يبدو أن الثورة لم تهب بعد على المواقع الأثرية، فقد ارتكب مسؤولو المجلس الأعلى للآثار أقل ما يوصف بأنه إهانة للمصريين الزائرين لمنطقة أهرامات الجيزة، بعد منعهم من زيارته عبر مدخلها الرئيس من جانب فندق مينا هاوس التاريخي، وتحويل مسار زيارتهم الى الصحراء بطريق القاهرةالفيوم، وهو ما شكل صعوبة على الزائرين، الذين انصرف منهم كثيرون، لشعورهم بالإرهاق لعدم توفر وسائل تقلهم من حيث المدخل الرئيس الى الآخر الفرعي. وانتقد الزائرون هذا الإجراء، معتبرين أن الثورة لم تهب بعد على المجلس الأعلى للآثار، وأنه لاتزال هناك"عقدة الخواجة"، والتي تسيطر على كثيرين، "فلا يجوز منعنا من دخول ساحة الأهرامات عبر المدخل الرئيسي، واقتصاره على الأجانب فقط ، وتوجيهنا الى الآخر الفرعي بالصحراء، على الرغم من بعد المسافة بين المدخلين". وأكد زائرو المنطقة أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تفضيل الأجانب على المصريين، "في ظل ما يحرص عليه مسئولو الآثار من إعداد مداخل معينة وتيسيرات للأجانب على حساب المصريين، الذين يتم معاملتهم معاملة لاتليق بطبيعتهم الذين قاموا بثورة، والتي لايزال الجميع يشهد بدورها في التغيير بمصر". وقد أضاف مجلس الآثار أكثر من مائة موقع أثري في أنحاء مختلفة بمصر، لإتاحتها أمام الزائرين، طوال أيام عيد الفطر المبارك، وسط إجراءات أمنية مشددة من جانب أجهزة الشرطة، مدعومة بقوات الجيش، لحماية هذه المناطق وزائريها. وتأتي هذه الإجراءات فيما سجلت احصاءات المجلس في اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك زيادة لافتة في أعداد الزائرين المحليين للمواقع الأثرية، وهى الزيارات التي تعد الأولى للمصريين في أول عيد لهم بعد نجاح ثورة 25 يناير، وما أعقبها من أحداث، كان نتيجتها سطو مسلحعلى عدة مواقع أثرية، وسرقة بعض مقتنياتها من المتحف المصري، ومواقع أثرية أخرى. وتقرر تواجد مفتشي الآثار بمختلف المواقع الأثرية التي تم فتحها للزائرين، طوال أيام العيد المبارك، بدء من الثامنة صباحا، وحتى الخامسة مساء، لضمان راحة الزائرين للمواقع الأثرية. ومن بين هذه المواقع، المتحف المصري بميدان التحرير، أهرامات الجيزة، قلعة صلاح الدين بالقاهرة، معبدي الكرنك والأقصر في مدينة الأقصر، علاوة على متحف الأسكندرية القومي، وغيرها من المواقع التاريخية والأثرية. يأتي هذا بعد استعدادات قام بها مجلس الآثار لتهيئة المناطق والمتاحف الأثرية لاستقبال زوارها من المصريين والأجانب خلال أيام العيد، فيما جدد مسؤولو المجلس تحذيراتهم لزائري الأهرامات من خطورة الإقدام على تسلق إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، خلال زياراتهم للمنطقة الأثرية ، وهى الظاهرة التي يرفضها مسؤولو المجلس، ويؤكدون أنها ممنوعة بحكم القانون، على الرغم من محاولة البعض إتباعها، خلال الإجازات. وناشد مسؤولو المجلس الزائرين وخاصة من الهواة عدم تسلق أهرامات الجيزة حفاظا على حياتهم، فضلا عن عدم مساءلتهم القانونية، والتي تصل عقوبتها إلى الغرامة والحبس بالسجن ثلاثة أشهر، وفقا لقانون حماية الآثار الجديد، والمعدل لسنة 2010.