5 سفراء سحبتهم مصر من إسرائيل منذ "كامب ديفيد".. والصحف الإسرائيلية تصف "خيرت" بالقوى المحنك.. ودبلوماسيون: 6 دلالات لعودة العلاقات السفير المصرى فى إسرائيل، لقب يحمل فى خباياه الكثير، لأنها مهمة ينبذها الشارع المصرى بالإضافة إلى أنها ثقيلة على صاحبها أيضًا، فغالبًا ما يكون سفراء مصر لدى تل أبيب دائمى الشكوك من ترصد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لهم، علاوة على تصادمهم المستمر مع وسائل الإعلام المصرية. معظم السفراء الذين أرسلتهم مصر إلى إسرائيل منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978 والبالغ عددهم خمسة سفراء، تم سحبهم قبل أن يكملوا مدتهم القانونية وهى أربع سنوات، حيث تم سحب السفير سعد مرتضى، سفير مصر فى تل أبيب من 1980 وحتى 1982 عقب الاجتياح الإسرائيلى للبنان عام 1982، وظلت السفارة المصرية فى إسرائيل بدون سفير حتى عام 1986، ثم تم تعيين السفير محمد بسيونى فى الفترة من 1986 وحتى عام 2000، ثم خلفه السفير محمد عاصم، فى الفترة من 2005 وحتى 2008، ثم السفير الرابع ياسر رضا من 2008 وحتى 2012، وخلفه السفير عاطف محمد سالم فى الفترة من سبتمبر 2012 وحتى نوفمبر من العام نفسه، فقد تم سحبه إثر العدوان الإسرائيلى على غزة عام 2012، والذى سقط فيه عدد من أبناء الشعب الفلسطينى وأسفر عن مقتل أحمد الجعبري، القائد البارز بكتائب عزّ الدين القسام، الجناح العسكرى لحماس. من حينها لا يوجد لدينا سفير لدى إسرائيل إلى أن اعتمد الرئيس عبدالفتاح السيسى الحركة الدبلوماسية الجديدة، وشملت حازم خيرت، الذى وصفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأنه "دبلوماسى محنك" وذو خبرة واسعة، وقدير فى عالم الدبلوماسية، سفيرًا لدى إسرائيل بعد عامين من غياب السفير المصرى عن السفارة المصرية فى تل أبيب. ولقى القرار ترحيبًا كبيرًا فى إسرائيل بالنظر إلى ما تعانيه من شبح عزلة دولية تزداد اتساعًا بالتوازى مع سياسات عنصرية تعتمدها، ضاربة عرض الحائط بما يسمى ب "المجتمع الدولي". "الغرام بين السيسى وإسرائيل غرام أفاعي" تفسيرات وضعها الخبراء والمحللون لعودة السفير المصرى لتل أبيب، أولها أن عودة السفير لا تعنى عودة الدفء فى العلاقات بين البلدين، فعادة ما يكون الغرام بين القاهرة وتل أبيب أشبه ما يكون بغرام الأفاعي، فى حين رأى البعض أنه يفتح بابًا من العلاقات الجديدة بين القاهرة وتل أبيب، ونتيجة للتوجه العربي، وأن له علاقة بالتحركات فى الموضوع الفلسطينى فى الوقت الحالى، ويمكن أن يساعد فى خدمة القضية الفلسطينية، ثالث تلك التفسيرات أن عودة السفير جاءت بعد أيام من موافقة الكونجرس الأمريكى على المعونة العسكرية لمصر نتيجة العلاقة التى تربط إسرائيل بأمريكا، بالإضافة إلى أن وجود آلية اتصال دبلوماسية بين مصر وإسرائيل ضروري، وعدم وجود قناة اتصال يساهم فى وقوع خلل. فرنسا كلمة السر فى سفر "المحنك" لتل أبيب فرنسا كلمة السر التى أرجع إليها بعض الخبراء عودة السفير المصرى إلى تل أبيب، حيث قال الدكتور محمد السعدني، الخبير السياسي، إن عودة السفير المصرى إلى تل أبيب تأتى فى ظل زيارة وزير الخارجية الفرنسى "لوران فابيوس" لمصر والذى حمل معه مبادرة لحل القضية الفلسطينية، وفى ضوء مشاركة القاهرة مع المجتمع الدولى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف السعدني، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن عودة السفير المصرى إلى تل أبيب تعنى عودة الأمور إلى طبيعتها التى كانت عليها منذ اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، فهى تعالج وضعًا خاطئًا موجودًا منذ سحب القاهرة سفيرها ويؤدى إلى تحسن فى العلاقات بين البلدين، خاصة بعد رعاية مصر للمفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي. ومن جانبه، أكد عبد الرءوف الريدي، سفير مصر الأسبق فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن محاولات فرنسا لإعادة إحياء عملية السلام ساهمت فى عودة العلاقات الودية بين مصر وإسرائيل. خبراء: "عودة السفير حافظت على القوات المسلحة فى سيناء" الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، قال إن عودة السفير المصرى إلى إسرائيل تدل على ذكاء السيسى السياسى حتى لا تتعدد خلافتنا مع الدول المجاورة لنا، خاصة مع تزايد حدة الخلافات مع ليبيا والسودان، مشيرًا إلى أن سحب السفير المصرى من إسرائيل كان بناءً على موقف معين قامت به إسرائيل، وبرغم سحب سفيرنا إلا أن إسرائيل أظهرت درجة من الليونة ولم تسحب سفيرها من مصر، مما يدل على رغبتها فى استمرار علاقتها معنا. وأضاف اللاوندي، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أنه لا توجد علاقة بين عودة السفير المصرى لإسرائيل وإعادة أمريكا المعونة العسكرية لمصر، فأمريكا وإسرائيل دولتان منفصلتان تربط كل منهما علاقات بمصر منفصلة عن الأخرى. بدوره أكد الخبير العسكرى محمد على بلال، أن عودة السفير المصرى إلى تل أبيب بسبب أن هناك تنسيقًا بين مصر وإسرائيل بخصوص تواجد القوات المسلحة فى سيناء، مشيرًا إلى أنها بادرة لحل القضية الفلسطينية نافيًا وجود علاقة بين عودة المعونة الأمريكية وعودة السفير المصرى لإسرائيل. ومن جانبه، فسر محمد سيف الدولة، الباحث المتخصص فى الشأن العربي، عودة السفير بأنه تتويج للعلاقة الحميمة بين عبدالفتاح السيسى والاحتلال الإسرائيلي، قائلًا: "بعد أيام من موافقة الكونجرس على المعونة العسكرية لمصر السيسى يتوج علاقته الحميمة بإسرائيل بتعيين سفير جديد". وفى نفس السياق، قال الباحث السياسى علاء بيومي، إنه من المنطقى أن يعين السيسى سفيرًا له فى إسرائيل، فهى حليفته الدولية الأهم والمدافعة عن نظامه، وهو كنزها الاستراتيجى الجديد. كما قال السفير حسين هريدي، إن العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لم تنقطع يومًا، وإنما تم تخفيض التمثيل الدبلوماسى لمصر هناك، على إثر اعتدائها على قطاع غزة، لافتا إلى أن الفرصة لم تكن مناسبة قبل ذلك لإعادة السفير المصري، وخاصة فى ظل الانشغال المصرى بالظروف الداخلية. الباحث المتخصص فى الشؤون الإسرائيلية سعيد عكاشة، قال إن السفير المصرى فى إسرائيل دائمًا ما يُمثل إشكالية منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، مشيرًا إلى أن السفير الأسبق محمد بسيونى أمضى 18 عامًا سفيرًا لمصر فى تل أبيب، موضحًا أنّ السفير المصرى الجديد سيذهب إلى تل أبيب فى غضون شهرين. وأضاف عكاشة، أن عودة السفير المصرى لتل أبيب لا تعنى عودة العلاقات بين البلدين، لكنه التزام بالاتفاقيات، موضحًا أن محمد مرسى لم يجرؤ على قطع العلاقات مع إسرائيل خاصة أن ملف العلاقات المصرية - الإسرائيلية يتم إدارته من جانب الأجهزة الأمنية وليس من جانب وزارة الخارجية.