أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي خلال في مؤتمر صحفي عقده مساء امس بدمشق أن الشعب السوري هو شعب عريق وذو تاريخ مشرف وهو شعب واع وذو فكر عميق، خاصة أن هذا التاريخ عبر عن نفسه طوال العقود الماضية بصور ناصعة، حيث أخذ على عاتقه عبء الوقوف إلى جانب المقاومة. وقال سعيد جليلي ان المقاومة ما كانت لتحظى بانتصاراتها لولا احتضانها من قبل سوريا والشعب السوري وهذا أمر مهم للأمة الإسلامية جمعاء وهو الآن يدفع ثمن انتصارات المقاومة، وفي غزة أيضا وما يجري الآن على الساحة لا يمكن أن يكون منفصلا عن تاريخ سوريا ودورها البارز والشعب السوري اليوم عليه أن يفرق بين أعدائه وأصدقائه جيدا لأن بعض الدول تدعي أنها تغار على مصلحة الشعب السوري ولكنها حقيقة تصدر له الارهاب وتساعد على سفك الدم السوري. وقال جليلي ان الحل الوحيد للأزمة في سوريا هو عبر الانتخابات والديمقراطية والحرية تأتي من صناديق الاقتراع ليس من الأوكار الارهابية وان الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق بالارهاب. وحول عدم نجاح مهمة كوفي عنان واستقالته من منصبه كمبعوث للأمم المتحدة في سوريا قال سعيد جليلي: عندما التقيته سألته فأجابني أن بعض الدول تقول إنها تسعى لإيجاد حل ولكن في الحقيقة هي تعرقل الحل السلمي وتزيد الأمور تعقيدا.. فسألني ما الحل قلت له الحل هو بالديمقراطية ولكن لا يمكن للديمقراطية ان تبنى من خلال ارسال السلاح من الخارج، وأضاف الامين العام لمجلس الامن القومي بأنه يجب وقف اطلاق النار مباشرة و وقف سفك الدماء كما جاء في خطة أنان ولكن هذا ليس كافيا إذ يجب أن نترك للشعب السوري حق الاختيار عبر الاقتراع والتعبير عن رأيه بديمقراطية سياسية. وقال جليلي: عندما يعود الوضع الأمني الى سابق عهده قبل الأزمة ويسود الأمن والأمان حينها يستطيع الشعب السوري تقرير مصيره وتحديد مستقبل البلاد بحرية ودون أي تدخل خارج. وفي سؤال لوكالة فارس للانباء حول المخطوفين الايرانيين في سوريا وتحميل امريكا وحلفائها مسئولية أمنهم أجاب: إن الجمهورية الاسلامية الايرانية سوف تستخدم كل ما يتوفر من امكانيات لاطلاق سراح المختطفين وأن جميع الأطراف التي تشكل مظلة لهذه المجموعات المشينة هي شريك مباشر في مثل هذه الاعمال الارهابية وحول مبادرة ايران بالدعوة الى مؤتمر حول الشأن السوري في طهران الخميس المقبل بين السيد جليلي أن البنود الرئيسية التي سيتم النقاش حولها في هذا المؤتمر هي: 1- السماح للشعب السوري بأن يقرر مستقبله بيده. 2- العمل على الحيلولة دون التدخلات الخارجية الي تعقد الأوضاع وتزيد العنف. 3 - الحيلولة دون رفع معاناة الشعب السورى. وأضاف: لدينا وثيقة مؤكدة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعترف بأن المجموعات المسلحة تتسلل إلى سوريا.. السؤال الموجه إليها: بما أنها تعرف تمام المعرفة أن المسلحين يقتلون الشعب السوري فكيف لها أن تدعم هؤلاء؟. وحول امكانية توجيه ضربة عسكرية خارجية على سوريا شدد جليلي على أن حل الأزمة السورية لابد ان يكون حلاً داخلياً سورياً فالحل الواقعي للأزمة السورية هو الحل السياسي الداخلي والمدخل الطبيعي لسير العملية السياسية في سوريا هو ايقاف العنف وسفك الدماء ورفع العقوبات اولاً وأي طرف يسير عكس هذا التيار يثبت انه ليس حريصاً على مصلحة الشعب السوري. وقد أدان جليلي أي شكل من أشكال العنف خاصة العنف الذي يأخذ صبغة عسكرية وإن مثل هذه الممارسات التي لا يمكن أن تخدم المصلحة السورية وينبغي على جميع الأطراف التي تدعم المسلحين بالتوقف عن ذلك.