مع الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.. عودة السفير المصرى إلى "تل أبيب".. لصالح من؟ - هريدى: خطوة تصحيح مسار وأمر طبيعى - القويسنى: يجب آن نحافظ على آلية اتصال دبلوماسية مع إسرائيل - سيف الدولة: القرار جاء فى الوقت الخطأ
بعد قطيعة دبلوماسية بين مصر وإسرائيل، استمرت أكثر من ثلاث سنوات، أعادت مصر السفير حازم خيرت، إلى إسرائيل الأسبوع الماضى، ويعد السفير السادس منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978. وتدهورت العلاقة بين القاهرة وتل أبيب فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى حيث قررت مصر آنذاك سحب آخر سفرائها بتل أبيب، السفير عاطف سالم، على خلفية الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة فى 2012، واغتيال أحمد الجعبرى القائد البارز بكتائب عز الدين القسام آنذاك، لتعود العلاقات مجددًا فى يونيو 2014. ولاقى هذا القرار موجة من الانتقادات، معتبرين أن خطوة عودة السفير تأتى فى ظل تزايد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين فى الضفة، وبالتالى فإن التوقيت غير مناسب، متسائلين: لصالح من عودة السفير فى هذا التوقيت بالتحديد؟! بينما رحب دبلوماسيون بذلك، واصفين عودة السفير المصرى إلى إسرائيل بالخطوة الطبيعية حسب الأعراف الدبلوماسية، مؤكدين أن القرار من شأنه أن يخدم كلًا من مصر والقضية الفلسطينية، على حد وصفهم. بداية يقول السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية السابق، إن عودة السفير المصرى إلى إسرائيل تعتبر خطوة نحو تصحيح مسار العلاقات المصرية الإسرائيلية على خلفية الموقف الذى اتخذه المعزول "مرسى" قبل ثلاثة أعوام بسحب السفير احتجاجًا على العدوان الإسرائيلى على غزة، مشيرًا إلى أنه "أمر طبيعى". وأكد مساعد وزير الخارجية السابق، ل"المشهد"، أن مصر أرادت أن تعدل الخطأ الذى ارتكبه مرسى فى 2012 بسحب السفير بما يخدم القضية الفلسطينية، قائلا: الإخوان كانوا يريدون من هذا القرار كسب "رضا الشعب" و"الشو" الإعلامى فقط، وكذلك كانت تريد أن تثبت آنذاك مناصرتها للقضية الفلسطينية. فى السياق ذاته أكد السفير أحمد القويسنى، مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون القنصلية والمصريين بالخارج، أن أى إجراءات تتخذ فيما يخص العلاقات الدبلوماسية جميعها مؤقتة، لافتًا إلى أن سحب السفراء أو قطع العلاقات جميعها آليات دبلوماسية رمزية تستخدم كإجراء عقابى أو احتجاجى ضد دولة ما أو اعتراضًا على موقف معين. وقال القويسنى، إن قرار عودة السفير المصرى إلى تل أبيب يعنى أن كل الخلافات تم محوها، والعلاقات عادت لطبيعتها، مضيفًا إلى أن السفير هو أحد آليات الاتصال مع الدول الأخرى، ومن الضرورى أن نحافظ على آلية اتصال دبلوماسية مع إسرائيل. من جانب أخر علق محمد عصمت سيف الدولة، رئيس حركة مصريون ضد الصهيونية على هذا القرار، قائلا: "فى عصر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك رغم ما كان يطلق عليه بأنه كنز استراتيجي لإسرائيل تم سحب السفير مع الانتفاضة الثانية عام 2000، منتقدًا موقف الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد خطوة إعادة السفير فى هذا التوقيت مع الانتفاضة الثالثة. وأشار سيف الدولة، إلى أن عودة سفير مصر لإسرائيل فى ظل الاعتداءات الصهيونية المتصاعدة ضد المسجد الأقصى والفلسطينيين، هى سابقة تعد الأولى من نوعها، مشيرًا إلى أن مبارك والسادات بدأوا عهدهم بسياسات معادية لإسرائيل قبل ترويض أمريكا لهم وتحويلهم ل"كنوز استراتيجية". من جانبه قال أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن السفير حازم خيرت سفير مصر الجديد لدى إسرائيل تسلم مهام عمله قبل أيام وهذا هو موعد تنفيذه المقرر؛ حيث إن قرار نقله إلى إسرائيل قد صدر منذ فترة، وبالتحديد فى يونيو الماضى. وأشار أبو زيد إلى أنه يجب النظر إلى عودة السفير المصرى إلى إسرائيل نظرًا للدور المهم الذى يقوم به هناك وللدور الهام الذى تضطلع به مصر خاصة فى المرحلة القادمة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعمها والتنسيق بين المواقف ونقل الرسائل بين الأطراف المختلفة، موضحًا أنه يضاف إلى ذلك عضوية مصر الحالية فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فمن الطبيعى أن يتقلد السفير المصرى مهامه فى إسرائيل والقيام بالاتصالات اللازمة لدعم القضية الفلسطينية. وحول احتمالية وجود أى مبادرات محددة فى مجلس الأمن حول القضية الفلسطينية فى الوقت الحالى، أشار أبو زيد إلى أنه من الصعب الحديث عن مبادرات محددة فى الوقت الحالى ولكن بالتأكيد فإن هذا الأمر يخضع لمجلس الأمن وتناوله للقضية بشكل عام والأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وطلبات الجانب العربى والفلسطينى وتقدير وتقييم الموقف داخل مجلس الأمن، مؤكدًا أنه لا توجد على الطاولة الآن مقترحات أو مبادرات محددة فى هذا الشأن. وفيما يخص وجود اتصالات مع الجانب الإسرائيلى، أكد أبو زيد على أن الاتصالات المصرية مستمرة دائما سواء مع الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلى أو الأطراف الفاعلة فى المجتمع الدولى أو الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن الدولى وهى قائمة بالفعل بهدف البحث عن نقطة ارتكاز قوية لاستئناف المفاوضات وإطلاق عملية سياسية جادة تؤدى إلى التسوية الشاملة والنهائية والعادلة. ولم تكن العلاقات بين مصر وإسرائيل جيدة منذ أن بدأت إسرائيل الانتهاكات بحق الفلسطينيين فى التعدى على المسجد، ما جعل العلاقات بين البلدين متوترة طوال الوقت.
البي دي اف البي دي اف اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل