استنكر مجلس جامعة الدول العربية -على مستوى المندوبين الدائمين فى اجتماعه غير العادى الذى عقد اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة- المحاولة الإيرانية الآثمة لاغتيال سفير المملكة السعودية لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكر المجلس -خلال البيان له- أن أى اعتداء على الدبلوماسيين يعتبر انتهاكا سافرا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية وللقواعد والاتفاقيات التى تحكم العلاقات ما بين الدول، وعلى وجه الخصوص اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، كما تشكل هذه التصرفات المنافية للقيم الدينية والمبادئ الإنسانية تقويضاً للجهود الداعمة للسلم والأمن الدوليين، واستقرار الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تؤثر بالسلب على العلاقات بين إيران والدول العربية، خاصة دول مجلس التعاون الخليجى. ودعا المجلس الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولى لتحمل مسئوليتهم إزاء مثل هذه الأعمال الإرهابية التى تهدد استقرار الدول والأمن والسلم الدوليين، وتثير العداوة والبغضاء بين الدول والشعوب. من ناحيته، رفض السفير يوسف أحمد -مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية- أى اتهامات ضد إيران، قائلاًَ إن اتهام إيران باغتيال السفير السعودى بالولاياتالمتحدةالأمريكية مرفوض شكلاً وموضوعاً، وأبدى اعتراضه الشديد لخروج البيان بهذا الشكل. وأضاف أحمد، الموضوع برمته مجرد معلومات مفبركة وظالمة من قبل السى آى إيه، ونقول بكل صراحة إذا أرادت أمريكا أن تضرب إيران فلا تفكر أبدا أن تتخذ من أنها تدافع عن الدول العربية ذريعة لضرب إيران وعليها مواجهة إيران مباشرة. وأشار إلى أن ما بنى على باطل فهو باطل، والقضية هى قضية قانونية وليست سياسية، وعلينا أن نترك القانون يأخذ مجراه الطبيعى بعيداً عن المواقف السياسية. وضرب مندوب سوريا مثالاً بمقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريرى، بأن أمريكا والمجتمع الدولى اتهموا سوريا بأنها وراء اغتيال الحريرى، وبعد خمس سنوات اتضح أن سوريا بريئة من دم الحريرى، وتم تقديم أربعة من كبار مساعدى الحريرى للمحاكمة. كما خرج اجتماع المجلس بعدة قرارات بشأن الأسرى الفلسطينيين، منها إدانة المجلس للممارسات والانتهاكات الإسرائيلية غير الإنسانية المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب عقد مؤتمر دولى فى جامعة الدول العربية لتوضيح قضية الأسرى وأبعادها مطلع عام 2012، ومطالبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر فى جنيف بتحمل مسئولياتها القانونية والإنسانية تجاه الأسرى، ومطالبة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمخاطبة كافة الدول والمنظمات والهيئات الدولية لمساندة القضية الفلسطينية لحشد التأييد لقضية الأسرى، بالإضافة إلى دعوة الدول العربية إلى إعلان يوم صيام عربى، تضامناً مع الأسرى المضربين كنوع من الدعم، وأخيراً تكليف المجموعة العربية فى نيويورك بتقديم طلب إلى الأممالمتحدة لإرسال لجنة تقصى حقائق والتحقيق حول أوضاع الأسرى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى.