يعقد في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم, اجتماع الجولة الحاسمة لملف سد النهضة الإثيوبي, بمشاركة وزراء الخارجية والري في الدول الثلاث, وسط آمال بالتوصل لنتائج إيجابية, تحقق تطلعات مصر والسودان وإثيوبيا في التنمية, دون الإضرار بالمقدرات المائية لدولة علي حساب أخري. وينعقد اجتماع اليوم وسط أجواء متوترة, في أعقاب تحويل إثيوبيا لمجري النيل أمس, لتمر مياهه عبر السد لأول مرة, بعد الانتهاء من إنشاء أربعة مداخل للمياه, وهي الخطوة التي اعتبرها مراقبون, كاشفة لمدي إصرار إثيوبيا علي المضي قدما في استكمال البناء بجسم سد النهضة, واستمرار مراوغتها في الرد علي الشواغل المصرية, مع بدء تشغيل السد رسميا في غضون شهور. وكان الدكتور حسام مغازي وزير الري قد وصف قيام إثيوبيا بتحويل مجري النيل, بأنه خطوة طبيعية وإجرائية, لاستكمال الإنشاءات بالسد, مشيرا إلي أنها لا تعني بدء عملية تخزين المياه في بحيرة السد, لكن مغازي قال: رغم أن إثيوبيا لم تخطر الجانب المصري بهذا الإجراء, قبل إعادة المجري لمساره الطبيعي, فإن ذلك لن يؤثر علي المفاوضات التي ستجري اليوم, لوضع الآلية المناسبة لخارطة الطريق, وتفعيل اتفاق المبادئ علي أرض الواقع, وبخاصة النقاط المتعلقة بالبند الخامس, الذي يربط بين بدء التخزين ومدته وقواعد تشغيل السد الإثيوبي علي مدار العام, وبين نتائج الدراسات الفنية للآثار السلبية للسد علي دولتي المصب. وتأمل مصر خلال اجتماع اليوم في الوصول إلي آلية فنية للرد علي الشواغل الخاصة بالسد, وسبل وخطوات تنفيذه, وقال مغازي: إنه بمجرد الاتفاق علي النقاط الخلافية سوف ينتهي دور الاجتماعات السداسية, لتبدأ مرحلة المفاوضات الفنية, مؤكدا أنه لا بديل عن المفاوضات, وإنهاء الدراسات الفنية في موعدها, وشدد مغازي علي ضرورة اتخاذ الإجراءات الواقعية من قبل الدول الثلاث, التي تحول دون تعطل المسار الفني مع وضع عنصر الوقت وتسارع وتيرة البناء في السد أمام أعيننا.