قال خبراء إن قرار مصر إرسال سفير جديد إلى إسرائيل، تنبع من رغبة الرئيس عبد الفتاح السيسى في مزيد من التقارب، مع تل أبيب. وأوضح الخبراء أن خطوة عودة السفير ستضع مصر في موقف محرج حيث تزايدات الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة، وبالتالي التوقيت خطأ كبير، كما اعتبروا أن عودة السفير المصري، جاءت بعد حديث تركيا عن تقارب محتمل مع إسرائيل، وهو ما يعتبر نوعًا من المكايدة السياسية من جانب السيسي، بحسب العربي الجديد. وقررت القاهرة إرسال سفير جديد لها إلى تل أبيب، هو "حازم خيرت"، الأسبوع الماضي، لممارسة عمله لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويعد السفير السادس منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978. وبحسب التقرير فإن "السيسي" يحاول لعب دور عراب التقارب بين العرب وإسرائيل، من خلال تصريحاته المتواصلة حول ضرورة حل الأذمة الفلسطينية، دون وضع شروط مسبقة لناحية وقف الانتهاكات تجاه الفلسطينيين. كما يستمر نظامه في التضييق على المقاومة الفلسطينية، وتحديدا حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فضلا عن إثارة الخلافات مع الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، لصالح المقرب من «السيسي» القيادي المفصول من حركة فتح «محمد دحلان». وتأتي خطوة تعيين «خيرت» بعد ثلاثة أعوام خلا فيها منصب السفير المصري بإسرائيل، بعدما تم سحب السفير «عاطف سالم»، على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2012. ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، بخطوة تعيين سفير مصر الجديد، قائلًا: «وصل إلى إسرائيل في نهاية الأسبوع السفير المصري الجديد حازم خيرت. أرحب به، وأرحب بإعادة إرسال سفير مصري جديد إلى إسرائيل، هذا سيمكننا من مواصلة توطيد العلاقات مع هذه الدولة العربية الرئيسية والمهمة». وبهذا الخصوص، قال الدبلوماسي المصري، السفير «إبراهيم يسري»، إن «عودة السفير المصري إلى إسرائيل تأتي في إطار التقارب الحالي بين القاهرة وتل أبيب منذ تولي السيسي الحكم». وأضاف أن هناك «تنسيقًا مصريًا إسرائيليًا، في ما يخص سيناءوغزة، وخطوة عودة السفير طبيعية ولا يمكن أن تفهم إلا في سياق هذا التعاون». واستبعد أن تكون عودة السفير ترتبط بشكل أو بآخر بعملية السلام في المنطقة، ومحاولة حل القضية الفلسطينية، في ضوء التصعيد الخطير في الضفة والأراضي الفلسطينية المحتلة. وأشار إلى أن السفير لا يتجاوز دوره أكثر من مجرد تسيير الأوضاع الطبيعية فقط، أما مسألة تولي جزء من التنسيق بين الطرفين، فغير واردة، موضحا أن عملية التنسيق بين القاهرة وتل أبيب تتولاها أجهزة سيادية ومؤسسة الرئاسة، وليست وزارة الخارجية أو السفير. وأكد أن خطوة عودة السفير يمكن تفسيرها في ضوء الرغبة في مزيد من التقارب بين «السيسي» وإسرائيل، وخاصة بعد الإعلان عن وجود تقارب بين تركيا وتل أبيب. واستدرك بالقول إن التقارب التركي الإسرائيلي، جاء في ضوء اشتراط الأول بعض البنود كمقدمة لهذه الخطوة، ولكن الجانب المصري يقدم تنازلات دون شروط مسبقة.