أقامت "جمعية محبي الفنون الجميلة" أمس، الأربعاء، حفلاً لتأبين فنان الكاريكاتير الراحل أحمد حجازي، الشهير بسيد درويش الكاريكاتير المصرى، والذي عاش ومات زاهدا في الأضواء. فى البداية تحدث الشاعر شعبان يوسف عن رحلة حجازي مع الكاريكاتير، والتى بدأت منذ الخمسينيات حتى توقف عن الرسم منذ 15عاما، متسائلا هل: كان ذلك احتجاجا على ما يحدث فى عالم لم يتغير؟ وأكد يوسف أن حجازى واجه نكسة يونيو عام 1967 واستطاع أن يجمع بين خفة الظل والرصانة، ما يدل على أنه يحمل وعيا سياسيا، ويؤكد أنه لم يكن "هتيفا" مثل الآخرين، ويستحق أن يكون سيد درويش الكاريكاتير بالفعل. من جانبه قال الكاتب الصحفى لويس جريس رئيس تحرير مجلة صباح الخير الأسبق، إن حجازى لم يرد من القارئ أن يضحك فقط، كان يريده أن يصل إلى عمق الكاريكاتير، مؤكدا أن أحدا لم يصل مثله لهذا العمق حتى صلاح جاهين نفسه، وأنه يجب تدريس قصصه المرسومة للأطفال مثل "تنابلة السلطان" فى المدارس. ولكن فنان الكاريكاتير "طوغان" أكد أن حجازى أصيب بأزمة نفسية بدأت من النكسة حتى اعتزل الفن، بعدما أدرك أن الرسم الذى يرسمه لا يغير شيئا. أما الفنان "جمعة" فانتقد الظلم الذى تعرض له حجازى حتى بعد مماته، مدللا على ذلك بأن جريدة قومية عريقة أخطأت فى صورة حجازى، وهذا يدل على أنه لم يلق تقديرا من أحد، وأن حجازى يعبر بذلك عن زهده فى الظهور إعلاميا حتى بعد رحيله! وأخيرا تحدث الكاتب محمد بغدادى قائلا: "استطاع حجازى أن يصنع عالما عميقا مغلفا بالحكمة، وكان يفعل ما يحب، ورأى فى فترة طفولته مصر من نافذة القطار، حيث كان والده يعمل سائق قطار، وكان حجازي الطفل يتأمل جميع ملامح المصريين فى الشارع والمحطة، ويتفوق على نفسه دائما، فنحن نتحدث عن رجل خرج من جلباب بيرم التونسى ليكون رساما وليس شاعرا، وهذا يدل على أن حجازى لم ينكسر بعد نكسة 67 فى سنوات الكبت والغياب الديمقراطية، ولكنه وزملاؤه قاموا بإعادة اكتشاف المواطن المصرى مرة أخرى".