على بعد كيلومترات من الطريق السريع بين مركزي المنيا وسمالوط، ومن الناحية الغربية للطريق تجد قرية طحا، التي قام أهلها منذ أكثر من 13 عاما ببناء معهد أزهري لمرحلتي الابتدائي والإعدادي بالقرية ليخدم 10 قرى حول طحا، وقاموا بتجهيزه على نفقتهم الخاصة، ولكن المعهد أصبح غارقا فى بحر من مياه الصرف الصحي . حيث يقول محمد إبراهيم – مدرس بالمعهد – "هناك عمارتان بجوار المعهد تابعة للإيواء وتم تسكينهم بالفعل ولم يصل لهم صرف صحي، وبالتالي صرف العمارتين يصب في المعهد، وتسبب ذلك في موت الأشجار ونشع بلاط الفصول وهبوط الأرض في مناطق منها حتى أن غرفة التغذية بالمعهد يملؤها النشع، وحوائطها مشروخة ." كما أكد مدرس آخر بالمعهد أنهم توجهوا بالشكاوى إلى وكيل الأزهر بالمنيا ورئيس الوحدة المحلية بسمالوط ولوكيل وزارة الإسكان ، ولم يبلغهم أي رد إلا من رئيس الوحدة المحلية بسمالوط الذي أكد أن المياه ليست مياه صرف وصالحة للشرب ، وسيقوم بإرسال عربة لإزالة المياه من المعهد ولم يحدث شيء حتى الآن. وفى جولة "الشمهد" بالمعهد الأزهري، رصدت القمامة عائمة على وجه مياه الصرف وشكاوى التلاميذ من عدم وجود مراحض لقضاء حوائجهم ولا حنفيات لمياه الشرب، وفى نظرة لما خلف المعهد رصدت المشهد بالصور موت الأشجار من مياه الصرف ووقوع بعضها ، وارتفاع المياه إلى سلالم الدخول للمعهد . وأكد أحد المدرسين بالمعهد ، أن حالة المعهد يرثى لها من عدم وجود طاولات لجلوس التلاميذ عليها بالمعهد ، وعدم وجود الكراسى للمدرسين ، وحين طالبوا وكيل الأزهر بضم المعهد أجاب " المعهد لا ينقصه سوى الكتاب والمدرس وتم توفيرهم !" وتسبب غرق المعهد فى مياه الصرف وعدم المتابعة من المنطقة الأزهرية فى تحويل 105 تلميذ من المعهد إلى التعليم العام، ومطالبة المدرسين بالنقل من المعهد بعد أسبوع من تدريسهم بالمعهد ، مما يؤثر على مستوى التلاميذ. كما أكدت المدرسات بالمعهد أنه لا يوجد بالمعهد مرحاض خاص بالمدرسات أو المدرسين ، والمرحاض الوحيد للتلاميذ لا يصلح لدخول المدرسين أو المدرسات أو حتى التلاميذ فيه ، والفصول لا تحوى شبابيك أو زجاج والشتاء على الأبواب . وطالبت التلميذات بمعامل للعلوم ومعمل للحاسب الآلي ومسابقات لأوائل الطلبة أسوة بمدراس التربية والتعليم . وتوجهت المشهد لمكتب سيد صابر – شيخ المعهد الإبتدائي - لتجده عبارة عن فصل من الفصول وبه مكتب من الحديد وكرسي، والذي أكد أن مياه الصرف الصحي المحيطة بالمعهد تسببت فى هبوط الأرض، واشتكى معاناة الطالب والمدرس نفسيا لعدم وجود فصول آدمية بالمعهد أو حتى مكتب للمدير، وأكد عدم صرف الكتب للتلاميذ لعدم تمكنهم من دفع مصاريف الكتب . وهدد مدرسو المعهد بالإضراب عن العمل فى حال عدم النظر إليهم ووضع حلول جذرية لمشاكل المعهد والتلاميذ والمدرسين .