لم نندهش من أن هذا البرلمان سينجح بدرجات الرأفة التي لا يستحقها غالبا بل لأنه (لازم ينجح يعني لازم ينجح ولازم يعدي لأنه لا توجد فرصة أخرى ولأنه ابن ناس مهمين في البلد) لم يكن المشهد الانتخابي بكل فاعالياته وملامحه الباهتة مصدر دهشة لدى الجميع بل إن معظمنا رسم صورة العرس الخاوي ،قبل أن يقام وتخيل مشهد مأدبة الغداء شبة الخاوية إلا من القائمين عليها لعدم إقبال المعازيم إما لأن الوجبات فاسدة أو انتهت صلاحيتها أو لا تصلح أصلا للاستخدام الآدمي! والسؤال ما الذي جعل مصر تستيقظ صبيحة يوم كامل على أمل انتظار السيد الناخب الذي صار ترقبه من بعيد بمثابة ضوء قادم وقطرة مطر منعشة للحياة! 1- الحالة المعيشية الصعبة والمعاناة اليومية التي أصبحت تلازم المواطن البسيط الذي لم يطمح إلا الى حياة كريمة ،وهي حقه الأصيل الذي سلب منه، ودائما المتهم مجهول ! هذه الحالة أنتجت حالة نفسية سيئة جعلت مجرد التطلع إلى الضوء القادم هو وهم بعيد هو مجرد حلم لا يتجاوز مساره إلى الواقع الملوس 2- الثقة التي منحت مرات ومرات لمجالس متعاقبة وفي كل مرة يتحرك المواطن من منزله بدافع من طاقة النور والأمل في غد جديد ،وينتهي مولد الانتخابات ويجني الكل ثمار مجهوده المادي ما عدا المواطن الذي يروح ويغدو خاوي اليدين ! هذه الثقة نفد معينها الذي كانت تنهل منه 3- الشعور القوي لدى المواطن أنه سيذهب من أجل تحقيق مصلحة الآخر وهو النائب الذي أعتاد على هذا الدور ، مواطن غلبان يثق في وعوده ومرشح قوي يدخل البرلمان من أجل مصالح خاصة وأصبحت المصافحة بحرارة قبل الانتخابات من باب الترحيب بالضيف حتي تقضى المصلحة لست مع تقييد حريتك في كل لكني لست مع الإعلام الذي ينشر( نظرية الحشد من أجل الحشد ) وبتعبير بعضهم ( اذهب وخلاص المهم تشارك ) أو اذهب واختر عشوائيا انتقاما من هذا أو ذاك ، هذه النظريات لا تختلف عن فساد رجال الأعمال لأنها تصب في غير مصلحة الوطن ولا تخرج عن كونها دعوة لإلغاء العقل والحرية والحق في الاختيار وصنع القرار، فالامتنع عن التصويت هو ممارسة للحق أيضا وتعبير عن الرأي. السلبية هي أن تذهب للاختيار العشوائي أو تدعم القبلية أو المصلحة الشخصية ، فالصوت الوطني الحر يأتي من الداخل ولا يهتز أبدا . نحتاج الآن أيضا إلى احترام نظرية من لم يشارك ونخرج من دائرة اتهامه بالتكاسل أو خيانة الوطن أو الإثم كما صرح بعض رجال الدين الذين يصمتون في موضع الكلام ويتكلمون في موضع الصمت! نحتاج إلى حكومة مصارحة حقيقة لا تخرج لتدافع وتشحذ همة أبواق السلطان ليبرروا عدم الإقبال بحجج واهية ويلصقونها بالحرارة المرتفعة وكأننا نبحث في كل مرة عن متهم جديد نرضي به نفوسنا البلهاء التي أبت الجلوس في سيرك يحركه نظام قديم وترقص على حباله خيالات مآته تبحث عن وجود وحياة ومصلحة ! المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية