ان الغرب و على امتداد التاريخ يولي الاهمية الكبرى لمصالحه في كافة انحاء العالم و يؤمن ايمانا راسخا بان الكائن البشري هو كائن مقدس و خاصة اذا تعلق الامر ببني جلدته. إلا انه و منذ تحرر البلدان المستعمرة من الاحتلال المباشر اصبحت هذه البلدان تفكر في غزو جديد لمستعمراتها القديمة .فوقع غزو هذه الاخيرة اقتصاديا اولا و ثقافيا ثانيا .و كان لزاما عليها ان تتبع استراتيجية "فرٌق تسد" . ان اول ما سعت اليه و بمؤامرة مع الكيان الصهيوني هو امضاء اتفاقية كامب دافيد و هذه اول ضربة للعروبة اذ شلٌت كل تواصل بين جل الحكومات العربية و مصر و بذلك استطاعت ان تهدم كل الاستراتيجيات العربية التي كانت تهدف الى بناء كيان عربي موحد و انشاء جيش عربي قوي قادر على الوقوف في وجه الكيان الاسرائيلي المحتل و خلق قوة اقتصادية هائلة تخلص العرب من التبعية المتواصلة للغرب و بذلك استطاعت البلدان الغربية و على رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية ان تواصل نهب خيرات الشعوب العربية و في مقدمتها النفط و ان تجمد كل سعي لخلق اي افق سياسي لحل القضية الفلسطينية و قد استفاد الغرب من الحرب الداخلية للبنان و هيئت الاجواء لإسرائيل لتحتل جنوبلبنان و الجولان السوري و للتوغل في العمق الفلسطيني. ان ايهام العرب بان الغرب ساع لإيجاد حل للقضية الفلسطينية و خلق اكذوبة كبرى امتدت على اكثر من عشرين سنة وهي "المفاوضات الاسرائيلية ألفلسطينية" من اجل خلق دولتين يعيشان جنبا الى جنب بسلام مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني جعل الرؤساء العرب تهرول دون فرملة عند كل دعوة مزعومة لهذه المفاوضات العبثية دون ادراك ان هذه المفاوضات هي مضيعة للوقت وهي رهان خاسر لا محالة . و توفي او عمار بعد ان حقن جسده سما و دفنت معه القضية و ترك ما بقي من ارض فلسطين مقسمة بين الضفة الغربية و قطاع غزة و ظل الصراع قائما بين الفصيلين المتناحرين و بات الفوز بالكرسي هو الهدف و ظل الشعب الفلسطيني مقسما على غرار ارضه. و جاءت احداث الحادي عشر من سبتمبر فاستغلت الولاياتالمتحدة هذا الحدث احسن استغلال لتصبح الامبراطورية الامريكية مترامية الاطراف من الخليج الى المحيط فنشرت اساطيلها الحربية و حركت التها العسكرية الجهنمية تجاه افغانستان و العراق و هكذا اباحت لنفسها بتعلة حماية مصالحها ان تبيد العراق بعد ان سلبته كل مقومات التقدم و الحضارة و اجهزت عليه باغراقه في ديون لا نهاية لها و اقتتال لا مخرج منه فضاع الوطن و نكس العلم و دنست الارض و جاء الربيع العربي فاستبشرت الشعوب على امل ان تبنى الاوطان على انقاض اوطان بنيت على التبعية للغرب و انخرام السياسات و اذلال الشعوب فاذا بهذه الثورات او بعضها تنقلب الى حروب او الى اقتتال داخلي غذته الفتن و ذكته اصحاب المصالح و الانتهازيون و مصاصو دماء الشعوب و راسمو السياسات المسقطة . ان الكيان العربي لم يوحد و لن يتحرر من براثن التبعية المقيتة للغرب و لن يتوحد او يوحٌد ما دام الجرح العربي ينزف و ما دام الهدف هو السلطة و ما دام الحاكم يطبق سياسات الغرب و المحكوم ينفذ هذه الاجندات الاجنبية ... ان الغرب هو المستفيد الوحيد ما دام ليس هناك وعي قومي بالمخاطر التي تتهدد الوطن العربي فبداية القرن العشرين او منذ اواخر القرن التاسع عشر هو وطن محتل و شعب مقتل بالة الغرب و جنوده وهو الان يقتل من جديد بنفس الالة لكن" بنيران صديقة " و باسلحة الشركات الامبريالية الصهيوامريكية و غيرها من الدول الغربية الاطلسية الحليفة باسلحة تشترى بالاورو و بالدولار الامريكي. انها نهايات اليمة لرؤساء و ملوك الدول العربية فمنهم من اعدم يوم عيد الاضحى فلا فرق بينه و بين خرفان العيد و منهم من فر هاربا تاركا وراءه الارض و الوطن و اخر قتل و ديس بالارجل و اخر مسجون بين القضبان ...فماهو مصير الشعوب العربية؟ و ما هو مال الارض العربية؟ واين تستقر الثروات العربية ؟