجماعة تحولت من الدعوة والعمل الخيري ثم السياسي إلى الإرهاب والقتل والحرق .. فرفضها الشعب وسجل رفضه فى استفتاء على وثيقة شعبية حتى يكون رفضه للإخوان موثقا فى سجلات التاريخ كما هو