ألقى المعتصمون بميدان التحرير صباح اليوم القبض على أحد الأشخاص؛ أثناء محاولته إقناع أحد المعتصمين بالميدان من صغار السن ببيع إحدى كليتيه لمستشفى مصر الدولي مقابل مبلغ 14 ألف جنيه مصري، وتم التحفظ عليه داخل إحدى الخيام المنصوبة بالجزيرة الوسطى لميدان التحرير. واعترف الشخص الذي يدعى " أحمد نحمده علي الشافعي " - 40 سنة، من مواليد محافظة القليوبية - أنه يعمل مع سمسار للأعضاء البشرية بمنطقة عين شمس، وسبق أن باع له إحدى كليتيه. وقال إبراهيم أحمد - طالب بكلية الشريعة والقانون ومعتصم بميدان التحرير - إن الشافعي قد عرض عليه بيع إحدى كليتيه، قائلاً له " في مصلحة عايزين نعملها مع بعض "، ولما أجابه ما هي تلك المصلحة، قال له: " تتبرع بكليتك مقابل 14 ألف جنيه ". وأضاف إبراهيم: " على الفور قمت بإبلاغ أفراد اللجان الشعبية المسؤولين عن تأمين الميدان، وتم التحفظ عليه داخل إحدى الخيام لحين تسليمه للشرطة ". وأكد المقبوض عليه أنه لا يعرف أي معلومات عن الشخص الذي قام بإرساله؛ سوى أنه أحد سماسرة الأعضاء البشرية، ويدعى أمين - مقيم بمنطقة عين شمس - وأنه أرسله بهدف العثور على 3 أشخاص، يتم الاتفاق معهم على إجراء عملية البيع؛ إلا أنهم هربوا، وأنه توقع أن يجدهم وسط المعتصمين بميدان التحرير. وقال إنه أجرى له عملية بالفعل في شهر أكتوبر الماضي بمستشفى مصر الدولي بمدينة نصر، وباع كليته مقابل 14 ألف جنيه. وقال أشرف السويسي - أحد أفراد اللجان الشعبية - إن إقبال أطفال الشوارع المتزايد على ميدان التحرير يوميًا جعله يشكل من وجهة نظر بعض الفاسدين سوقًا خصبة لجلب ضحايا سرقة الأعضاء البشرية، وإن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها؛ حيث ذكر أنهم وجدوا منذ يومين 3 أطفال تم إقناعهم من قبل أشخاص مجهولين بالتبرع بالدم لصالح مستشفى الدكتور محمد الشبراويشي بالدقي، مقابل 80 جنيه للتر الواحد، وبالفعل ذهبوا إلى هناك وبعدما تبرع كل منهم بكيس دم سعته لتر، تقاضى كل منهم 70 جنيهًا؛ بينما ذهبت 10 جنيهات للسمسار الذي جلبهم إلى المستشفى. وأضاف السويسي أنهم بصدد عمل مدرسة لهؤلاء الأطفال بميدان التحرير، وتدريس بعض المواد الدراسية لهم، موضحًا أنهم شرعوا في ذلك بعدما تبيّن أن غالبيتهم مستبعدين من مؤسسات رعاية الأحداث.