مفارقة كبيرة رسمها القدر للدكتور رالف ستاينمان الذي أعلنت الأكاديمية السويدية أمس فوزه بجائزة نوبل للطب.. فحين اتصلت لجنة الجائزة لإبلاغه النبأ وتهنئته، فوجئوا بوفاته منذ 3 أيام فقط. لم تنته المفارقة عند هذا الحد، بل زادها درامية وفاة ستاينمان صريع مرض السرطان، الذي فاز بنوبل تقديرًا لأبحاثه في مكافحته. ووصف زملاء رالف ستاينمان الكندي المولد بجامعة روكفلر في نيويورك الأنباء بأنها "حلوة ومرة"، وقالوا انه أطال حياته بعلاج جديد يستند الى البحث الحائز على الجائزة عن الجهاز المناعي للجسم. وتوفي الطبيب البالغ من العمر 68 عاما يوم الجمعة بعد معركة استمرت 4 سنوات في مواجهة سرطان البنكرياس وكان يمازح عائلته الاسبوع الماضي بانه سيصمد حتى اعلان الجائزة، ولم يعرف ستاينمان ان عمله سيتوج بأرفع وسام علمي ليصبح بذلك أول شخص في نصف قرن يفوز بجائزة نوبل بعد وفاته، وتقضي قواعد نوبل بمنح الجائزة للاحياء فقط. وحاولت لجنة نوبل الاتصال بستاينمان في الصباح لتقديم التهنئة التقليدية ليكتشفوا أنهم يواجهون موقفا "فريدا"، وبعد مشاورات مضنية بشأن مصير الجائزة التي تبلغ قيمتها 750 الف دولار قرروا أنها ستذهب لورثة ستاينمان. كان "ستاينمان" قد فاز بالجائزة مشاركة مع اثنين آخرين من رواد الطب. فقد "ستاينمان" الوعي يوم الخميس ثم توفي في اليوم التالي بينما كانت تحيط به عائلته، لكن مارك تيسييه لافين - رئيس جامعة روكفلر - قال ان العاملين عرفوا بوفاته من العائلة فقط بعد حوالي نصف ساعة من ورود أنباء جائزة نوبل من السويد.