زعم البروفسير "يورام فريدمان"، المحاضر في الدراسات الإسلامية في معهد التخنيون الإسرائيلي والمحاضر بكلية الجليل، أن أوضاع المسيحيين ستتغير فى الشرق الأوسط فى أعقاب صعود التيارات الإسلامية للحكم، حيث رأى أن معدلات هجرة المسيحين من الشرق الأوسط هى أفضل المقاييس لتقدير مدى قوة الموجة الإسلامية التي تضرب المنطقة، بحسب وصفه. واشار إلى أن تحذيرات شخصيات بارزة فى العالم المسيحي مثل بابا الفاتيكان "بندكيت السادس عشر" في روما، ورئيس أساقفة "كانتربرى" القس "روان ويليامز" من اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط أعقاب ثورات الربيع العربي. وزعم "فريدمان"، خلال مقاله فى صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن تلك الموجة الإسلامية فى العالم العربي زادت من اضطهاد المسيحيين، مستشهدًا فى ذلك بالاعتداءات على الأقباط فى مصر، كحادثة تفجير كنيسة القديسين التى راح ضحيتها 21 قتيلًا مع مطلع عام 2011 ، وخلال فترة ما بعد الثورة زاد الاضطهاد فى حق أقباط مصر، على حد وصف فريدمان. وكشفت تصريحات القساوسة بالكنيسة المسيحية بمصر مؤخرًا عن ارتفاع معدلات طلبات الهجرة لدول أوربا والولاياتالمتحدة فى أعقاب فوز الأحزاب الإسلامية فى الانتخابات. ولكنه فى الوقت ذاته أكد أن الإعتداء على المسيحيين ليس من سمات الإسلام الرسمي، مستعرضًا إدانات الأزهر للمساس بالأقباط وأنه مخالف للشريعة الإسلامية، لكن هناك حركات إسلامية أخرى مثل السلفيين والقاعدة والجهاد، رفعت من وتيرة الاعتداءات ضد أهداف مسيحية مؤخرًا، ووصل الأمر إلى قتل قساوسة وحرق كنائس، على حد زعمه. وتناول فريدمان أيضا موقف المسيحيين فى عدة بلدان، مشيرًا إلى أن انسحاب الولاياتالمتحدة من العراق نهاية العام الماضي ترك المسيحيين فى العراق دون غطاء أمام هجمات القاعدة، وفى لبنان تزايدت موجه هجرة المسيحيين بسبب زيادة سيطرة "حزب الله" الشيعية، واستغلال الشيعة هناك هذه الظاهرة لشراء الأراضي والمنازل التى يملكها المسيحيون وكل هذا بتمويل إيراني. أما فى فلسطين فقد تزايدت عمليات فرار المسيحين بالضفة الغربية فى أعقاب الانتفاضة الثانية عام 2002 حين تحصن عدة مقاتلين فلسطينيين فى كنيسة المهد فى بيت لحم، وفى غزة أدت سيطرة حركة حماس على الأوضاع إلى خلق حالة من الذعر بين أبناء الطائفة المسيحية فى القطاع . وفى نهاية مقاله، تسائل البروفسيرفريدمان، عن احتمالية خلو الشرق الأوسط من المسيحيين الذين شكلوا الأغلبية بالمنطقة فى الماضي، وهل سيتحقق حلم الأصوليين الإسلاميين بإقامة شرق أوسط إسلامي نقي من خلال تصفية الأقلية المسيحية التي جلبت للمنطقة فكرة القوميات، والتى "هي الأيديولوجيا التي تسببت فى نسف الإمبراطورية العثمانية وحولتها إلى أشلاء" .