ماحدث بين قوات من الجيش وبين المتظاهرين فى كافة الأحداث المتلاحقة والتى كانت آخرها تلك المصادمات الدامية أمام مجلس الوزراء أعاد إلى الأذهان فيلم البرئ للعبقرى الراحل أحمد زكى الذى ألقى الضوء على شريحة فى مجتمعنا لم نكن ننتبه إليها ولم نكن ندرك خطورة استمرارها على هذا النحو الذى كانت ومازالت عليه إلا عندما تسلم " العسكر " حكم البلاد . كثير من الثوار الذين خاضو تلك المواجهات أكدوا أن الجندى الذى كان يواجههم كانوا يرون فى عينيه غلا رهيبا وكانت بداخله شحنة من الكراهية لأولئك الذين يرابطون فى الميدان بحيث كانت ضرباته بالعصى والقنابل المسيلة للدموع بل وبالرصاص الحى والخرطوش ضربات موجعة مؤلمة قاتلة . تعاملوا معهم وكأنهم أعداء الوطن كما قال أحدهم لأحمد زكى " سبع الليل " فى الفيلم فكان قاسيا عليهم كارها لهم تواقا إلى قتلهم حيث قال : لماذا لانقتلهم ونريح البلد منهم ؟ الذى جعلنى أتحدث عن هذا الفيلم الرائع هى أغنية سمعتها مؤخرا تم حذفها من أحداث الفيلم تعد من أهم الأغانى التى تم كتابتها وغنائها فى تلك الفترة حيث عبرت وبقوة عن حب الوطن والغيرة عليه ورفض السجن والسجان . فى هذه الأغنية تحريض على الثورة وتبشير بها ودعوة إليها لتكسير القضبان والخروج إلى نور الحرية واقتلاع كل ماهو كائن من ظلم وقهر واستعباد كما تبعث الأمل والإيمان بأن الكلمة لابد لها وأن تتحرر من أسرها وتكسر سلاسلها وتنطلق إلى عالم الحرية والكرامة والعزة . أبدع فى كتابة الأغنية الشاعر عبد الرحمن الأبنودى وأضفى عليها عمار الشريعى نبرة ثورية عارمة فى ألحانها وغنائها فأضاف إلى قوة الكلام قوة اللحن والأداء فخرجت من أروع مايكون . تقول كلمات الأغنية : يا قبضتي، دُقِّي على الجدار لحد ليلنا ما يتولد له نهار يا قبضتي، دُقّي على الحجر لحد ما تصحّي جميع البشر لحد ما تتفسر الأسرار مش فاهم اللي حاصل لكن بقلبي واصل واللي مش فاهمه عقلي بتشرحه السلاسل يا قلوب بتنزف دم في العتمة يا قلوب بتنزف دم وتغني سجنونا قاصدين يسجنوا الكلمة والكلمة غصب عنها وعني طلعت من القضبان و م الأسوار ياقبضتى .. الأغنية المحذوفة من فيلم البرئ