أصيب 5 أشخاص اليوم "الخميس" أثناء تفريق قوات الأمن التونسية مظاهرة احتجاجية في ولاية سيدي بوزيد، حيث تجمع المحتجون أمام مقر الولاية للاحتجاج ضد الحكومة والتنديد بما يرونه تهميشًا لولايتهم التي أطلقت شرارة الربيع العربى.. وقال الناشط النقابي منعم العمامي في تصريحات اوردتها قناة "الجزيرة" الفضائية اليوم إن قوات الأمن ردت على أكثر من 4000 متظاهر بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، مما أسفر عن إصابة 5 منهم على الأقل. وأضاف العمامي أن قوات الأمن اقتحمت مستشفى سيدي بوزيد لاعتقال 2 من المطلوبين أثناء تلقيهم العلاج. وأوضح أن المحتجين تجمعوا بدعوة من منظمات المجتمع المدني وأحزاب سياسية للمطالبة بإطلاق عدد من الموقوفين من أبناء المنطقة، غير أن مطالبهم تحولت لاحقا إلى الدعوة لإسقاط الحكومة المؤقتة، كما طالبوا بحل المجلس الوطني التأسيسي. وردد المحتجون شعارات منددة بأداء الحكومة، منها "دمرتم الفلاحين وسكتم عن الفاسدين"، و"لا للتهميش ولا للتعطيش"، كما رفعوا لافتات كتب عليها "كلنا يد واحدة لكنس الثالوث الفاسد"، في إشارة إلى الائتلاف الثلاثي الحاكم بقيادة حركة النهضة إلى جانب حزبي المؤتمر والتكتل. في هذا السياق، صرح مصدر طبي بمستشفى سيدي بوزيد بأنهم استقبلوا محتجا أصيب برصاصة مطاطية إضافة إلى 4 آخرين نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، مشيرا إلى أن إصاباتهم ليست بالخطيرة. وتأتي هذه الاحتجاجات بعد أقل من أسبوعين على أحداث مماثلة أمام مقر الولاية للاحتجاج على عدم استلام مستحقاتهم المالية منذ أسابيع، وتحول الأمر إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة التي استخدمت الغاز المدمع، وأطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريقهم، فيما أشعل المحتجون النار في الإطارات المطاطية لقطع الطرق في المدينة. جدير بالذكر أن مدينة سيدي بوزيد تعد مهد الثورة التونسية، حيث شهدت إحراق محمد بوعزيزي نفسه في 17 ديسمبر 2010 لتندلع منها شرارة الاحتجاجات التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ومازالت تشهد منذ مدة حالة من الغليان والاحتقان، حيث تصاعدت فيها وتيرة الاحتجاج بسبب استمرار التهميش وارتفاع معدلات البطالة.