سطرت أم كلثوم مقالًا صحفيًا، في مجلة "الهلال" بشهر أكتوبر عام 1971، بعنوان "كيف عرفت عبدالناصر؟"، وروت فيه لحظات اللقاء الأولى بمناسبة مرور الذكرى الأولى لوفاة الزعيم. قالت كوكب الشرق أن أول لقاء كان عام 1948، وتحديدًا وقت "مأساة فلسطين"، بحسب وصفها: "كنت أتتبع أنباء إخوتي وأبنائي أبطال الفالوجا يومًا بيوم، وبعد عودتهم استقبلتهم بدموع المصرية الفخورة بأبناء مصر، وجلست بينهم وأنا أشعر أنهم أسرتي، صميم أسرتي، إخوتي وأبنائي، وهناك قدم لي المرحوم القائد السيد طه ضباطه وجنوده، وحدثني عن أصحاب البطولات الكبيرة منهم، وكان في مقدمة أصحاب هذه البطولات جمال عبدالناصر، الضابط الشاب". صافحت ثومة الضابط الشاب وأحست في عينيه إخلاصًا وطنيًا لا حدود له، ولم تكن تعلم وقتها أنه سيلعب دورًا هائلًا في تاريخ مصر بعد أربع سنوات فقط من هذا اللقاء. ثم جاء اللقاء الثاني وفي يوم قالت عنه "كان يومًا أجمل من الأحلام"؛ حيث أعلن وقتها أنور السادات بيان ثورة 23 يوليو 1952. تحدثت أم كلثوم عن أغانيها للزعيم الراحل وللثورة بقولها: "هناك أنشودتان من بين كل الأناشيد التي غنيتها للثورة أحسست بانفعال أعمق كلما ذكرتهما، إحداهما "يا جمال يا مثال الوطنية" التي غنيتها له بعد حادث منشية البكري بالإسكندرية، والثانية أغنية "قم" التي قدمتها عقب نكسة1967".