نائب محافظ الجيزة يتفقد مشروعات "حياة كريمة" بالصف    ممثل أمريكا في مجلس الأمن يطالب إيران بالتوقف عن تزويد الحوثي بالأسلحة    حسام حسن يكشف موقف سام مرسي والشناوي من الانضمام لمعسكر المنتخب    على أنغام السمسية، الإسماعيلية تحتفل بأعياد الربيع (فيديو)    شبورة مائية على هذه الطرق غدا    الإذاعة المصرية تعتمد 8 قراء جدد للتلاوات القرآنية الطويلة والخارجية    نقيب المهن التمثيلية يكشف تطورات الحالة الصحية للزعيم عادل إمام    فرقة الزقازيق تعرض «كيبوتس» في موسم مسرح قصور الثقافة    القومي للبحوث يُنظم ندوة حول استخدام نقل التكنولوجيا لتحقيق النمو    الكشف وتوفير العلاج ل2000 حالة مرضية فى قافلة علاجية ببنى سويف ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة    وزير التعليم يحضر مناقشة رسالة دكتوراه لمدير مدرسة في جنوب سيناء لتعميم المدارس التكنولوجية    محافظ بورسعيد يبحث مع رئيس «تعمير سيناء» آخر مستجدات مشروعات التعاون المشتركة    سيارات بايك الصينية تعود إلى مصر عبر بوابة وكيل جديد    خطتان.. مصراوي يكشف أسماء الثلاثي فوق السن المنضمين للمنتخب الأولمبي في أولمبياد باريس    سفير واشنطن لدى إسرائيل ينفي تغير العلاقة بين الجانبين    حجز إعادة محاكمة المتهم بتزوير أوراق لتسفير عناصر الإرهاب للخارج للحكم    برلماني: السياسات المالية والضريبية تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية    بعد قليل.. انطلاق المؤتمر الجماهيري لاتحاد القبائل العربية بالمنصورية    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه الروماني    السيسي يوجه رسالة عاجلة للمصريين بشأن المياه    المفتي للحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير    «عباس»: الهيئة تتخذ استراتيجية مستدامة لميكنة دورة العمل بالنيابة الإدارية    تعليم النواب توصي بدعم مستشفيات جامعة المنصورة ب 363 مليون جنيه    لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟.. الأزهر للفتوى يوضح    «التعليم» تنبه على الطلاب المصريين في الخارج بسرعة تحميل ملفات التقييم    حكم كيني لمباراة مصر وبوركينا فاسو وسوداني لمواجهة غينيا بيساو    تعليم البحيرة: 196 ألف طالب وطالبة يؤدون امتحانات الشهادة الإعدادية وأولى وثانية ثانوي    ما هو موعد عيد الاضحى 2024 في الجزائر؟    محافظ سوهاج ورئيس هيئة النيابة الإدارية يوقعان بروتوكول تعاون    إطلاق مشروع تطوير "عواصم المحافظات" لتوفير وحدات سكنية حضرية بالتقسيط ودون فوائد    وزير الرى: احتياجات مصر المائية تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويا    هل ويست هام قادر على إيقاف مانشستر سيتي؟ رد ساخر من ديفيد مويس    رئيس جامعة قناة السويس يتفقد كلية طب الأسنان (صور)    وزيرة التضامن تشارك في أعمال المنتدى الدولي لريادة الأعمال ومبادرة العيش باستقلالية بالبحرين    مناظرة بين إسلام بحيري وعبد الله رشدي يديرها عمرو أديب.. قريبا    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. الإفتاء توضح    موجة احتجاجات تعصف بوزراء الاحتلال في ذكرى «اليوم الوطني لضحايا معارك إسرائيل» (تفاصيل)    قمة مرتقبة بين رئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء كمبوديا لبحث التعاون المشترك    الرعاية الصحية: لدينا 13 ألف كادر تمريضي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    الرئيس السيسي: الدولار كان وما زال تحديا.. وتجاوز المشكلة عبر زيادة الإنتاج    وزير الثقافة الفلسطيني السابق: موشي ديان هو أكبر سارق آثار في التاريخ    بدءا من 10 يونيو.. السكة الحديد تشغل قطارات إضافية استعدادا لعيد الأضحى    بنك التعمير والإسكان يرعى الملتقى التوظيفي 15 بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة    ختام ناجح لبطولة كأس مصر فرق للشطرنج بعدد قياسي من المشاركين    تشمل 13 وزيرًا.. تعرف على تشكيل الحكومة الجديدة في الكويت    التحليل الفني لمؤشرات البورصة المصرية اليوم الاثنين 13 مايو 2024    خلال 12 يوم عرض بالسينمات.. فيلم السرب يتجاوز ال24 مليون جنيه    توقعات برج العقرب من يوم 13 إلى 18 مايو 2024: أرباح مالية غير متوقعة    شعبة الأدوية توجه نداء عاجلا لمجلس الوزراء: نقص غير مسبوق في الأدوية وزيادة المهربة    إنشاء مراكز تميز لأمراض القلب والأورام ومكتبة قومية للأمراض    رئيس الغرفة التجارية: سوق ليبيا واعد ونسعى لتسهيل حركة الاستثمار    تداول 15 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة و806 شاحنات بموانئ البحر الأحمر    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    تعرف على الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة    فضل الأشهر الحرم في الإسلام: مواسم العبادة والتقرب إلى الله    أرتيتا يثني على لاعبي أرسنال    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    "أوتشا": مقتل 27 مدنيًا وإصابة 130 في إقليم دارفور بغربي السودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنتم أعلم بشئون دنياكم.. هل هذا قول النبي الأعظم؟
نشر في المشهد يوم 07 - 12 - 2011

إطلالة الشيخ حازم أبو إسماعيل مؤخرًا في برنامج يقدمه الصحفى مجدي الجلاد كانت من أجل إلقاء الضوء على ما يحمله هذا الرجل من فكر إلا أنه لم يتمكن من التحدث عن برنامجه الذي يطرحه لخوض المنافسة في الانتخابات القادمة على منصب رئيس الجمهورية.
والذى دفعه دفعا بعيدا عن بغيته وما كان يريده هو ذلك السيل من الأسئلة التى انهالت على البرنامج حتى أن الجلاد اضطر لمد وقت الحلقة عن موعدها الذى يجب أن تنتهى فيه.
أقول إن إقبال المشاهدين فى استفساراتهم وأسئلتهم لم تكن عن برنامج أبواسماعيل وما يحمله بين طياته من خطط وإجراءات تسعى فى مجملها كما يقول إلى نهضة مصر وتقدمها فى وقت قصير جدا. وإنما كانت بوازع من خوفهم على حريتهم الشخصية وما ستؤول إليه الأوضاع فى حالة تولى التيار الدينى حكم مصر.
كانت استفسارات المشاهدين كلها حول هذا الجانب الحيوى والذى أعتقد أنه لا يوجد مصرى عاقل يقبل بإهماله أو ينحيه جانبا تحت أى شعارات براقة أو خطب رنانة وقد لمست فى أصحاب المداخلات حرصا شديدا وإصرارا عجيبا على تمسكهم بحريتهم الشخصية وعدم التدخل فيها من أى شخص كائنا من كان.
الهدف من كتابة هذا المقال ليست هذه القضية رغم أهميتها القصوى فى هذا الظرف الحيوى الذى تمر به أمتنا المصرية وإنما أريد خلال هذه السطور أن أتعرض لحديث ذكره الدكتور حازم أبو اسماعيل فى معرض حديثه وهو حديث "تأبير النخل" والمشهور ب "أنتم أعلم بشئون دنياكم".
أقول إن أبو اسماعيل استشهد بهذا الحديث لتبيان أن رسول الله ترك لنا أمور الدنيا لنفعل بها وفيها ما نراه صالحا لأنفسنا.
ولأننى أرى أن هذا الحديث ينتشر انتشارا كبيرا بين الناس وكثيرا ما يتم الاستشهاد به فى أمور تتعلق بحياتنا لغاية هو يرجوها -والله أعلم بالسرائر- على اعتبار أنه نص نبوى مقدس خاصة وأنه ورد فى صحيح مسلم .. وكما تعلمنا أن كل ما فى البخارى ومسلم صحيح.. وأنا هنا لا أناقش سند الحديث وإنما أناقش متن الحديث وهل هو يتفق مع كتاب الله أم يتعارض معه.. فإذا اتفق مع القرآن فبها ونعمة.. وإن لم يتفق مع القرآن فيضرب به عرض الحائط لأنه فى هذه الحالة يكون مكذوبا على رسول الله.
وقد تنبهت السيدة عائشة لذلك وردت ما خالف القرآن من حديث منسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى روايتين مثبتتين فى كتب الصحاح بشأن "إن الميت يعذب ببكاء أهله" و"رؤية رسول الله لربه".
والآن الى الرواية محل المقال:
صحيح مسلم ج12 ص 53
4357 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ الْيَمَامِيُّ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَعْقِرِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ وَهُوَ ابْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّجَاشِيِّ حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ
قَالَ قَدِمَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَأْبُرُونَ النَّخْلَ يَقُولُونَ يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ فَقَالَ مَا تَصْنَعُونَ قَالُوا كُنَّا نَصْنَعُهُ قَالَ لَعَلَّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْرًا فَتَرَكُوهُ فَنَفَضَتْ أَوْ فَنَقَصَتْ قَالَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيٍ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ
قَالَ عِكْرِمَةُ أَوْ نَحْوَ هَذَا قَالَ الْمَعْقِرِيُّ فَنَفَضَتْ وَلَمْ يَشُكَّ
وبالنظر فى هذه الرواية نرى :
1- ان هذه القصة وقعت فى المدينة وهذا يعنى أن عمر رسول الله لايقل عن 53 عاما فهل يعقل انه صلى الله عليه وآله وسلم لم ير ولم يسمع عن شيء اسمه تأبير النخل وهو الذى عاش فى الجزيرة العربية كل هذا العمر وعاشر اهلها والطبيعى أنه كان يراهم فى كل سنة يقومون بتأبير النخل اتظنه نسى ما كان يعرفه عن التلقيح بمجرد ان هاجر الى المدينة ويسأل ماذا يصنع هؤلاء ؟
2- ان رسول الله بمجرد انه سأل هذا السؤال فهذا يعنى انه كان جاهلا بما يصنعون وليس له علم به فإذا كان هذا هو حاله فلماذا يتطوع بالتدخل فى أمر يجهله ولا يعنيه وهو القائل كما روى احمد فى مسنده ج4 ص168
164 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ
وكذلك رواه الطبرانى فى المعجم الكبير ج19 ص 235 والترمذى فى سننه ج8 ص295 وابن ماجه فى سننه ج11 ص 472 وغيرها من الكتب .
وأين هذا من قول النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذى أخرجه البخارى فى صحيحه ج18 ص437
5559 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ
فهل يجوز على رسول الله ان يقول قولا ويفعل مايخالفه كما فى رواية أحمد وهل هذا هو قول الخير الذى دعا رسول الله امته اليه كما فى رواية البخارى ؟ .
وإذا كان الرسول لايدرك ما إذا كان قوله خيرا أم لا فلماذا لم يصمت وأقحم نفسه فى أمر لايعرفه – حاشاه – دون أن يسأله أحد من القوم ؟
وهل أهل المدينة من السذاجة أن يقبلوا بعدم تلقيح نخلهم وفساد محصولهم ؟ وان قال قائل انه رسول الله ويجب عليهم طاعته فإذا كان الأمر كذلك فهل يخالف رسول الله القرآن الكريم الذى نزل على قلبه حيث يقول الله تعالى لرسوله :
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء
3- ونسب إلى رسول الله فى الحديث الذى ورد فى سنن ابن ماجه ج7 ص332 أنه قال عن تلقيحهم النخل " مَا أَظُنُّ ذَلِكَ يُغْنِي شَيْئًا " ؟ فكيف غاب عن رسول الله ما ذكره الله تعالى فى القرآن الكريم وخلقه من كل شئ زوجين لاتستقيم الحياة إلا بوجودهما ولا تعمر الأرض إلا بهما خاصة آيات زوجية النبات ؟
قال الله تعالى:(وَآيَةٌ لَهُمُ الأرض الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَاكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ . لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أيديهم أَفَلا يَشْكُرُونَ . سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأرض وَمِنْ أنفسهم وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ ). (سورة يس:33 36)
وقال تعالى: (وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ . وَمِنْ كُلِّ شَئٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ). (الذاريات:48 49)
وقال تعالى:(وَهُوَالَّذِي مَدَّ الأرض وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. (الرعد:3)
فهل نسى رسول الله هذه الآيات الصريحة فى شمول نظام الزوجية لكل ماتنبت الأرض ؟ ألم يقرأها على الناس ألم يبينها لهم ؟ أم غابت عنه فدهش عندما رأى القوم يلقحون نخلهم فاستقبح مايفعلوه ونهاهم عنه ؟
4- وهل رسول الله يرى بالظن كما جاء فى الرواية التى أخرجها أحمد بن حنبل فى مسندهج25 ص132قوله " إِنَّمَا هُوَ ظَنٌّ ظَنَنْتُهُ " ؟
واذا كانت أوامر النبى وبالتالى نواهيه تنقسم الى قسمين طبقا لهذه الرواية فالأول منهما يتعلق بأمور الدين وهو من الله تعالى فتجب إطاعته والثانى من أمور الدنيا وهو ظنون النبى ولاتجب إطاعته فهل يزعم زاعم أنه عندما يشك فى أمر أو نهى نبوى لم يرد فيه نص يلحقه بأحد القسمين فالأصل أن يكون من ظنون النبى ؟
5- هناك من يزعم ان الرسول كالبشر يصيب ويخطئ ولكن الله تعالى يصحح خطأه فى وقتها فلنفرض أن رسول الله كان جاهلا بأمر النخل وتلقيحه -حاشاه- وأنه اشتبه عليه وأمرهم بترك التلقيح فلماذا أقره الله على فعله ولم ينزل الوحى بتصحيح فعله وتنبيهه ؟
6- ألا يعد ماحدث من إطاعة النبى وترك عملية التلقيح وبالتالى فساد نخل هؤلاء القوم وخسارتهم وضياع ما يتعيشون عليه هم ومن يعولوا -قلوا أو كثروا- فسادا فى الأرض فهل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يأمر بفساد أو يدل على ضرر ؟
7- واذا كان رسول الله قال ماقال وكانت نتيجة قوله وأمره للقوم هو فساد محصولهم الذى يعيشون عليه ويتقوتون منه فهل يجوز على رسول قال عنه الله تعالى : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم .. أن يكون سببا فى إفساد أو يتهرب من الناس عندما جاؤوه يشكون حالهم الذى ماكان ليكون بهذا السوء لولا انه أمرهم بترك تلقيح النخل ولاذنب لهم سوى أنهم أطاعوه ثم يقول لهم أنت أعلم بدنياكم.
8- وإذا كانوا هم أعلم بدنياهم ألم يدرك ذلك رسول الله قبل ان يتدخل فى أمر هو من أمور الدنيا أم كان لابد أن يحدث ماحدث لهم حتى يعلم بأنه ليس له علاقة بأمور الدنيا .. والغريب أنه طبقا لهذه الرواية المفتراة على رسول الله لم يسأله أحد عن التلقيح ليجيبه وإنما هو تطوع من تلقاء نفسه وأمرهم ألا يلقحوا النخل.. فهل يجوز هذا على رسول الله الذى يهدى الى صراط مستقيم حيث يقول تعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (52) سورة الشورى
وإذا كان النبى الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يهدى إلى صراط مستقيم فهل هذه الهداية مرتبطة بالدين أم بالدنيا أم بالاثنين معا ؟
الإسلام منهج متكامل للدين والدنيا معا يرتكز على مجموعة من المبادئ والمثل، والقواعد والأسس، والتشريعات والنظم لتنظيم السلوك الإنساني في هذه الحياة وبما يحقق مطالب الروح والجسد، ويؤمن حقوق الفرد والجماعة، ويرتب علاقات الأفراد والجماعات والشعوب فلا دولة إسلامية بدون دين ولا قيمة لدين جاف يخلو من توجيه المجتمع وسياسة الأمة.
9- لقد فات على من وضع هذه الرواية افتراء وكذبا على رسول الله ان يذكر فيها ماذا فعل رسول الله لهؤلاء القوم عندما جاؤوه يشكون حالهم ويعلمونه بفساد نخلهم بسبب طاعتهم لأمره بعدم التلقيح .. فهل ساعدهم بشئ أو عوضهم بما يعينهم على العيش حتى الموسم القادم ؟ بالطبع لا لم يفعل شيئا من هذا بل فقط قال لهم انتم أعلم بدنياكم .. فأين الرحمة المحمدية إذن بهؤلاء الناس المنكوبين .. ألم يرسله الله رحمة للعالمين كما قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (107) سورة الأنبياء
ثم أين الرأفة بالمؤمنين تلك التى وصف بها الله تعالى رسوله فى قوله تعالى :
{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) سورة التوبة
مما سبق يدل على فساد هذه الرواية وبطلانها وانها مكذوبة على رسول الله فى محاولة من الكذابين والوضاعين الذين يكيدون للإسلام ويكرهون رسول الله للتقليل من شأنه والحط من قدره بأن يجوزوا عليه الخطأ وانه يجتهد فى امور الدنيا كسائر الناس مما يعنى انه معرض للخطأ والصواب وهذا مانرفضه جملة وتفصيلا استنادا الى القرآن الكريم وماصح عن رسول الله حيث انه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لايقول إلا حقا ولا ينطق إلا صدقا ولايجتهد من عنده ولا يجوز له فهومعصومٌ بالوحي عن قول ما سوى الحق, ومعصومٌ اجتهاده عن الإقرار على الخطأ .
وقد جاء فى مسند احمد ج14 ص 49
6511 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ يَعْنِي عُبَيْدَ بْنَ الْأَخْنَسِ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ عَنْ ذَلِكَ وَقَالُوا تَكْتُبُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا فَأَمْسَكْتُ حَتَّى ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ
وكذلك فى سنن الدارمى ج2 ص35وفى مستدرك الحاكم ج1 ص 350
إن رواية تأبير النخل كذب وافتراء على رسول الله ومن يسعى الى نشرها أوالاستدلال بها أو إشاعتها بين الناس فهو مشارك فى الكذب على رسول الله الذى قال : من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .. وفى رواية فليلج النار .
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.