أعرب عدد من القادة العسكريين الأمريكيين تحفظهم على توجيه ضربة عسكرية أميركية إلى سورية في ظلّ سعي الجيش الأميركي للتأقلم مع آثار الحرب على العراق وأفغانستان وتقلص الميزانية العسكرية. وفي تقرير نشرته صحيفة ال"واشنطن بوست"، قامت من خلاله باجراء مقابلات مع أكثر من 10 ضباط يحملون رتب تتراوح ما بين نقيب إلى جنرال، أعربوا جميعهم عن عدم ارتياحهم تجاه توجيه ضربة عسكرية إلى سورية، كما اوضح مسؤولون حاليون وسابقون ان تحفظهم يتعلق بشكل أساسي بالقلق من العواقب غير المدروسة لإطلاق صواريخ كروز تجاه سورية، في حين شكك عدد من المسؤولين في مدى فعالية استخدام القوة العسكرية ك"إجراء عقابي"، مشيرين إلى أن البيت الأبيض يفتقد إلى "استراتيجية متماسكة". وقال الجنرال المتقاعد، غريغوري نيوبولد، الذي عمل مديراً للعمليات في هيئة الأركان المشتركة خلال حرب العراق أنه "يوجد سذاجة في الطبقة السياسة تتعلق بواجبات أميركا في ما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية، كما يوجد بساطة مخيفة في ما يتعلق بالآثار التي قد يحققها استخدام القوة الأميركية". وكان الزميل في مركز أبحاث "الأمن الأميركي الجديد"، العقيد البحري، غوردون ميلر، قد حذر هذا الأسبوع، من انه "إذا استطاع الرئيس الأسد امتصاص الضربات واستخدم السلاح الكيمياوي من جديد، فإن ذلك سيشكل ضربة كبرى لمصداقية الولاياتالمتحدة، وستضطر لتصعيد الهجوم على سورية من أجل تحقيق الأهداف الأساسية". وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المسؤولين قلقين من أن يلهي التدخل في سورية، البنتاغون، في خضم انشغاله بعملية مهمة تتعلق بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. ونقلت عن جندي شاب ينهي خدمته التي استمرت سنة في أفغانستان، قوله "لا أصدق أن الرئيس يفكر في الموضوع حتى". وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة، مارتن ديمبسي، حذر في السابق، من العواقب المحتملة للتدخل العسكري في سورية، وقال في رسالة للكونغرس إنه "ما أن نتحرك، يجب أن نستعد لما يأتي لاحقاُ، ومن الصعب تفادي تدخل أعمق"، واوضحت الصحيفة أنه لم يعرف بعد، ما إذا كان ديمسبي غيّر موقفه بعد الأنباء عن استخدام سلاح كيماوي في سورية الأسبوع الماضي. وقال مسؤولون عسكريون إنهم يقلقون من ان تدفع الضربة الأميركية لسورية بحزب الله إلى مهاجمة إسرائيل، بالإضافة إلى شنّ هجمات الكترونية على أهداف وبنى تحتية أميركية. في حين اوضح مسؤول متقاعد في قيادة المنطقة الوسطى، إن خطة الإدارة الأميركية "ستخيب أمل حلفائنا وتحقق القليل"، مضيفاً "سينظر إليها حلفاؤنا في الشرق الأوسط على أنها نصف خطوة، فيما تظهرها إيران وسورية على أنها دليل بأن الولاياتالمتحدة غير مستعدة للدفاع عن مصالحها في المنطقة". غير أن مسؤولين آخرين في الجيش أعربوا عن دعمهم للضربة فقال خبير الشرق الأوسط في كلية الحرب بالجيش الأميركي، أندرو تيريل، إن سوابق استخدام السلاح الكيماوي في الغرب أظهرت أن صمت الغرب قد يكون خطراً. وكانت تقارير أشارت إلى أن الولاياتالمتحدة تسعى لتنفيذ ضربة لأهداف محددة في سورية كإجراء عقابي للنظام المتهم باستخدام السلاح الكيماوي. وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل قال في وقت سابق اليوم، إن الولاياتالمتحدة لا تزال تسعى إلى تشكيل "تحالف دولي" للرد على الهجوم المفترض بالسلاح الكيماوي الذي يتهم النظام السوري بشنه في ريف دمشق في 21 الجاري.