رغم سخونة ميدان "الأربعين" والمطالب المرفوعة من أهالي الشهداء والمصابين والعديد من القوى السياسية وائتلافات الشباب بضرورة القصاص من قتلة المتظاهرين والوقفات الاحتجاجية المستمرة، فإن الشارع السويسي لا يزال يتجاهل الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس الشورى، وفى ظل محاولات حثيثة من بعض المرشحين لرفع درجة الاهتمام الشعبي بهذه الانتخابات.. ويرى محمد أبو مصر - منسق حركة حقوق الناخبين - أن هناك حالة من التشبع لدى الشارع السويسي من الانتخابات، فضلا عن النتائج التي جاءت لصالح التيار الإسلامي، لاسيما حزب "النور" السلفي، والنظر باستخفاف لأهمية هذا المجلس رغم مشاركته في وضع الدستور والذي يتطلب التدقيق في اختيار نوابه. وحظيت السويس في القانون الجديد بزيادة في مقاعد مجلسي الشعب والشورى؛ ليرتفع العدد إلى 6 مقاعد عوضًا عن 4 في الشعب و2 في الشورى، وذلك بعد أن أصبحت دائرة انتخابية واحدة، في الوقت الذي تراجعت فيه أعداد القوائم الانتخابية وكذلك مرشحو الفردى، بعد عزوف عدد كبير من المرشحين عن مواجهة التيار الإسلامى، لاسيما "مصر القومي" و"المحافظين". ومن المقرر أن تجرى الانتخابات في المدينة الباسلة يومي 14 و15من فبراير الجارى، حيث يتنافس عدد قليل من القوائم الحزبية، وفي مقدمتها "الحرية والعدالة" ويتصدرها كل من: عبد الفتاح برعي وأحمد عبد الرحيم و"النور"، ويأتي على رأس القائمة إبراهيم مصطفى كامل وثروت عبد الله، فيما تتطلع 3 قوائم أخرى للفوز بمقعد في ظل توقعات بضعف الإقبال على التصويت من الناخبين والذي قد يأتي في صالح هذه القوائم، وهي "الوفد" والتي تضم علي أمين وهو أحد الوجوه التي شاركت في شرارة الثورة بالسويس وإسماعيل شعبان وفرج مخلوف وسناء طه، وقائمة "المصري الديمقراطي" وتضم تامر إسماعيل ومحمود الصغير، وكذلك قائمة حزب "الحرية" والتي تتطلع إلى الفوز بمقعد لصالح المرشح العمالي في القائمة بكري أبو الحسن، وهو شيخ الصيادين وسبق أن خاض انتخابات مجلس الشعب. وينتظر عدد من رموز القوى السياسية والمدنية تعويض ما فاتهم في انتخابات مجلس الشعب بعد فوز حزبي النور والحرية والعدالة بأغلبية المقاعد، وذلك من خلال الالتفاف حول مرشح المقعد الفردي "فئات" أحمد خالد الكيلاني المحامي عضو أمانة الجمعية الوطنية للتغيير، وأحد أبرز الوجوه التي شاركت في يوميات ثورة25يناير في السويس. ويقول عبد الناصر بلاش، المحامى، إن الكيلاني سوف ينافس بقوة على المقعد نظرا لما يحظى به من شعبية تحققت له خلال يوميات الثورة ونداءاته المتكررة خلالها، بأن السويس تخوض حرب شوارع حقيقية، ولفت أنظار العالم نحو حصار السويس وإطلاق قوات الشرطة والأمن المركزي النار على المتظاهرين. وينافس الكيلاني على مقعد الفئات كل من محمود رضوان مرشح المصري الديمقراطي واليساري المعروف، ومرشح حزب النور مهدي القاضي والدكتورة سوزان سعد زغلول، مرشحة الحرية والعدالة ورمضان الهلاوي، المحامي والدكتور جمال سنجر، وهو أحد قيادات قطاع البترول بالسويس، إضافة إلى المهندس أشرف عطا الله وميمي حميدو. وتعكس المنافسة على المقعد العمالي أسماء مرشح حزب النور أحمد الراوي، والذي يدعو الناخبين إلى اختيار القوي الأمين في إطار خطاب جديد يؤمن بالتعددية، وكذلك سامي أبو شوشة، والذي يحظى بدعم كبير من شباب الثورة، وهو يدعو إلى الوسطية والاعتدال في خطاب التيار الإسلامي، فضلا عن انتمائه لإحدى القبائل المعروفة من أبناء سوهاجبالسويس والمرشح جمال عبيد، فلاح، وهو يحظى بدعم قبلي من أبناء "أبنود"، فضلا عن ارتباطه بالقطاع الريفي للمدينة، وأيضا مؤذن الثورة فوزي عبد الفتاح، والذي لا يتوانى عن إصدار البيانات المطالبة باستكمال مسيرة الثورة، إلى جانب أسماء شابة تخوض الانتخابات للمرة الأولى، وتحظى بتقدير شعبي مثل ياسر البعيري، وهو صحفي بمكتب الإعلام بالمحافظة، وعبد اللطيف أبو كب. ومن اللافت وجود مكثف للدعاية الانتخابية لعدد من الوجوه النسائية، واللاتي فضلن خوض انتخابات الشورى بعيدا عن صراع انتخابات مجلس الشعب، حيث تبرز أسماء إيناس محجوب وفاطمة الزهراء شلبي وفكيهة الدخاخني وعواطف سعيد والملقبة بالمرأة الحديدية.. وذلك فى محاولة لاستقطاب أصوات المرأة والتي جاءت في صالح التيار الإسلامي.