كشف الدكتور ناصر القدوة - وزير خارجية فلسطين السابق رئيس مؤسسة (ياسر عرفات) - عن أن الأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطينى وربما الشعوب العربية تري أن وفاة عرفات لم تكن طبيعية، وأنها جاءت نتيجة تسميم قامت به جهات إسرائيلية، وهناك الكثير من المؤشرات والدلائل فى هذا الاتجاه.. مشيراً إلى انه سيتم فى غضون شهر نشر خلاصة التقرير الطبى الفرنسى الذى تم تسليمه للسلطة الفلسطينية عن أسباب وفاة الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار"، مترجما إلى اللغة العربية. وقال القدوة، "إن التقرير سيرد على كثير من أسئلة الشعب الفلسطينى لأنه سيوضح بشكل دقيق الكلام الذى ذكرناه سابقا عنه وهو كلام صحيح" .. مضيفا "إنه من حق الفلسطينيين أن يحصلوا على إجابة قاطعة بشأن وفاة الرئيس عرفات ونحن من واجبنا توفير هذه الإجابة". وعما إذا كان الفرنسيون قد أخفوا جوهر ومضمون التقرير الطبى، أجاب القدوة قائلا "إن الفرنسيين لم يخفوا جوهر التقرير الطبى بل قدموه.. ولكن القانون الفرنسى يمنع تقديم أي معلومات عن أي حالة مرضية إلا لعائلة هذا المريض، وبالتالى فهم تجاوزوا التنفيذ الدقيق له بسبب هذه الحالة الخاصة.. لذلك تم تسليم نسخة أخرى لى لأنهم كانوا يعلمون وضعى الرسمى فى السلطة الفلسطينية وكان من المفهوم لديهم أنه سيكون بين يدى السلطة، لكن عملية إخراج التقرير كان يجب أن تكون منسجمة مع القانون الفرنسى". وقال وزير خارجية فلسطين السابق رئيس مؤسسة (ياسر عرفات): التقرير يشرح الحالة لكن لا يقدم الدليل .. ويقول إن هذه الحالة لا يمكن تفسيرها وفق علم الأمراض.. وإن المشكلة الصحية الأساسية التى أدت إلى الوفاة ناجمة عن تكسير الصفائح البيضاء .. وهذا يحدث عادة نتيجة ثلاثة احتمالات الأول سرطان وهذا غير موجود.. والثانى التهابات حادة وشاملة وهذا غير موجود .. أو تسمم وإننا لم نجد أى سم معروف لدينا". وقال القدوة "الكلام واضح لمن يريد أن يفهم أنه تسمم لكن لم يعطنا الدليل.. الأمر مرتبط بطبيعة الحال بالمسئولية السياسية وهى من يعلن أن عرفات مات مسموما من قبل إسرائيل.. ما قام به الفرنسيون واضح فهم لم يزوروا ولم يكذبوا بل قدموا المعلومات لكن ليس بنسبة مائة فى المائة.. فهم أعطوا مؤشرا لما حدث دون أن يقدموا الدليل وبالتالى دون أن يتحملوا المسئولية السياسية الكبرى فى هذا الملف. ونفى القدوة ما تردد عن تورط أطراف فلسطينية بالتعاون مع إسرائيل فى عملية تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات، قائلا "ليس من المنطقى إطلاقا الافتراض أن إسرائيل ستناقش هذا الأمر أو ستستعين بجهات فلسطينية .. فمسألة التخلص من زعيم الشعب الفلسطينى والرئيس المنتخب مسألة على درجة كبيرة من الخطورة بالكاد يمكن مناقشتها مثلا مع الرئيس الأمريكى". وقال القدوة "إن دم ياسر عرفات فى رقبة أصحاب القرار بإسرائيل، ولا يجوز أثناء خلافاتنا الداخلية استخدام هذا الأمر لتحقيق أي مكاسب سياسية ضد أى طرف من الأطراف الفلسطينية.. فالمسئولية إسرائيلية ويجب أن تبقى كذلك، وكل المؤشرات علانية وغير علانية تشير إلى هذا ولا يجوز التلاعب بهذا الموضوع". واستبعد رئيس مؤسسة (ياسر عرفات) وجود جهات فلسطينية تقف وراء عدم كشف حقيقة اغتيال عرفات، قائلا "إن الإسرائيليين حريصون على عدم وصول الجانب الفلسطينى للحقيقة كاملة.. لكننا فى الشرق الأوسط لا توجد أسرار لفترات طويلة.. وإننى عندى قناعة بأننا سنتوصل إلى الإجابة القاطعة". وعن توقعاته بشأن جلسة مجلس الأمن الدولى المقررة غدا الجمعة للبت فى الطلب الفلسطينى، قال القدوة "لن يكون هناك شىء حاسم ربما يحتاج الوقت إلى مزيد من الوقت .. فلسطين لن تحصل الآن على عضوية الأممالمتحدة لكن هذا يحتم علينا الاستمرار فى الجهود لتعزيز وضعها فى المنظمة الدولية ككل سواء كان فى الجمعية العامة أو المنظمات المتخصصة".