بعد قرابة العامين وانقطاع العمل بالسفارة المصرية بإسرائيل على إثر قرار من الرئيس الأسبق محمد مرسي بسحب السفير نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي سقط فيه عدد من أبناء الشعب الفلسطيني. أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارًا بعودة العمل مرة أخرى بإصداره الحركة الدبلوماسية الجديدة، وشملت حازم خيرت سفيرًا لدى إسرائيل بعد عامين من غياب السفير المصري عن سفارتنا في تل أبيب. أثارت عودة السفير العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت عودته تؤكد وجود آلية اتصال دبلوماسية بين مصر وإسرئيل، وتشير إلى تحسن في العلاقات المتوترة والتي على إثرها استدعت مصر سفيرها من إسرائيل أم أن هناك علاقة بين عودة المعونة العسكرية الأمريكية لمصر وعودة السفير المصري لإسرائيل خاصة في ظل العلاقة التي تربط إسرائيل وأمريكا. الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، قال إن عودة السفير المصرى إلى إسرائيل يدل على ذكاء السيسي السياسي حتى لا تتعدد خلافتنا مع الدول المجاورة لنا خاصة مع تزايد حدة الخلافات مع ليبيا والسودان، مشيرًا إلى أن سحب السفير المصري من إسرائيل كان بناءً على موقف معين قامت به إسرائيل وبرغم سحب سفيرنا إلا أن إسرائيل أظهرت درجة من الليونة ولم تسحب سفيرها من مصر مما يدل على رغبتها في استمرار علاقتها معنا. وأضاف اللاوندي في تصريحات خاصة ل"المصريون" أنه لا توجد علاقة بين عودة السفير المصري لإسرائيل وإعادة أمريكا المعونة العسكرية لمصر، فأمريكا وإسرائيل دولتان منفصلتان تربط كل منهما علاقات بمصر منفصلة على الأخرى. ومن جانبه، فسر محمد سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن العربي في تدوينة له، بأنه تتويج للعلاقة الحميمة بين عبدالفتاح السيسي والاحتلال الإسرائيلي قائلاً: "بعد أيام من موافقة الكونجرس على المعونة العسكرية لمصر السيسى يتوج علاقته الحميمة بإسرائيل بتعيين سفير جديد لأول مرة منذ سحبه عام 2012". وفي نفس السياق، أوضح الباحث السياسي علاء بيومي، أن تعيين سفير لمصر لدى الاحتلال الإسرائيلي، أمر طبيعي كونها الحليف الأساسي للسيسي، قائلاً: "إنه من المنطقي أن يعين السيسي سفيرًا له في إسرائيل، فهي حليفته الدولية الأهم والمدافعة عن نظامه، وهو كنزها الاستراتيجي الجديد، والله أعلم، ما رأيكم!؟". على الجانب الآخر، أكد السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن عودة السفير المصري لدى إسرائيل يعالج وضعًا كان موجودًا منذ سحب القاهرة سفيرها هنا، ويشير إلى تحسن في العلاقات بين البلدين خاصة أن وجود آلية اتصال دبلوماسية بين مصر وإسرائيل ضروري، وعدم وجود قناة اتصال يساهم في وقوع خلل. قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن عودة السفير المصري لدى إسرائيل في الوقت الحالي يفتح بابًا من العلاقات الجديدة بين القاهرة وتل أبيب، ونتيجة للتوجه العربي وأن له علاقة بالتحركات في الموضوع الفلسطيني في الوقت الحالى ويمكن أن يساعد في خدمة القضية الفلسطينية.