بعد أن أعلن المجلس العسكرى عن تكليف الدكتور كمال الجنزورى بتشكيل حكومة انتقالية جديدة خلفاً لحكومة الدكتور عصام شرف التى أسقطها الثوار تعالت الاصوات الرافضة لقرار العسكرى فى ميدان التحرير منددين بعدم شرعيته، ومطالبته بالرحيل بعد أن فشل فى تحقيق أهداف ومطالب الثورة وتشكيل مجلس رئاسى مدنى وليس حكومة إنقاذ وطنى حتى لاتُختزل فى شخص واحد. وعبر المتظاهرون فى ميدان التحرير عن رفضهم التام من خلال مسيرات جابت كل أرجاء الميدان للحكم العسكرى، مطالبين بتشكيل مجلس رئاسى مدنى يدير البلاد خلال الفترة القادمة، يختاره ثوار الميدان مقترحين أسماء بعض الشخصيات التى يرون فيها القدرة على النهوض بمصر إلى بر الأمان حتى تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة من الشعب وإقامه دولة مدنية. و قال طارق الخولى - المتحدث الإعلامى لحركة 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية" - إن اختيار الجنزوى ليرأس حكومة الإنقاذ الوطنى مرفوض مشيرا الى ان الجنزورى كان رئيسا للحكومة فى عهد النظام السابق و بالتالى فهو جزء لا يتجزأ منه. ووصف الخولى هذا الاختيار بالمستفز؛ مستغربًا تصرفات المجلس العسكرى التى تزيد من اشتعال الموقف والاحتقان بدلاً من التهدئة التى ينشدها الشعب المصرى واصفا هذا الاختيار بأنه "كلام فارغ " . و طالب بضرورة التراجع عن هذا الاخيتار الذى لا يعبر عن مطالب الثوار مؤكداً أن شباب التحرير يحتاجون إلى رئيس حكومة خارج من رحم الثورة و يكمل الشهور السبعة المتبقية من الفترة الانتقالية، مطالباً العسكرى بعدم الاستمرار فى حالة العناد والنظر الى مطالب الثوار. كما رفض محمود عفيفى - المتحدث الإعلامى لحركة 6 ابريل - التى يتزعمها احمد ماهر " تولى الدكتور كمال الجنزورى رئاسة الحكومة الجديدة مؤكدا أنه لا تفاوض على حكومة الا بعد رحيل المجلس العسكرى. وعلل عفيفى رفضه للجنزورى بأنه لا يصلح لرئاسة حكومة الانقاذ الوطنى فى هذه المرحلة، و اشار عفيفى الى ان الحركة رشحت مجموعة من الاسماء لتشكيل حكومة انقاذ وطنى من بينها تتمتع بصلاحيات كاملة تدير المرحلة الانتقالية الحالية، على رأسها الدكتور محمد البرادعى، الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل، و الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، المستشار زكريا عبد العزيز والدكتور حسام عيسى. و أعلن عفيفى أن الحركة ستشارك فى مظاهرات اليوم الجمعة وأنها ستعلن رفضها للجنزورى مندداً بسياسات المجلس العسكرى التى اتهمها بتجاهل مطالب المتظاهرين بميدان التحرير. و أعلن محمد عواد - المنسق العام لحركة "شباب من أجل الحرية والعدالة "- رفض الحركة التام للجنزورى لأنه كان أحد أعمدة النظام السابق وأضاف عواد انه يريد حكومة انقاذ وطنى يتم تشكيلها من ميدان التحرير لكى تعبر عن الثوار و تحمى ثورتهم دون وصاية من المجلس العسكرى. واشار إلى انه بالرغم من احترامه لشخص الدكتور كمال الجنزورى الا انه يريد رئيسا للحكومة يتمتع بصلاحيات كاملة مؤكدا ان الموقف سيتأزم ان لم يتخذ العسكرى خطوات واضحة نحو تحقيق مطالب الثوار وتشكيل حكومة انقاذ وطنى من رحم ميدان التحرير، منوّهاً أن اللجان الشعبية بالميدان ستدخل فى إضراب عن الطعام خلال 24 ساعة إن لم يتم التراجع عن اختيار الجنزورى كرئيسً للحكومة الجديدة . و قال الدكتور حسن السيبيرى - أستاذ العلوم الطبية بجامعة حلوان - إن ما قام به المجلس بتشكيل حكومة الجنزورى يعتبر رِدّه عن الديمقراطية بشكل حقيقي وواقعي، وان من الأجدى بعد ثوره 25 يناير أن يكون هناك شاب مصري يقوم بتمثيل الحكومة فى المرحلة المقبله ومن ثم يجب تشكيل حكومه من شباب ثوار ميدان التحرير حتى نستطيع تحقيق مطالب الثورة التى طال انتظارها. واوضح عادل خفاجه - أحد اعضاء جمعية اهل السنة والجماعة - انه لايوجد اعتراض على الجنزورى ولكنه لايصلح لإدارة البلاد فى الفترة الانتقالية نظرا لكبر سنه مضيفا ان المطلب الوحيد الذى ينادى به ميدان التحرير هو رحيل المجلس العسكرى ورفض الدكتور احمد فاروق - احد اطباء التحرير- ان يتولى اداره هذه المرحلة اى شخص يصل سنه الى 60 عاما لافتا الى ان هذه الشخصيات لديها إرث لايتوائم مع متطلبات مصر فى العصر الحديث . و طالب هانى الحسينى - ناشط - برحيل المجلس العسكرى وليس تغيير رئيس الوزراء، وشبه ماحدث ب " مومياء جاءت لصندوق زجاجى فارغ" واضاف محمد الزهيرى - عضو الاتحاد الدولى لحقوق الانسان - ان المجلس العسكرى ليس له شرعية حتى يكلف الجنزورى بتشكيل حكومة ومابنى على باطل فهو باطل؛ وهذا يعتبر ذكاء من المجلس العسكرى لاختياره شخصية لها قبول فى الشارع المصرى حتى يفصل بين الشارع المتعاطف مع الميدان ومطالب الثورة.