في الوقت الذي نفت فيه قيادات من جماعة الإخوان وجود ما يسمي الجناج العسكري للجماعة، أو ما يسمي "ميليشيات" الإخوان، لم تؤكد قيادات من القوى الليبرالية، أو اليسارية الأمر أيضاً، فمن جهته: أكد حسين عبدالرازق القيادي اليساري بحزب التجمع في تصريحات خاصة ل"المشهد" أن الجزم بوجود ميليشيات مسلحة لدى الإخوان أمرٌ صعب التحقق منه، وفي نفس الوقت لا يمكن أيضاً نفيه. وأشار إلى أن هناك واقعتين تؤكدا وجود تنظيمات سرية للإخوان، كان أولاها حادثة جامعة الأزهر في 2006 عندما قدم شباب الإخوان استعراضًا للقوى في الجامعة، من خلال تشكيلات تشبه تشكيلات الجماعات الجهادية من حماس، وثانيهما الاعتداء على المتظاهرين في جمعة "كشف الحساب"، وما بدا على هذا الاعتداء من تنظيم ممنهج. ولفت القيادي اليساري الى أن للإخوان سابقة في تلك التنظيمات المسلحة، فهي صاحبة التنظيم السري، الذي قام بعدد من الاغتيالات في فترة الأربعينيات، عندما تبنى التنظيم اغتيال النقراشي باشا، والقاضي الخذنداري بيه، بالإضافة إلى الهجوم على محال اليهود والمسيحيين. وقال عبدالرازق: "على الرغم من تفكيك هذا التنظيم المسلح، فإن قياداته أصبحوا قيادات في جماعة الإخوان، وهذا يشير إلى إمكانية استمرار اعتناق الفكرة، ولكن في كتمان، من خلال جماعات الكشافة والجوالة التي تقوم بها الجماعة. على الجانب الآخر، استبعد كمال حبيب الباحث في الشئون الإسلامية، وجود ميليشيات للإخوان، موضحاً أن التنظيم السري للإخوان، أسسه الإمام حسن البنا، من أجل مقاومة المحتل الصهيوني، لفلسطين، ولكن هذا التنظيم تم تفكيكه من جانب الجماعة، بعد خروجه فكرياً وتنظيمياً عن الأهداف التي تم تأسيسه من أجله. ونفى حبيب أن تكون جولات الكشافة أو الجوالة التي تتبناها جماعة الإخوان، تساعد على تمرين الشباب على تبني مثل أفكار الميليشيات التي قد يستخدمها الحزب، أو الجماعة، كما أن القول إنهم أصحاب جماعة القمصان الزرق التي ظهرت في الأربعينيات، كانت تنتمي للإخوان، أمر خاطئ، فكل أصحاب الفكر القومي كان لهم تنظيم يسمي أصحاب القمصان الزرق، وأن هذا التنظيم كان يتبع حزب الوفد، كما أن هذه التنظيمات ليست مسلحة، ولكنها كانت تكافح الشغب. من جانبه نفى القيادي السابق في جماعة الإخوان، كمال الهلباوي، أن يكون لجماعة الإخوان تنظيم سري، أو ميليشيات عسكرية، متهماً القوى السياسية بالوقوف وراء هذه الاتهامات، لتشويه صورة الإخوان. أما فيما يخص فكرة التنظيم العالمي لجماعة الإخوان ومساعدة المجاهدين في أفغانستان، فكان فقط مساعدات مالية، مضيفاً أن القبضة الأمنية لنظام مبارك لم تسمح بوجود هذه التنظيمات، ولو كانت هناك تنظيمات فلماذا أبقى عليها النظام؟. من المشهد الأسبوعى