أكدت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية أن جماعة الإخوان المسلمين تعتبر الأكثر تأهلا لاحتلال صدارة المشهد السياسي في مصر خلال المرحلة المقبلة وبشكل خاص مرحلة إجراء الانتخابات. وأضافت المجلة في تقرير لها نشرته على موقعها على الإنترنت أن جماعة الإخوان التي عملت على تجنب الأضواء بشكل كبير خلال المراحل الأولى من الثورة هى نفسها التي تعمل على السيطرة على قوة الدفع السياسي الحاصل في الشارع المصري. ووصفت المجلة الجماعة بأنها أكثر الحركات السياسية نشاطا وتماسكا في مصر وأنها لديها قدرة فريدة على حشد أتباعها الذين يعملون بشكل جيد للغاية في بلد ما تزال عملية التصويت فيها من العمليات غير المعتاد عليها. وأضافت المجلة أنه من أجل معرفة مصادر القوة السياسية للجماعة فإنه ينبغي تتبع وتأمل الهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين وطبيعة عضويتها، مشيرة إلى ما اعتبرته صعوبة لأن تخفف الجماعة من مواقفها الأيديولوجية. وفي معرض تأكيدها على ما ذهبت إليه أشارت المجلة إلى أن الكاتب إريك تيراجر التقى خلال الفترة من يناير وحتى مارس الماضيين ما يقرب من 30 شخصا من جماعة الإخوان الحاليين والسابقين من أجل تقييم مواقف الجماعة. وذكرت المجلة أن جماعة الإخوان تفرض قيودا تنظيمية بالغة على من ينضم إليها، فضلا عن أن من يتم قبوله يخضع لدورات تتعلق بفكر الإخوان ومن أجل غرس الولاء لقضيتهم لديه. في حين يسهل الانضمام إلى الأحزاب السياسية الأخرى في مصر سواء كانت ليبرالية أو يسارية. وخلصت المجلة إلى أن هذا النظام لدى الجماعة يخلق نظاما معقدا للتوظيف والتصعيد الداخلي مما يعزز وجود أعضاء ملتزمين بشدة لأهداف الجماعة وتمكين قادتها من تعبئة أعضائها بالشكل الذي يرونه مناسبا. يشار إلى أن جماعة الإخوان تخوض الانتخابات على مجلس الشعب المقبل الذي يعد الأول بعد ثورة يناير من خلال حزب الحرية والعدالة والذي شكل تحالفا هشا مع حزب الوفد ومجموعة من الأحزاب السياسية الأخرى بدت مؤشرات انهياره خلال الأيام القليلة الماضية.