أكدت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم "الجمعة" أن الكونجرس الأمريكي يدرس حاليًا اتخاذ إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن إذا أصرت الأخيرة على المطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة والحصول على عضوية دائمة لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة المقبل. وأوضحت الصحيفة فى تقرير أوردته مساء اليوم على موقعها الإلكترونى أن حالة من الإحباط أصابت الامريكيين حيث انهم بعد أن قاموا وعلى مدار اعوام بتقديم مساعدات مالية للفلسطينيين تبلغ حوالى نحو 600 مليون دولار سنويا تهدف الى دعم مفاوضات السلام والاستقرار، إلا أن هذا الأمر لم يسفر عن نتائج فعلية كثيرة. وحسبما أفادت "هاآرتس" فإن المناقشات التى تجري بمقر لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب الامريكي حول الموقف الفلسطيني دعا بعض الخبراء المشاركين فيها الى قطع المساعدات المقدمة للفلسطينيين، فيما حذر اخرون من ان هذا يمكن ان يقوض عمليات التعاون من أجل التنسيق الامني بين الجانبين الاسرائيلى والفلسطيني، وبالتالى يضر بأمن إسرائيل. واعتبرت الصحيفة الاسرائيلية أنه مما لاشك فيه أن تلك النقاشات بمثابة نذير بحدوث نقاش اكبر سوف ينشأ فى أعقاب الاجتماعات التى ستعقدها الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك فى مستهل الاسبوع المقبل. ونسبت هاآرتس الى عضو الكونجرس الامريكى، روس كارناهان، قوله "يتعين على كل من الكونجرس الامريكي والادارة الامريكية إرسال رسالة شديدة اللهجة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن تظهر فى مجملها أن توجه أبو مازن الى الاممالمتحدة سيؤدى الى نتائج عكسية". ونقلت الصحيفة عن كارناهان تشديده على ضرورة إرسال أقوى الرسائل الممكنة الى رئيس السلطة الفلسطينية تبرهن له على أن الجهود التى يبذلها لا تصب فى مصلحة أى شخص بمن فيهم الشعب الفلسطينى ، مضيفا أن يجب علينا اعادة النظر في كيفية وما إذا كنا سنستمر فى تقديم المساعدات الى الفلسطينيين". وعلى صعيد متصل نقلت الصحيفة عن إليوت أبرامز، احد كبار الباحثين في مركز دراسات الشرق الاوسط التابع لمجلس العلاقات الخارجية الامريكي والمسؤول السابق في ادارة الرئيس الامريكى السابق جورج بوش، شهادته امام اللجنة والتى أكد فيها أن قطع المساعدات المالية المقدمة للسلطة الفلسطينية سيكون امرا خطيرا على الولاياتالمتحدةالامريكية. ولفت أبرامز إلى أنه من الصعب جدا قطع الدعم عن السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن أبناء الشعب الفلسطينى لا دخل لهم بما تعتزم حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية القيام به فى نيويورك، ومعربا عن اعتقاده ان حدوث اى انهيار للسلطة الفلسطينية لن يصب فى مصلحة الادارة الامريكية او اسرائيل، بل ربما يصب فى صالح حركة حماس ومجموعات ارهابية اخرى، على حد وصفه. وطالب أبرامز باتخاذ مواقف اكثر صرامة تجاه فساد منظمة التحرير الفلسطينية والسطلة الفلسطينية على السواء.