في ظاهرة لافتة يحرص المرشحون المحتملون لرئاسة الجمهورية وممثلو الأحزاب السياسية على التوافد على مدينة الأقصر لتكون قبلة لهم، حيث يتخذون من ميدان وساحة سيدي أبو الحجاج الأقصرى الملاصقة لآثار معبد الأقصر الفرعوني وفنادق وساحات الأقصر الصوفية مركزًا لإقامة المؤتمرات والاجتماعات الداعية للترويج لبرامجهم. ونظرًا لتوالي عقد المؤتمرات الانتخابية دخل أهالي الأقصر معترك المنافسات الانتخابية رغمًا عنهم، مما دفع مرشحي الرئاسة لمغازلتهم وطمأنتهم على موقفهم من السياحة وحرصهم على النهوض بها. أحدث الوجوه التي تستضيفها ساحة سيدي أبو الحجاج مساء اليوم - الجمعة - هو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح - المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية - الذي يعقد مؤتمرًا جماهيريًا. واستضافت الساحة من قبل الدكتور محمد سليم العوا وهو ذات المكان الذي استضاف أول مؤتمر علني للجماعات الإسلامية ورموزها بعد سقوط نظام مبارك. واستضاف فندق "إيزيس" أول مؤتمر لمرشح رئاسي شهدته الأقصر، وهو مؤتمر عمرو موسى الذي شهد اشتباكات بين أنصاره وبعض شباب ائتلاف الثورة بالأقصر لتتوالى بعدها مؤتمرات مرشحي الرئاسة واحدًا تلو الآخر مثل حمدين صباحي الذي عقد مؤتمره في مدينة أرمنت، وكانت أطرف دعوة أعلنها مرشح رئاسي ينتمي لمحافظة المنيا من ساحة أبو الحجاج هي نقل العاصمة إلى المنيا . والأطرف أن أحد مرشحي الرئاسة من أبناء مدينة الأقصر وهو محمود أبو الليل لم يعقد أى مؤتمر انتخابي له حتى اليوم. وتعد السياحة ومستقبلها هي الورقة التي يغازل بها المرشحون المحتملون للرئاسة أهالي الأقصر لكونها المحافظة الأكثر غنى بالمزارات الأثرية والتي يعتمد سكانها على السياحة كمصدر أساسي للدخل، حيث لم تخل كلمة أو برنامج زيارة أي مرشح رئاسي للأقصر- خاصة من ينتمون لتيارات إسلامية - من إعلان موقفه من السياحة ولقاء العاملين بقطاع السياحة في المحافظة بهدف بحث مشاكلهم ومطالبهم وقبل ذلك طمأنتهم إلى موقفه من القطاع الذي يعد مصدر رزقهم الوحيد. وتضمن برنامج وكلمة الدكتور محمد سليم العوا لقاء مع خبراء السياحة بالمحافظة وركز على تأكيد بدعمه لهذا القطاع ومن قبله سار موسى وصباحي على ذات النهج في التأكيد على اهتمامهما بالسياحة والعاملين بها وضرورة تطويرها وتنويع أنماطها. وسلكت مختلف التيارات السياسية نهج مرشحي الرئاسة وراحت تطمئن مواطني الأقصر على موقفها من السياحة وتمسكها بتطويرها وسعيها لجذب مزيد من السياح لجميع محافظات مصر السياحية. وكانت الجماعة الإسلامية أول من أعلن - من ساحة معبد الأقصر الفرعوني - أن السياحة تمثل "دخلا مهمًا لمصر يجب الحفاظ عليها والاستفادة منها ".. وقالت الجماعة إن إقامة مؤتمرها تحت أعمدة معبد الأقصر مقصود لتأكيد هذا المعنى. واتخذت جماعة الإخوان المسلمون وحزب "الحرية والعدالة" موقفًا مماثلاً وأعلنا من نفس المكان وعلى لسان القيادي عصام العريان تمسك الجماعة والحزب بالسياحة وضرورة استمرارها وتطويرها، ثم تبعهم حزب الوسط الذي أعلن ومن ساحة معبد الأقصر الفرعوني أيضًا وعلى لسان رئيسه المهندس أبو العلا ماضي أن السياحة ضرورة ولا استغناء عنها. ويعزو مراقبون اهتمام مرشحي الرئاسة - خاصة الإسلاميين - بزيارة الساحات الصوفية إلى أنها تعتبر من أضخم مراكز تجمع في مريدي الطرق الصوفية من جميع القري في الصعيد بأسره وبالأخص محافظة الأقصر.