للأصدقاء دور هام فى حياة كل منا فمن خلالهم يستطيع الإنسان أن يضاعف نفسه فلا يكون وحيدا فنرى أنفسنا فى عيونهم ويرون أنفسهم فى عيوننا . والعبقرى الراحل صلاح جاهين كان له من الصداقات المتعددة والمتنوعة مابين الفنان والأديب والروائى والصحفى والفيلسوف واستطاع بإبداعه وتألقه وتعبيره عن كل فئات الشعب ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم أن يصل إلى قلوبهم ويصبحون محبين له وأصدقاء يعينونه كلما اشتدت النوائب عليه ويستلهم منهم قوته ويستوحى من عيونهم أفكاره . واحتفاء بذكرى مولد صلاح جاهين نتناول أقوال أصدقائه بعد رحيله لنعرف كيف كان هو فى عيونهم . قالت الفنانة اللبنانية نضال الأشقر : "صلاح جاهين كان رمزاً، فالشخصيات الفنية والسياسية الكبيرة التى أحبها من قلبى تعتبر بالنسبة لى رمزاً، ولذلك تبوأ صلاح جاهين مقعده فى مقدمة هذه الشخصيات". وقال الشاعر فاروق جويدة : "لقد أحدث انقلاباً فى الأغنية المصرية فخلع عنها الكثير من أناقتها المزيفة، وجعل منها ثوباً واسعاً جميلاً يرتديه كل الناس، على اختلاف مواقعهم، وأفكارهم، ولون جلودهم. لقد عاش صلاح جاهين للفن .. لمصر فى كل محنها، وانتصاراتها، وأمانيها، فكان صوتاً مصرياً، وطنياً، صانعاً، مليئاً بكل ما حمل نهر النيل من صدق وعطاء". وقال الشاعر بهاء جاهين : "كان معجوناً بطين البشرية، كان شديد الحب لكل من حوله، سريع التأثر، حينما يعشق .. يعشق حتى النخاع، وحينما يكره لا يمكن أن يعود لسابق عهده". وقال المحاور مفيد فوزى : "جاهين هو - بمعايير العطاء - مصلح اجتماعى يطأ بريشته أو بقلمه مالم تجرؤ عليه ريشة أو قلم، كان جاهين يغمس ريشته فى مداد البصيرة، وينتقى بقلمه من بساتين الفطنة، أجمل الزهور ثم يهديها لنا حتى لو أدمت أصابعه الأشواك. كان صلاح جاهين، اعتذاراً رقيقاً عن كآبة الحياة وجروحها. ولأننا مازلنا نقرأ ونسمع ونرى جاهين فى كل ما خطته أنامله أقول: ومازال الأرغول يشجينا". وقال الشاعر سيد حجاب : صلاح جاهين كان لديه قدر من الإيثار والغيرية وكل مواقفه تعكس جوهر إحساسه بأنه مسئول عن كل الكلام الجميل ... ومسئول أيضاً عن إفساح المجال وتهيئة الفرصة لمن هو بحاجة إلى هذه الفرصة". وقال عنه الكاتب إحسان عبد القدوس : "إن إحساسى بصلاح جاهين يوازى إحساسى بعبد الحلييم حافظ، فالإثنان اشتركا فى اندفاعهما نحو متطلبات فنهما على حساب الاستجابة للمتطلبات الصحية .. لقد ذهب عبد الحليم حافظ وذهب صلاح جاهين، ذهبا، وكأنهما ألقيا بنفسيهما بين براثن الفن، كأنهما قررا الانتحار، وكل منهما لم يكن مجرد شخص، ولكنه كان أكبر أمل فى مستقبل مصر الفنى، وقد فقدنا أملاً أصبحنا نعيشه كماضى، وهو ماضى لن يضيع ، ولن ننساه أبداً، لقد أخذنا كلنا لنعيش الماضى، لا المستقبل". وقال الفنان التشكيلى صلاح طاهر : "صلاح جاهين يمثل العبقرية المتكاملة من جوانب مختلفة، فقد برع فى فن الكاريكاتير بتناول خاص به، إلى جانب قدراته الأخرى كفنان عبقرى تشكيلى، قبل أن يكون رسام كاريكاتير ... كما برع الرجل فى فن الزجل الفياض، الذى انعكس فيه الوعى الكبير بمجتمعه، وبالتيمات الشعبية، وغير الشعبية، وبجانب قدرته فى الزجل ظهرت موهبته فى التأليف والعمل الصحفى". صلاح جاهين مع معلميه مع بعض أصدقائه فى الريف صلاح جاهين بين أصدقائه من بينهم نجيب محفوظ وأحمد مظهر مع الفنانة سعاد حسنى مع الفنانة نيللى مع الملحن سيد مكاوى مع الفنان محمد نوح مع صفاء أبو السعود