- طارق فهمى: استجابة تل أبيب للمطالب الأمنية يؤكد استمراية العلاقة.. وهريدى: عودة السفير المصرى يشير إلى تحسن فى العلاقات أثارت الحركة الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقات بين الطرفين فى الوقت الحالى، وبالأخص عقب تعيين السفير حازم خيرت سفيرًا لدى تل أبيب، وهل عودته تؤكد وجود آلية اتصال دبلوماسية بين مصر وإسرائل، الواضح أن هناك تحسنا فى العلاقات خاصة عقب الزيارة الأخيرة ل"دورى جولد" مدير عام الخارجية الإسرائيلية، والتى تطرقت إلى العديد من القضايا التى تخص البلدين. وأكد العديد من الدبلوماسيين على أن العلاقات لم تنقطع حتى تتجدد، مشيرين إلى أن معاهدة السلام تتحكم فى طبيعة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين ولذلك العلاقة مستمرة على مدار الفترة الماضية. ورحب العديد من الدبلوماسيين بقرار عودة السفير لدى تل أبيب، مؤكدين على أن ذلك ارتفاعا لمستوى العلاقات بين البلدين بعد عامين من التوقف. بداية يقول الدكتور طارق فهمى، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، إن العلاقات بين مصر وإسرائيل قائمة ولم تتوقف، ولكنها تشهد تطورا نوعيا فى مجراها. وأكد فهمى، ل"المشهد" أن قرار عودة السفير حازم خيرت، سفيرًا لدى إسرائيل، هو ضمن حركة دبلوماسية معتادة، حيث إن هناك اتصالات وعلاقات مباشرة لم تتوقف بعد الثورة 25 يناير وفق معاهدة السلام، لافتا إلى أن هناك علاقات عادية بين البلدين حتى فى ظل الموضوعات الخلافية بينهما. ولفت إلى أن استجابة إسرائيل لكل المطالب الأمنية فى سيناء، توضح أن العلاقات مع مصر لازالت مستمرة. وحول زيارة "دورى جولد" مدير عام الخارجية الإسرائيلية، والتى تعد الأولى منذ عام 2011، أوضح فهمى أن زيارته ربما تكون جاءت بمقتضى الهدنة الطويلة الأمد مع حركة "حماس" التى بمقتضاها يتم وقف إطلاق النار خلال 5 سنوات بهدف المساعدة على إعادة إعمار القطاع. وأشار إلى أنه عقب أحداث سيناء الأخيرة قد تتغير الرؤية المصرية تجاه "حماس"، مشيرًا إلى أن العلاقات تمضى فى إطارها الإيجابى نحو سيناريوهات أكثر تعاونا أمنيًا واقتصاديًا. وكشف رئيس وحدة الدراسات لإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، أن الزيارة تطرقت للسماح ببناء سفارة جديدة لإسرائيل فى القاهرة، بعد أن تم إخلاء المبنى السابق فى سبتمبر 2011، عندما هاجم متظاهرون المبنى بعد محاولة فاشلة لاقتحامه. السفير حسين هريدى، مدير إدارة إسرائيل الأسبق بوزارة الخارجية، يرى أن عودة السفير المصرى لدى إسرائيل يشير إلى تحسن فى العلاقات بين البلدين خاصة أن وجود آلية اتصال دبلوماسية بين مصر وإسرائيل ضرورى، وعدم وجود قناة اتصال يساهم فى عرقلة مصالح كثيرة. وقال هريدى ل"المشهد"، إن العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لم تتوقف حتى تعود، وإنما تم تخفيض التمثيل الدبلوماسى لمصر هناك، على إثر اعتدائها على قطاع غزة. وأشار هريدى، إلى أن تعيين السفير جاء فى إطار حركة دبلوماسية معتادة لم تكن مفاجأة حسب معاهدة السلام التى أبرمت عام 1989، لافتا إلى أن الفرصة لم تكن مناسبة قبل ذلك لإعادة السفير المصرى، وبخاصة فى ظل الانشغال المصرى بالظروف الداخلية. وأضاف أن عودة العلاقات بين البلدين فى أعلى مستوى تمثيل دبلوماسى لنا، هو فى مصلحة القضية الفلسطينية، بعد ما قدمته مصر من دور بارز فى التفاهم حول الهدنة الإنسانية ورعايتها للمفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وكذلك مؤتمر إعمار غزة. السفير السابق لدى تل أبيب محمد عاصم، قال إن العلاقات بين البلدين قائمة، موضحًا أن تعيين سفير جديد لدى تل أبيب أمر طبيعى فى إطار العلاقات الدبلوماسية وبالأخص عقب سحب مصر سفيرها السابق عاطف سالم بسبب موقف ما. وأشار عاصم، إلى أن العلاقات بين الدول قائمة، وطالما رأى رئيس الجمهورية أن عودة السفير يخدم مصالح الدولة الأمنية وكذلك القومية فعليه أن يعيده مجددًا.