هل صحيح هذا ان القبر القابع بحي العمارية بالقرب من المنطقة التاريخية وسط جدة بالمملكة العربية السعودية هو قبر أم البشرية حواء حتى يتجمع الناس من الصين وإندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش وأفغانستان وباكستان على وجه الخصوص، بهذا القدر حول قبرها متحدين أشعة الشمس والوقوف الطويل حتى يلقوا السلام عليها. والسؤال لو كان هذا قبرها فلماذا لم يوضع في خطة المزارات في الحج، ولماذا يحرص الملايين من حجاج جنوب شرق آسيا على عدم تفويت فرصة زيارة المقبرة التي يعتقدون أن أم البشر حواء ترقد فيها، وهم يتوارثون الحكايات عنها من أسلافهم عاما بعد عام على مئات السنين. وها هو أستاذ علوم القرآن بكلية المعلمين بجدة وإمام وخطيب جامع الراجحي الشيخ عبد الله صنعان، ينفي أن تكون هذه المقبرة تضم رفات أم البشر حواء عليها السلام، مؤكدا أن بعض الأشخاص يروجون لهذه الفكرة المزعومة بين الحجاج الذين ليس لديهم قدر كاف من العلم لتمحيص ما يسمعون. بينما يرفض مرشد حملة حجاج ماليزيا، والذي يقوم بسرد تاريخ هذه المقبرة لحجاج بعثته أن يكون الغرض هو المتاجرة بالحجيج واستغلال جهلهم، قائلا "الحجاج يصرون على أن نأتي بهم إلى هنا لما سمعوه من أقاربهم في بلادهم عن تاريخ هذه المقبرة العتيقة". ويبقى موقف السلطات السعودية غامضا من زيارة حجيج شرق آسيا للقبر المزعوم، ويبقى السؤال الحائر لدى الكثيرين وهو متى يلتفت القائمون على شئون الحجيج والمعنيون بتخليص مناسك الحج من الجهل والخرافات إلى خطورة هذا الأمر؟.