أكد نبيل فهمى وزير الخارجية من على منصة الأممالمتحدة اليوم بتأكيده على أن لمصر مكانةً متميزةً فى تاريخِ وحاضرِ البشرية.. مكانةٌ ودورٌ وتأثيرٌ، تنطلقُ فى المقامِ الأولِ من رصيدِها الثقافى والحضارى، مؤكدا على أنه "ما كان ليَتَسِقَ معَ كلِ ذلك، وفى مطلعِ قرنٍ جديد، أَنْ تَظَلَ إرادةُ شعبِ مصرَ مُقيدة، أو أَنْ يُسلَبَ مِن شبابِها حَقُهم فى صياغةِ مستقبلِهم.. لذا كان من الطبيعى بأبناءِ مصرَ أَنْ يخرجوا فى الخامسِ والعشرينَ مِن يناير عام 2011.. ليُعْلِنُوا عزْمَهُم على بناءِ دولةٍ ديمقراطيةٍ حديثة.. تحَقِقُ لأبنائِها الحريةَ، والكرامةَ، والعدالةَ الاجتماعية". وبدأ فهمى كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الثامنة والستين بقوله: "اسمحوا لى، أَنْ أخرُجَ عن العرفِ السائدِ فى افتتاحِ دوراتِ الجمعيةِ العامة، وأَنْ أَستَهِلَ بيانى بنقلِ رسالةٍ أحمِلُها إليكُم ولشعوبِكُم.. ليسَ فقط مِن رئيسِ الدولة المصرية، المستشار عدلى منصور، بل مِن الشعبِ المصرى الذى وضعَ أساسَ الحضارةِ الإنسانية، وأَلْهَمَ شعوبَ العالمِ حديثا". وأشار فهمى إلى أن المصريين خرجوا فى الخامسِ والعشرينَ مِن يناير عام 2011ليُعْلِنُوا عزْمَهُم على بناءِ دولةٍ ديمقراطيةٍ حديثة تحَقِقُ لأبنائِها الحريةَ، والكرامةَ، والعدالةَ الاجتماعية، مؤكدا على أن هذه هى معالمُ الوِجهةِ التى اختارها ملايينُ المصريين، وهى نفسُ الوِجهةِ التى صَمَمَوا عليها، فى الثلاثينَ مِن يونيو الماضى مؤكدين للعالمِ أنْ إرادةَ الشعوبِ لا تَنكسر.. وهى قادرةٌ على منحِ السُلْطَة.. وأيضاً على نَزعِها مِمَن يسيئونَ استغلالَها. وأضاف وزير الخارجية: "لَدَى المصريينَ رؤية مستقبلية طموحة.. وتتطلبُ عَملاً منهجياً وفى إطارٍ زمنىٍ منطقى.. رؤيةٌ سيُكْتَبُ لها النجاحُ بالانفتاح على كلِ التياراتِ السياسية السلمية.. وعلى التَعدُديةِ التى تَسْتَوعِبُ ثَراءَ كُلِ مُكَوناتِ المُجْتَمع.. وعلى المُواطنةِ التى يَضْمَنُها حُكْمُ القانونِ والمساواةُ أمامَ العدالة.. رؤيةٌ تَتْسِقُ فى مبادئِها وممارساتِها مع القواعدِ الأساسيةِ التى تَحْكُمُ الممارساتِ الديمقراطيةِ فى مُخْتَلفِ أنحاءِ العالم.. وأهمها سلمية الحوار، ونبذ العنف، وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، وإيماناً بِحَقِ الشعبِ المصرى فى أَنْ يَرى تلكَ الرؤيةَ واقعاً ملموساً.. فَقَدْ تَضمَنتْ خريطةُ المستقبل، التى تَسيرُ مصرُ عليها مُنْذُ الثالثِ مِنْ يُوليو الماضى.. مَنْهَجاً وطنياً واضحاً لبِنَاءِ مُؤَسساتِ الدولةِ الديمقراطية، فى إطارٍ زمنىٍ مُحَدَّدْ.. معَ دعوةِ جميعِ أبناءِ الوطنِ للمشاركةِ فى العمليةِ السياسيةِ بِكلِ مراحلِها.. طالما التزموا بنبذ العنف والإرهاب والتحريض عليهما". وقال فهمى: "واتِسَاقاً معَ تلكَ الخريطة، يتواصلُ العملُ بالفعلِ على عِدَةِ مسارات.. أثمرَتْ حتى الآن عن ترسيخِ العدالةِ والحرية والديمقراطية كأساسٍ للحكمِ.. على أَنْ يَلِى ذلكَ انتخابُ مجلسِ النوابِ.. ثمَ إجراءُ الانتخاباتِ الرئاسية، بحيثُ تَنْتَهى المرحلةُ الانتقاليةُ فى الربيعِ القادمِ". وأشار فهمى فى كلمته إلى أن عزم مصر الصادق على استكمالِ تنفيذِ خريطةِ المستقبلِ "يتطلبُ أَنْ نَضعَ نُصْبَ أعينِنَا الحفاظَ على الأمنِ وإنفاذ القانون، والتصدى لمُحَاولاتِ الترويعِ والترهيبِ التى تَهْدِفُ إلى إعاقةِ مسار تنفيذِها"، مشيرا إلى أن "بعضُ الأنحاء فى مصرَ تعرضت مؤخراً إلى هجماتٍ إرهابيةٍ يائسة وبائسة،لم تُفرٍق فى ضحاياها بين رجلٍ وامرأة، شيخٍ وطفلِ، مسلمٍ وغير مسلم من أبناءِ الوطن.. إرهابٌ كَشَف عن وجههِ القبيح.. يهدِفُ إلى تقويضِ العمليةِ الديمقراطيةِ وتدميرِ اقتصادِنا"، مضيفا "وأؤكدُ أمامَكم بكل وضوحٍ وثقةٍ أن الشعبَ المصرى العظيمَ الذى نجحَ فى فرض إرادته مصر قادر على القضاءِ على الإرهاب فى إطارِ سيادة القانون، وأَثِقُ فى أَنَّ المجتمعَ الدولى بِأَسرِهِ، والذى طالما لفظ الإرهاب.. سيَقِفُ بحزمٍ إلى جانبِ الشعبِ المصرى فى معركتِه لدحرِ العنفِ والداعين إليه.. ولنْ يَتَقَبّلَ مُحاولاتِ تبريرِه أو التسامحِ معَهُ.. وفى ذلك الإطار أود أن أتقدم بخالص التعازى لدولة وشعب كينيا على ضحايا الحادث الإرهابى الذى تعرضت له البلاد مؤخراً". وأضاف فهمى: "لا تَكتمِلُ رسالة الشعبِ المصرى، وفى طليعتِهِ شبابُ مصر المشارك معى فى تمثيل بلدنا العريق فى اجتماعنا هذا، دون أَنْ أنقلَ إليكم أيضا، تطلعَ مصرَ إلى تعزيزِ ديمقراطيةِ العلاقاتِ الدوليةِ المعاصرة.. وإلى مدِ جسورِ التعاونِ بينَ الشعبِ المصرى وكافةِ شعوب العالم.. على أساسِ استقلالِ القرار، والاحترامِ المُتبادل، وعدمِ التدخلِ فى الشؤونِ الداخليةِ للدول.. ووفقَ سياسةٍ خارجيةٍ تقومُ على النديةِ وتكون ركيزتها رؤية مستقبلية بناءة وحضارية"، لافتا إلى أن سياسةُ مصرَ الخارجية، أصبحت تعكسُ الإرادة الشعبية، وتُصاغُ على نحوٍ يتَسِقُ مع مصالحِها الوطنية وأمنِها القومى بعيداً عن أية اعتبارات أخرى"، وقال: "لا غُلُوَ فى تقريرِ أَنَّنَا نُدْرِكُ، بمسئوليةٍ تامة ارتباطَ أَمنِ مصرَ القومى بقضايا وأَمنِ أُمَتِها العربية، كما تَلْتَزِمُ مصرُ بِحُكمِ الموقعِ والتاريخِ والانتماء بمواصلةِ الدفاعِ عن مصالحِ قارتِها الأفريقية وبالتصدى لقضايا العالمِ الإسلامى ونشر قيم الاعتدال وسماحة الإسلام وتعزيز الحوار بين الأديان السماوية، وبتبنى التحدياتِ التى تُواجِهُ دولَ الجنوب فى عالمٍ تَخْتَلُ فيه موازينُ القوى".