انقلاب في السياحة بعد إعلان "الجماعة إرهابية"

المؤيدون: يعيد الثقة والأمان في المقصد المصري.. ويحقق طفرة كبيرة
المعارضون: تراخي الحكومة دمر السوق.. والأوضاع لن تنصلح إلا باستكمال "خريطة الطريق"
تضاربت الآراء حول قرار الحكومة بإعلان الاخوان جماعة إرهابية، وظهر اختلاف الرؤى حول هذا القرار واضحا؛ فالبعض يرى انه تأخر كثيرا، ولن تكون له الجدوى التي تتوقعها الحكومة، وقد يؤثر سلبا علي الاقتصاد، بينما يرى آخرون ان له تداعياته الايجابية المؤثرة.. وعلى المستوى السياحي كانت هناك آراء أخرى جاءت على لسان خبراء ورجال السياحة في مصر.
في البداية يقول ناصر ترك - نائب رئيس غرفه شركات السياحة - أن القرار لاشك سيسبب استقرارا على المستوى السياحي ولكن على مدى بعيد نسبيا لأنه بالطبع هناك مخاوف على مستوى العالم من رد الفعل الذي قد ينتج عن هذا القرار، ودائما كنا نطالب بإصداره حتى لو كانت هناك دول رفعت الحظر عن سفر رعاياها لمصر، فرفع الحظر لا يعني ان السياحه عادت بكامل قوتها لان القلق سيظل يلاحق السائحين من جراء تلك العمليات.
أما باسل السيسي رجل الاعمال والخبير السياحي فقال ان الامور بعد القرار سوف تسير بشكل أفضل، ولاننكر ان تواصل العمليات الإرهابية وآخرها تفجير مديرية أمن الدقهلية أعادنا خطوات الى الخلف.
أشار السيسي الي ضرورة استعادة هيبة الدولة وكرامتها مستنكرا ان تكون حدود مصر مباحة لكل الفصائل التكفيرية التي تتنتشر في مصر، وأكد ان مصر ستشهد طفرة سياحيه كبيرة، وان غرفة شركات السياحه في انعقاد دائم للبحث عن سبل التعاون المشترك مع كافه الاطراف المعنيه سواء على المستوى المحلي او الدولي من اجل تحسين صورة مصر سياحيا والعمل على جذب السياحه لتصل الى كامل طاقتها بعون الله في اقرب وقت، وقال: نحن كرجال سياحه نتوقع ردود افعال تلك الجماعة وقادرون على صدها للحفاظ على مصر وصورتها في الخارج.
اما خبير السياحه وعضو غرفة الشركات الهامي الزيات فقال: لا ننكر ان وزارة الداخلية عليها عبء كبير ولكن منع هذه الجرائم قبل وقوعها جزء من مسئوليتها، مشددا على ضرورة توفير ميزانيات ضخمة لوزارتي الداخلية والدفاع لشراء أجهزة للكشف عن المتفجرات والسيارات المفخخة.
وأكد ان القرار سيكون سببا في القضاء على الارهاب الذي يؤثر علي الدولة بشكل كبير بتراجع الاستثمارات والسياحة واحتياطي العملات الاجنبية مما يؤدي الى عدم قدرة الدولة علي شراء احتياجاتنا الاساسية من القمح وخلافه، فكل عنصر من هذه العناصر اذا تم الحفاظ عليه سيتعافى الاقتصاد المصري خاصة القطاع السياحي الذي إذا استعاد دوره سيؤثر بشكل ايجابي علي خطوط الطيران والنقل الداخلي والفنادق والمطاعم ومحلات الذهب، فالسياحة فقط مرتبط بها5.5 مليون مواطن2.5 منهم بشكل مباشر و3.5 بشكل غير مباشر، فعندما تنخفض معدلات السياحة خلال الشهور الثلاثة الماضية بمعدل64.8% مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي فهذا ينذر بكارثة، مضيفا: قبل الثورة كان الدخل من السياحة12.8 مليار دولار اما اليوم فالدخل انخفض الى 6 مليارات اي فقدنا اكثر من50% من دخل السياحة.
واكد الزيات أن مسئولي السياحه في مصر لن يهدأوا بالتعاون مع وزاره السياحه والقطاعات المختلفه الا بعد عوده السياحه المصريه الي مكانتها الطبيعيه التي كانت عليها قبل الثورة.
من جانبه حمل الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي الحكومة مسئولية هذه الاحداث بسبب تراخيها في استخدام القانون مشددا علي عدم استخدام مصطلحات مرحلة انتقالية وحكومة مؤقتة فهذا ليس له علاقة بقوة الدولة.. فلماذا هذا التخاذل ؟!.
وناشد الازهر القيام بدوره من خلال رسالته التنويرية واقامة الندوات في القرى والنجوع لتوعية البسطاء الذين يتم استقطابهم باسم الدين.
الدكتور جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب أكد شعوره بأنه يعيش في افغانستان وليس مصر البلد الساحر الآمن، مستنكرا ما وصل اليه الحال والقتل الذي اصبح شيئا عاديا ورائحة الدم التي تفوح في كل مكان.
وأكد تأثير الارهاب على الاستثمار الآمن وهروب المستثمرين الاجانب والعرب وبالتالي هروب العملة الاجنبية مشيرا إلى ان الاتحاد يحاول تشجيع المستثمرين من خلال تنظيم مؤتمرات، وكان آخرها مؤتمر الاستثمار المصري الخليجي، ولكن هناك تخوفات بسبب الأوضاع غير المستقرة في مصر؛ لدرجة ان هناك مستثمرين منذ ثورة يناير لم يحضروا الى مصر على الرغم من انهم كانوا يصفونها بأنها من اكثر دول العالم أمنا وهذا الحادث التفجيري الاخير يجعلنا نتراجع في قطاع الاستثمار.
من جانبه أكد أسامة خيري عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة تراجع السياحة بشكل كبير بسبب هذه العمليات على الرغم من بذل وزير السياحة والشركات السياحية مجهودا كبيرا في استقطاب السياح لمصر، وبدأت بعض الدول تستجيب وبدأنا نتقدم خطوة للامام وخصوصا ان هناك بعض الدول رفعت حظر السفر الي مصر، إلا انه من الواضح اننا كلما تقدمنا خطوة نتراجع عشرا.. فتفجير مديرية أمن الدقهلية ليس بالحادث السهل وسيؤثر تأثيرا كبيرا علي معدلات السياحة وخصوصا اننا على مشارف الموسم الشتوي وهناك تخوفات من إلغاء رحلات كرد فعل على هذا الحادث الذي سيؤثر سلبا علي الاقتصاد والسياحة.
واستطرد: لكن قرار الحكومة بالتأكيد سوف يقلب الموازين وسيكون له أثر إيجابي على المستوي السياحي وعلينا كعاملين في الحقل السياحي استغلاله لصالح السياحه وإعادتها الي النسب الحقيقية التي كانت تحتلها.
يقول "أحمد صفي الدين‮"- ‬المتحدث‮ ‬باسم ائتلاف دعم السياحة‮ - ‬إنه يعتبر صدور قرار باعتبار جماعة الاخوان ارهابيه سوف يكون له تداعياته الإيجابية علي قطاع السياحة‮ ‬،‮ ‬لان هذا القرار سوف يضع جماعة الاخوان في حجمها الحقيقي ومكانها الطبيعي تحت طائلة القانون‬،‮ ‬لافتا الي ان قطاع السياحة تضرر كثيرا خلال السنوات التي تلت يناير‮ ‬2011‮ ‬،‮ ‬وما بعدها ومع تباطؤ الإجراءات الحكومية في ردع هذا الارهاب‬،‮ ‬لكن وجود قانون يحظر عمل الارهابيين سوف يفتح الباب لتعافي السياحة بعد‮ ‬اقرار الدستور والانتخابات الرئاسية بعامين‬،‮ ‬مشيرا الي ان التخلص من التطرف سوف يفتح الباب امام السوق الصيني الذي لا ينزل مصر والألماني بعد الاستقرار‮ ‬،‮ ‬ومن المتوقع ان تصل نسبة الإقبال علي السوق المصرية مابين‮ ‬80٪‮ ‬الي‮ ‬90٪‮ ‬بعد وجود رئيس للدولة بعامين‬،‮ ‬لافتا الي ان الغردقة مثلا لم تتأثر لوجود‮ ‬السوق الروسي الذي‮ ‬يقصدها‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وليد الدرملي