أفادت مصادر مقربة من التحقيق الفرنسي، مساء اليوم الجمعة، أن حَسْنا آيت بولحسن، التي عثر على جثتها أثناء مداهمة شقة في ضاحية سان دوني، شمال باريس، الأربعاء الماضي، لم تلق حتفها عبر تفجير نفسها بحزام ناسف، كما كان يعتقد المحققون، وإنما بالرصاص. وأكدت مصادر في الشرطة الفرنسية أن مراقبة بولحسن والتنصت على مكالماتها الهاتفية، واتصالاتها عبر شبكة الانترنت، بسبب اعتنقاها مؤخرا للأفكار الجهادية المتطرفة، هي التي أكدت للمحققين فرضية تواجد عبد الحميد بوعود في ضاحية سان دوني، وليس في سورية كما كان الجميع يعتقد. وتبلغ حسناء آيت بولحسن 26 عاما وهي مواليد ضاحية "لي هوت سين"، وكانت تعيش نمط حياة عادي، ولم تكن متدينة على الإطلاق حسب أقوال والدتها، وإن كانت سلوكها يتسم بنوع من الاضطراب النفسي. غيّرت جذريا من سلوكها قبل ستة أشهر، وبدأت بارتداء النقاب الأفغاني، وبكتابة رسائل نارية عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي تؤكد فيها أنها ستلتحق بسورية للمشاركة في الجهاد في صفوف تنظيم "داعش"، ما دفع بالمخابرات الفرنسية إلى اخضاعها للمراقبة، خاصة عندما تم الانتباه لقرابتها العائلية مع عبد الحميد أبو عود. من جهة أخرى، عُلم أن الاخ الثاني لعبد الحميد أبوعود، واسمه ياسين، معتقل في المغرب منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب عودته من سورية حيث كان يقاتل في صفوف تنظيم داعش. وحسب مصادر صحيفة "لوموند" فقد يكون لياسين أبو عود دوراً في المساعدة التي قدمتها الأجهزة الأمنية المغربية لنظيرتها الفرنسية، والتي أفضت إلى تحديد مكان تواجد عبد الحميد أبو عود في شقة سان دوني. وكان قُتل ثلاثة أشخاص أثناء مداهمة قوات النخبة التابعة للشرطة منهم عبد الحميد أبو عود، المشتبه في كونه العقل المدبر لاعتداء الجمعة الماضية في باريس، وقرب ملعب "ستاد دو فرانس" بضاحية سان دوني خلال مباراة ودية لكرة القدم بين المنتخبين الفرنسي والألماني بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. كما عثر المحققون بين أنقاض الشقة المداهَمَة جثة شخص آخر، لم يتم بعد التحقق من هويته ويُرجح أن يكون هو فجر نفسه عبر حزام ناسف، وليست حسنا آيت بولحسن.