المياه تمر من بوابات "سد النهضة" للمرة الأولى قبل ساعات من اجتماع الحسم وزير الري: إثيوبيا لم تبلغ مصر رسمياً أبو زيد: قد يكون وسيلة للضغط على الجانب الإثيوبي علام: بناء السد أصبح أمر واقع ولا تراجع فيه نورالدين: رسالة واضحة للمفاوض المصري قبيل ساعات من مفاوضات "سداسية سد النهضة" الثانية، فجرت الحكومة الإثيوبية مفاجأة، للجانب المصري، بإعلانها إعادة تحويل مجرى النيل إلى موقعه الرئيسي أسفل سد النهضة للمرة الأولى، وهو ما وصفه خبراء بالملف المائي، ب"الغدر الإثيوبي"، بينما اعتبره آخرون رسالة واضحة للجانب المصري بأن بناء السد الإثيوبي أصبح "أمر واقع". "هذه الخطوة إجرائية وطبيعية لاستكمال الإنشاءات، بعد تحويل مجرى النهر في بداية الإنشاءات".. هذا أول تعليق رسمي من الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، على ما أعلنت عنه أديس أبابا، فور وصوله إلى مطار الخرطوم للمشاركة في الاجتماع السداسي، المزمع عقده هذا الأسبوع في العاصمة السودانية، بمشاركة وزراء الري والخارجية في الدول الثلاث، مصر ولاسودان وإثيوبيا. وأوضح الوزير، في تصريحات صحفية، أن إثيوبيا لم تبلغ مصر رسمياً بهذا الإجراء، قائلاً إنه لا توجد لدى مصر معلومات عن بدء التخزين في السد، مشيرًا إلى أنه من غير المحتمل بدء التخزين في هذا التوقيت. وفي حوار ل"مغازي" مع "المشهد"، أكد أن اجتماع الخرطوم، محطة هامة بالنسبة لمصر، بل اجتماع "محوري مفصلي" ذات أولوية، موضحاً أنه يأتي لبعث التطمينات للشارع المصري في إطار الشفافية والثقة والصراحة بين الأطراف الثلاثة. واتفق معه في الرأي، وزير الري الأسبق، الدكتور محمود أبوزيد، مؤكدًا أن هذا الإجراء طبيعياً، حيث أن مجرى النيل كان قد تم تحويله قبل عامين، لبداية الإنشاءات في جسم السد، وأعلنت مجددًا إعادة المياه لمجراها الطبيعي بعد الانتهاء من إنشاء 2 توربين من أصل 20 توربيناً. ونفى أبو زيد، في حديثه ل"المشهد"، أية تأثيرات لتحويل مجرى النيل الأزرق، على مفاوضات الاجتماع السداسي، موضحاً أن الجانب المصري قد يستغل هذه الخطوة للضغط على الجانب الإثيوبي، للردود على الشواغل المصرية. "اللي مش عاجبه يشرب من البحر".. هكذا جاء تعليق وزير الري الأسبق، الدكتور محمد نصر علام، تعليقاً على الخطوة التي أقدمت عليها إثيوبيا في ليلة مفاوضات وصفت بالحاسمة، قائلاً: "حتى إذا كان هذا الإجراء طبيعي، فإن وقت الإعلان عنه غير طبيعي". علام، في تصريحاته ل"المشهد": أكد أن هذه الخطوة في صالح الجانب الإثيوبي، منوهاً إلى أن إعادة التحويل والإعلان عنها في هذا التوقيت يؤكد أن بناء السد أمر واقع ولا تراجع فيه. وبسؤاله عن علاقة تحويل النيل بوثيقة اتفاق المبادئ الموقعة بين رؤساء الدول الثلاث في مارس 2015، قال: "هو في حاجه مشيت مع الاتفاق"، مؤكدًا أن هذه الخطوة هي بداية اكتمال بناء السد. تابع: كان من المفترض أن يبدأ التخزين في موسم الفيضان، أي في شهر يونيو، موضحاً أن سد النهضة ذو تأثير سلبي على حصة مصر المائية. قال الدكتور نادر نور الدين خبير المياه الدولي، في تصريحاته ل"المشهد"، إن الإعلان عن هذا الإجراء ليلة المفاوضات، رسالة واضحة للمفاوض المصري، من الجانب الإثيوبي بأنه يسير وفق استراتيجيته في استكمال بناء السد بمواصفاته، دون أية تعهدات أو استجابة لأية مطالب من مصر، موضحاً أن "الغدر" هو طبيعة المفاوض الإثيوبي. وأكد نور الدين، أنه بالمستويات الحالية، وبعد بناء 47% من السد، فإن الجانب الإثيوبي قادر على تخزين ما بين 10 إلى 12 مليار متر مكعب من المياه، والمرحلة الأولى للتشغيل تحتاج تخزين ما يقرب من 14 مليار متر مكعب، لافتاً إلى أن الجانب الإثيوبي يسير في طريقه دون أية اتفاق مع مصر، بينما لازال الجانب المصري استراتيجيته أن يبدأ المكتب الاستشاري عمله، حتى يقدم تقرير غير ملزم، على حد قوله. تابع: من الظلم أن تبدأ إثيوبيا التخزين في سنوات الجفاف، موضحاً أن التخزين في سنوات الجفاف يعني تدمير كامل للناس والأراضي في مصر والسودان معاً. من العدد المطبوع من العدد المطبوع