أعلن علماء الفضاء أنهم اكتشفوا مخزنًا هائلاً من المياه في الفضاء الخارجي عبارة عن قرص عملاق من الجليد وبخار الماء يدور حول نجم وليد يحمل اسم"دوارف" يقع في سديم "هيدرا" الذي يبعد عن كوكب الارض ب175 مليون سنة ضوئية. قال هوجر هيد الخبير بمرصد "ليدن الهولندي"، أحد المشرفين علي مرصد الفضاء "هيرشل" إن هذا الخزان المائي العملاق يقدم تفسيرا كافيا لكيفية ظهور المياه علي كوكب الارض قبل ملايين السنين، مؤكدا ان المياه الموجودة في المحيطات والبحار جاءت من الفضاء ومن خلال اقراص الجليد العملاقة المشابهة والتي يضم الكون الآلاف منها. وأشار "هيد" الي ان كميات المياه المخزونة في هذا القرص الذي يدور ببطء حول نفسه وحول النجم القزمي "دوارف" تكفي لملء المحيطات والبحار الموجودة علي كوكب الارض آلاف المرات. وأوضح "هيد" ان الصورة التي التقطها التليسكوب "هيرشل" لهذا القرص تؤكد انه مغطى تماما بالجليد من مركزه حتي الحواف وان الاشعة الصادرة من النجم "القزمي" تؤدي الي تحول بعض المياه الموجودة علي اطراف القرص الي بخار ماء ما يلبث ان يعود الي التجمد مرة اخري. ولفت "هيد" الي ان النجم "القزمي" اقل حرارة من الشمس وأصغر منها مئات المرات والمسافة بينه وبين القرص الجليدي تعادل 200 ضعف المسافة بين الشمس والارض. اما "عالم الفضاء الأمريكي" بول جولد سميث"الخبير بمركز ناسا للدفع النفاث في "باسادينا"، أحد المشرفين علي التليسكوب هيرشل، فقد اكد ان هذا الكشف الجديد يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان مياه الارض جاءت من الفضاء وان هناك الآلاف من الاقراص الجليدية التي تدور في هذا الكون بعضها تحول الي مذنبات حملت المياه الي الارض والي كواكب اخري في مجرات بعيدة. وكان التليسكوب"هيرشل" قد اكتشف قبل اسبوعين ان المكونات الكيميائية للمياه والجليد الموجودة في المذنب "هارتلي 2" الذي يزور المجموعة الشمسية كل 6 سنوات ونصفالسنة قادما من حزام "كويبر" تحمل نفس الخصائص الكيميائية للمياه الموجودة علي كوكب الارض. وقال العلماء ان حزام كويبر الذي يقع علي اطراف المجموعة الشمسية يضم الاف المذنبات الجليدية والصخرية بالاضافة الي مجموعات من النجوم القزمية وقال البروفيسور" داريوس ليس " رئيس قسم الفيزياء في قسم الدفع النفاس بوكالة ناسا ان البيانات التي قدمها "التليسكوب هيرشل" تؤكد ان المذنبات لعبت دورا مهما في احضار المياه الي الارض من الفضاء البعيد. واكد" ليس" ان الابحاث التي اجريت علي بعض المذنبات الجليدية من قبل أكدت ان المياه الموجودة فيها اثقل من المياه الموجودة علي الارض لانها تحتوي علي ذرتين من عنصر "الديوتيرم" وهو احد نظائر الهيدروجين الموجود في المياه العادية، اما المياه الموجودة في مذنب "هارتلي2 " فهي مكونة من ذرتين من الهيدروجين مثل الماء الموجود علي الارض. واوضح" ليس" ان المذنبات الخمسة التي تحتوي علي الماء الثقيل اتت من سحابة" اورت " وهي ابعد 10 الاف مرة من حزام "كويبر" الذي ياتي منه مذنب "هارتلي"، مشيرا الي ان العلماء كانوا يركزون فيما سبق علي مذنبات "سحابة اورت" والمذنبات الموجودة بين مداري المريخ والمشتري دون الانتباه الي تلك القادمة من حزام"كويبر" وهي التي ساهمت بشكل كبير في احضار الماء الي الارض. وقال "جيفري بلاك" خبير علوم الكواكب والنظام الشمسي في "معهد كاليفورنيا للعلوم والكيمياء" ان المعلومات الغزيرة التي قدمها "التليسكوب هيرشل" تشير الي ان المذنبات كانت هائمة في كل مكان داخل نظامنا الشمسي عند بداية تشكيلة ويبدو ان بعضها اصطدم بالارض لتتشكل المحيطات وتمتلأ بالمياه. يذكر ان التليسكوب "هيرشل" احد المشروعات المشتركة بين وكالة الفضاء الاوروبية ووكالهة ناسا وهو مصمم لدراسة تشكيل المجرات والنجوم البعيدة وتطورها عن طريق الاشعة تحت الحمراء وقد تم اطلاقه في 14 مايو عام 2009 بواسطة الصاروخ الاوروبي "اريان" ويدور في بالقرب من نقطة"لارجرنج" التي تقع في منتصف المسافة بين الشمس والارض. التليسكوب هيرشل