نائب وزير النقل: كل طريق آمن إنجاز للوطن بأكمله    الحكومة توافق على إزالة صفة النفع العام عن قطعة أرض بمنطقة أثر النبي بالقاهرة    سفير أرمينيا يزور غرفة القاهرة لبحث تعاون استثماري وتجاري جديد    البيتكوين مستقرة فوق 105 آلاف دولار والإيثريوم تحت الضغط    التغيرات المناخية أبرز التحديات التى تواجه القطاع الزراعى وتعيد رسم خريطة الزراعة.. ارتفاع الحرارة وتداخل الفصول يؤثر على الإنتاجية.. ومنسوب سطح البحر يهدد بملوحة الدلتا.. والمراكز البحثية خط الدفاع الأول    رئيس مياه القناة يتابع سير العمل بمحطات وشبكات صرف الأمطار    وزير الخارجية يلتقي رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي    التصويت لإنهاء الإغلاق فى أمريكا يشعل معركة داخل الحزب الديمقراطى.. تفاصيل    الجيش السودانى يتقدم نحو دارفور والدعم السريع يحشد للهجوم على بابنوسة    كاف يحدد موعد مباراتي بيراميدز بدور المجموعات في دوري الأبطال    تطورات موقف آدم كايد من المشاركة في تدريبات الزمالك    ستاد القاهرة يستضيف مباراتى منتخب مصر الثانى استعدادا لوديتي الجزائر    أوباميكانو: هذا الثلاثي أسهم في نجاحي    موعد مباراة الأهلي وسبورتنج في نهائي دوري المرتبط لكرة السلة للسيدات    القبض على سيدة لسرقتها السيدات بأسلوب المغافلة في عابدين    «أمطار وشبورة».. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا الأربعاء وحتى نهاية الأسبوع (التفاصيل)    تاريخا جديدا بهتاف تحيا مصر فى أول مشاركة برلمانية بأكتوبر.. فيديو وصور    ضبط المتهمين في مشاجرة أنصار المرشحين أمام لجنة انتخابية بالأقصر    تأييد المشدد 3 سنوات لمتهم ب«أحداث عنف عين شمس»    شاب يقتل والدته والشرطة تطارد المتهم بشبرا الخيمة    انهيار زوجة إسماعيل الليثي أثناء دفنه بمقابر العائلة.. فيديو    القومي لثقافة الطفل يطلق البوستر الرسمي لملتقى الأراجوز والعرائس السابع    إحباط من المقربين.. حظ برج الدلو غدًا 12 نوفمبر    مراسل إكسترا نيوز ينقل كواليس عملية التصويت فى محافظة قنا.. فيديو    توجيه عاجل من الرئيس السيسي بشأن الحالة الصحية للفنان محمد صبحي    «سنة و50 يومًا» يحتاجها زائر المتحف المصري الكبير لمشاهدة كل القطع الأثرية المعروضة (تحليل بيانات)    إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ    إدارة التعليم بمكة المكرمة تطلق مسابقة القرآن الكريم لعام 1447ه    الهيئة العامة للتأمين الصحى الشامل تشارك بالمؤتمر العالمى للسكان والصحة    وزارة الصحة: الرئيس السيسى وجه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحى    وفد من جامعة الدول العربية يتفقد لجان انتخابات مجلس النواب بالإسكندرية    جائزة أفضل فيلم روائي طويل لفيلم ملكة القطن بمهرجان سالونيك السينمائي    رحلات تعليمية وسياحية لطلاب المدارس بالشرقية    «أنا مش العقلية دي».. ياسر إبراهيم يرفض الاعتراض على قرار حسام حسن    «رحل الجسد وبقي الأثر».. 21 عامًا على رحيل ياسر عرفات (بروفايل)    «العمل» تستجيب لاستغاثة فتاة من ذوي همم وتوفر لها وظيفة    إصابة 16 في حادث إنقلاب ميكروباص بطريق أسيوط الغربي بالفيوم    طن عز الآن.. سعر الحديد اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 أرض المصنع والسوق    "البوابة نيوز" تهنئ الزميل محمد نبيل بمناسبة زفاف شقيقه.. صور    هيئة محامي دارفور تتهم الدعم السريع بارتكاب مذابح في مدينة الفاشر    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    غرفة عمليات حزب الوعي تتابع سير العملية الانتخابية    خبير نرويجي: على إسرائيل تعويض الاتحاد الأوروبي عن تدمير مشاريعه بغزة    تأكيد مقتل 18 شخصا في الفلبين جراء الإعصار فونج - وونج    تحديد ملعب مباراة الجيش الملكي والأهلي في دوري أبطال أفريقيا    حسام البدري يفوز بجائزة افضل مدرب في ليبيا بعد نجاحاته الكبيرة مع أهلي طرابلس    وزير الصحة يبحث مع نظيره الهندي تبادل الخبرات في صناعة الأدوية وتوسيع الاستثمارات الطبية المصرية - الهندية    بسبب أحد المرشحين.. إيقاف لجنة فرعية في أبو النمرس لدقائق لتنظيم الناخبين    معلومات الوزراء: تحقيق هدف صافى الانبعاثات الصفرية يتطلب استثمارًا سنويًا 3.5 تريليون دولار    الصحة: الخط الساخن 105 يستقبل 5064 مكالمة خلال أكتوبر 2025 بنسبة استجابة 100%    جمارك مطار القاهرة تضبط محاولة تهريب كمية من مخدر الحشيش    هدوء نسبي في الساعات الأولى من اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب 2025    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. منى النموري تكتب : من ذكريات أولى ثانوية عامة
نشر في المشهد يوم 24 - 10 - 2015


(1)
كنت أما لطالب ثانوية عامة علمى رياضة لغات هذا العام. رغم قبولى العريض لعبثية السنة كلها، لم أستطع أن أمنع نفسى من القلق يوم النتيجة.كنا قبل الإفطار بدقائق حين تدفقت كل ذكريات يوم نتيجة الثانوية العامة الذى عشته منذ 28 عاما.
المكان: بيتنا فى مدينة كفر الزيات، الزمان: 23 يوليو 1987 ، الأسرة كلها تتعاون فى فرش البيت بعد معركة إعاده طلائه، عم عوف الكهربائى يعلق الأبليكات، وأنا ألمع الفازات. وأمى ترصص الأشياء فى المطبخ، كنا نعرف أن النتيجة فى خلال يومين ونحاول الإنتهاء من البيت قبل ظهورها. رن جرس الباب وفوجئنا بشخص يقدم لنا نفسه على أنه صحفى من جريدة الجمهورية، تلاه آخر من الأخبار، وجريدة الشعب يحملون جميعا خبراً واحداً: إبنتكم منى النمورى الأولى على القسم الأدبى!
ثم تلقينا تليفونا من مدام سيمون مديرة المدرسة، وتليفونات أخرى كثيرة لا أتذكرها. صاحت أمى: مش قلت لك انت من الأوائل؟ وهلل عم عوف، وصفقت عمتى التى كانت ضيفة عندنا، وسحب أبى رحمة الله عليه مصحفه ودخل غرفته بعد أن أكرم ضيوفه وساد الهرج والمرج وأنا لازلت غير مستوعبة لما حدث، أمسك بيدى فوطة صفراء وفازة كنت لا ازال ألمعها!
كان هذا قبل المحمول والإنترنت وكل وسائل الإتصال الحديثة المرعبة، ولأننى من سكان الأقاليم، تطوع أخى بالنزول الى القاهرة للتأكد من الخبر، فلم يكن للصحفيين مصداقية عالية فى بيتنا، وصحبه عم عوف ليطمئن عليه ولم أعلن الفرحة إلا حين كلمنا هاتفيا بعد عدة ساعات وهو يقول :" الجرنان ف إيدى اهه وصورتها فى الصفحة الأولى، إفرحوا بقى!" ، ثم توقف ليعزم عم عوف على كباب فى برج المنوفية!
لم أكن مصدومة، الفكرة أننى لم أعمل والمركز فى ذهنى، فقط كنت مطيعة لأمى لأول مرة وهى تنظم لى الوقت، فالكارثة الحقيقية التى يعانى منها طلبة الثانوية العامة الآن هو تشتت الوقت، إنعدام الأصل فى المعلومة، فهم يذاكرون من ملخص الملخص، ولا يشهدون عملية التلخيص هذه، والنتيجة أن المعلومة بالكاد تلتصق بأذهانهم، يطبعونها على ورق الإجابة وينسونها بعد ذلك مباشرة. فقط إستغللت الوقت بشكل مناسب ووقت للتدرب على الأسئلة والأهم أنه كان لدى خلفية ثقافية وأكاديمية متراكمة جيدة، تميزنى فى مواطن كثيرة.
كان إعتماد النتيجة بعد هذا بيومين، ومن المفترض أن يلتقى الوزير بأوائل الثانوية العامة، وإنتظرنا أن يتصل بنا شخص ما ليبلغنا بالمعاد والمكان ويدعونا رسمياً ولم يحدث! وكان على أبى أن يأخذ قراراً وكان رأيه أن الأصول أصول وأننى لن أذهب دون دعوة رسمية! وخرجت الصحف فى اليوم التالى وبها صورة عبير شحات ثانية علمى علوم تتسلم الجائزة وتحت الصورة سطر واحد: ولم تحضر أولى الأدبى لتسلم الجائزة!
كان هذا أول دروس حياتى العملية: ألا أنتظر الكمال فى منظومة الفوضى!
(2)
حين علت وجهى الكآبة بعد ان إنهالت علينا التليفونات تسأل لماذا لم أذهب لحفل وزير التربية والتعليم لاعتماد النتيجة - لأنه لم توجه لى دعوة لا رسمية ولا غير رسمية ولا حتى تليفون كعادة الحال مع أهالى الأقاليم - حاول أخى الأكبر أن يسرى عنى وعن أبى والناس كلها ويصحح الصورة، فأجرى إتصالاته مع بعض الأقارب فى القاهرة ورتب لى عدة لقاءات صحفية فى بعض الصحف والمجلات بالإضافة إلى ظهور على الهواء فى نفس موعد إذاعة حلقة الوزير والأوائل على التليفزيون المصرى، كأنها إستكمال للحلقة. كانت مدينة كفر الزيات كلها قد إغتمت حين لم أذهب وكأنها كانت تنتظر تلك المناسبة لتحتفل إحتفالها الخاص جدا. كيف لم ينتبه أبى رحمة الله عليه أننى فى هذا الوقت كنت إبنة البلدة كلها حين أصر أن الأصول أصول وأنه لا ذهاب كالمتطفلين بدون دعوة أو تليفون؟ كيف لم يربط بين إحتفالات الناس الخاصة فى البيوت وبعضهم لايعرفنى وبين أهمية أن أمثلهم وأرفع رأسهم؟ وحين إنهالت التليفون لتطمئن او تؤنب خرجت عمتى بحدوتة تنقذنا بها جميعاً أننى كنت مريضة بالحمى!
إستضافتنا عمتى فى القاهرة ، كنا نخرج يوميا انا وأخى من الصباح ونعود فى المساء فى عز الحر، وكانت صدمة القاهرة المزدحمة مقارنة بمدينتى الصغيرة الهادئة الخالية من المواصلات سوى الحنطور والدراجة والسيارات الخاصة مرعبة. كنت أحضر للقاهرة قبل ذلك لمناسبة او أخرى، فى عربة مقفولة بسائق، أما أن أكون فى شوراعها المجنونة هكذا حتى ولو فى حمى أخى كان صعباً علىّ.وكان لتجربة الأيام الحارة الثلاث بالغ الأثر فى مسألة إختيار الكلية، لكن تلك قصة أخرى!
بدأت أعيد تأكيد قناعاتى عن الصحفيين بعد أول تجربة مباشرة معهم. كان مما كٌتب عنى أن الصحفى الهمام دون ذكر أسماء دخل عندنا ليجدنى للتو خارجة من صلاة العشاء، وسألنى إن كنت اتوقع أن أكون من الأوائل أم لا وأننى رددت عليه قائلة أننى كنت اتوقع هذا لولا مادة التاريخ التى لم أحسن فيها كما تمنيت!! ثم حين بشرنى بالنتيجة خررت ساجدة!! لم يحدث أى من هذا.كنت ألمع الفازات وننظف حين أتانا الصحفيون وكنت متفاجئة ومرتبكة.
كان الوسط الإعلامى كله يثير ذعرى، بمرونة كلماته وسهولة إعادة تشكيلها لتناسب الحدث والمساحة المطلوبة، كنت بدأت أربط بين كلمات الإعلام الرنانة وكتب المواد الإجتماعية التى كنت اذاكرها واحاول أن أبحث عن تطبيقاتها فى أرض الواقع ولا أجد. أخذت موقفاً صارماً من الإعلام، ناكراً حتى لمحاسنه أو مميزاته. كان هذا فى الثمانينيات قبل ظهور الصحف الخاصة والمستقلة والصحافة الإلكترونية بما لها وما عليها. سنوات مرت وأفكار كثيرة جدت ثم إنتهى بى الأمر اننى أكتب لكم الآن من صحيفة ومن قبلها صحف أخرى كثيرة ، بل وتزوجت من صحفى ولى الكثير من الأصدقاء الصحفيين الأمناء! الألوان ليست فقط أبيض وأسود!
وكان هذا ثانى دروس الحياة الصعبة، ما ترفضه اليوم، قد تمارسه غدا.!
(3)
كان المتوقع من أوائل الثانوية العامة القسم الأدبى فى اواخر الثمانينيات أن يلتحقوا بكليات القمة وقتها، إما الإعلام أو السياسة والإقتصاد. لم تكن أى من الكليتين من أحلامى. كان حلمى الذى تبلور فى المرحلة الثانوية هو دراسة اللغات ، رغبة قديمة فى معرفة الشعوب الأخرى ودراستها عن طريق أدق وأجمل ما فيها: الأدب. كنت مفتونة بحركات الترجمة والاحتكاك الثقافى بين الشعوب، وكانت رغبتى ان ألتحق بكلية الألسن فى القاهرة.
بكى أبى لأول مرة! أبى، الجبل الشامخ، رجل المهمات الصعبة، خريج جامعة القاهرة فى الخمسيينيات وجدته مهزوزاً لفكرة أن تترك إبنته حضنه وتعيش فى القاهرة! وقفت فى صفه أمى، خريجة جامعة القاهرة ايضاً التى تتلمذت على يد طه حسين. كلاهما أشفق علىّ من تجربة الغربة وحشدا الحجج لإقناعى أن كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية فى أقرب جامعة وهى جامعة طنطا هى البديل الصحيح والسليم لى من كليات القاهرة، بما فيهم الجامعة الأمريكية التى قدمت لى منحة مجانية للدراسة! قالا ان الغربة مضناة، وأنه لاراحة إلا فى بيت الإنسان، وأن اجمل شيء أن أكون فى حضنهما آخر الليل، وأن راحتى فى بيتى ستؤمن لى التفوق بقية حياتى الدراسية ووو..كلام كثير بدا مقنعاً ودوافعه نبيلة. كانت منى ذات السبعة عشر عاماً لاتملك من الخبرة ولا وضوح الرؤية ما يكفيها لتتخذ قراراً مخالفاً، وكانت الأيام الثلاث المفزعة التى قضيتها فى العاصمة وقت النتيجة فى خلفية ذهنى وانا أستعرض كلمة "القاهرة" فى خيالى صحواً وقياماً، لم أكن أعرف عن الجامعة الأمريكية شيئاً ولم يكن هناك فى محيط علاقاتى أى من خريجيها لأسأله ولم تكن بالطبع ثورة المعلومات قد بدأت لأسترشد بها. بدا كل شئ مرهقاً وغامضاً وكان وجهى أبوى القلقين فى إنتظار قرارى يصاحبانى ليلاً ونهارا ويصعبان الأمر على. ً
آداب طنطا إذن!
أتخيل الآن ان الدولة كان لابد لها من التدخل، ربما كان عليها جمع الأوائل وأهاليهم فيما يشبه الرابطة وإعطائهم توجيهات ونصائح للمستقبل، ومراعاتهم فى سنواتهم المقبلة بما يؤمن لهم استمرار الازدهار، ودراسة حالاتهم وتوفير أفضل الفرص لكل واحد منهم. تكونت رابطة بعدها بحوالى 13 سنة على يد حسين كامل بهاء الدين، احتفلنا فيها عدة مرات وتناولنا العشاء وأخذنا الكثير من الصور التى إنتشرت فى الإعلام وإنتهى الأمر عند هذا الحد!!
جاء موعد كتابة إستمارة التنسيق. ورقة نلصق عليها طوابع بأسماء الكليات المرغوبة. ذهبت إلى مكتب التنسيق بالإستمارة وعليها رغبة واحدة: آداب طنطا! لكننى فوجئت بالموظف يقول لى عفواً لابد من إستكمال 48 رغبة! " يا سيدى! انا أولى الثانوية العامة القسم الأدبى هذا العام، ألا تعرفنى؟ أى رغبة أريدها ستلبى لى بطبيعة الحال!!"
" أعرفك وكنا بإنتظارك، لكن لا مفر من إستكمال بقية الرغبات!"
وقفت أنا وأخى على الشباك نستكمل بقية الرغبات بعد الرغبة الأولى كما يحلو لنا. وضعنا مما وضعنا هندسة إلمنيا وطب أسيوط وصيدلة القاهرة!!
(4)
دخلت أنا أولى الثانوية العامة جامعتى الإقليميةنزولاً على رغبة اهلى وخوفاً عليّ من القاهرة.جامعات الأقاليم لا تختلف كثيراً عن الجامعات الأم الكبيرة إلا فى عشوائية بعض الأشياء مثل مبانيها وصغر حجم مدرجاتها أو إنضمام كليتين معاً فى مكان واحد مما يسبب إزدحاماً مبالغاً فيه للطلاب وللأساتذة. وربما تبتعد جامعة الأقليم عن دائرة الضوء قليلاً مما يسمح لبعض الأساتذة أن يفعلوا ما يحلو لهم على مستويات عدة، وهو ما يحدث أحياناً فى الجامعات الكبيرة لكن ربما بأسلوب أكثر أناقة وأحياناً بنفس الأسلوب. كان هذا فى الثمانينيات قبل دخول معايير الجودة فى التعليم العالى وتقنين كثير من الأمور وتحسن الأوضاع فيما يتعلق بالمبانى والتقنيات وإن كنت أعترض على تطبيق الكثير من معايير الجودة التى تجعل الأمور لامعة على السطح بينما لا تختلف كثيراً فى أرض الواقع.
كتبت هذه الفقرة عزيزى القاريء وأنا فى مقهى فى وسط القاهرة التى أعيش فيها منذ عشرين عاماً بعد زواجى وبعد ان أنهيت جلسة مع طبيبى النفسى الذى يعالجنى من الأرق.ليلة أمس قضى أهل القاهرة جميعاً ليلة عجيبة مع إنفجارات بدت متزامنة فى عدة أماكن من القاهرة الكبرى، وشهد بعض الناس أن الصوت كان مثل يوم القيامة وفوجئنا فى الصباح أن التفجير كان فى مبنى أمن الدولة فى شبرا الخيمة وأنه رغم فظاعة الصوت لدينا فقط عدد من الإصابات دون وفيات!! أمر عجيب حقاً! ولماذا يسمع هذا التفجير أهالى الهرم الذين يبعدون ما يقرب من أربعين كيلومتراً عن شبرا الخيمة؟ ولماذا سمعه الناس فى مدينة نصر أيضا؟ وكيف لتفجير بهذا الحجم أن يسفر عن إصابات فقط؟ هل هناك ما لانعرفه؟ وكيف نعرف أننا نعرف الحقيقة؟
وماعلاقة هذا بما أكتبه عن ذكرياتى كأولى للقسم الأدبى عام 1987 على القطر المصرى كافة؟ وعن دخولى جامعة إقليمية بدلاً من كليات القمة فى القاهرة؟
أرجوك إعمل عقلك معى عزيزى القارئ. فأنا مشوشة فيما يتعلق بالحاضر والماضى. كنت أظننى أقدر على سرد الماضى وتحليله وجذبك لتنتظر مقالى أسبوعياً وربما تستفيد شيئاً أولاتستفيد، ربما تعقب على مسألة الجامعة بأننى شخصية ضعيفة لم تستطع تحقيق أحلامها،و ربما تقول "دحيحة" ولا يعكس كونها أولى الثانوية العامة أى شيء عن مستوى ذكائها، ربما تتهم الأهل بالتقصير، وتتهم الدولة بإهمال أوائلها،وربما ترمى بالجريدة فى القمامة أو تغلق موقع المشهد لو تقرأ على الشبكة أو تغير المقال، ربما تفعل كل هذا ولن ألومك.
لكننى أظن أننى أتحدث عن التفجيرات ليس فقط لأنها تٌربكنى بل لأننى أحاول الهروب من الرجوع إلى الموضوع الأساسى وهو الإعتراف بأنه رغم أننى تفوقت فى كليتى الإقليمية وإستفدت من كثير من أساتذتى الكرام فيها، إلا أننى كنت أستحق ماهو أفضل على ما أظن، نوع آخر من الدراسة يربى فى عقلى التفكير النقدى وينمى شخصيتى فى إتجاه مغاير غير منظومة التعليم المصرى العقيمة وأن هذا لاعلاقة له بالجامعات الم فى القاهرة التى هى جزء من نفس التعليم. سافرت كثيرات من صديقاتى الأكثر شجاعة ودرسن فى القاهرة وحدهن وأكملن الحياة فيها، وإلتقيت ببعضهن بالمصادفة عند نفس الطبيب النفسى!!
(5)
تخرجت من جامعتى الإقليمية بتفوق أثبت صحة وجهة نظر أبوى فى رفضهم لسفرى للدراسة فى القاهرة.
لكن المشكلة الحقيقية فى الجامعة الإقليمية كانت فى جودة دراسات ما بعد التخرج، أى التمهيدى والماجستير والدكتوارة. فالتمهيدى ماجستير الذى لابد من إجتيازه للتسجيل للماجستير ليس بالضرورة على مستوى يؤهل الباحث بالفعل لما قد يحتاجه من معرفة وعدد الحاصلين على درجة الأستاذية ليس بالضرورة عدد كاف فى كل التخصصات، وبالتالى لابد من الإستعانة بأساتذة فى جامعات أخرى. ظهرت هنا أزمة نظرة الجامعات الأم لخريجى الجامعات الإقليمية، فهى نظرة بالضرورة دونية وتسلتزم جهداً فردياً خارقاً لتغييره.ورغم انه حٌكم فى المطلق لايليق بأساتذة الجامعة إلا أن له ما يبرره فى بعض الأحيان.ويبدو أنه مايشبه الإتجاه العام فالجامعات الحكومية المعترف بها فى مصر هى جامعة القاهرة أوعين شمس ومن بعدهم الأسكندرية وفى بعض التخصصات ظهرت جامعات إقليمية إشتهرت بتميزها فى مجالات طبية على وجه التحديد. لكن النزعة العامة تشبه السؤال التقليدى " إنت اهلاوى ولا زملكاوى؟" لو قلت أنا غزل محلاوى لنظر الناس لك بشك وريبة.
من ضمن ما أحزننى لسنوات طويلة كان قبولى كطالبة للماجستير عند الأستاذة العظيمة رضوى عاشور، وحددت معها الموضوع وجمعت المادة العلمية بالفعل ثم بسبب خلاف مع جامعتى حول طالب آخر نابه وفى لحظة غضب عارمة (ندمت عليها الأستاذة بعدها وكانت من القوة والعظمة أن تعتذر لى بعدها بسنوات) رفضت تسجيلى للماجستير بعد قبولى!!
النتيجة كانت كثيرا من سوء الحظ فى التسجيل للماجستير، مقترناً بكثير من الأخطاء الشخصية داخل مكان عملى الجديد والسبب الطبيعة الشخصية وقلة الخبرة التى إقترنت بالبقاء فى حماية الأسرة فترة طويلة، ولن ننسى المناخ العام الذى لاتحكمه قواعد أخلاقية حقيقية يمكن الإرتكان إليها. سجلت الماجستير مع أساتذة كرام آخرين ثم تزوجت وإنتقلت للقاهرة، الزواج تفصيلة فرعية للغاية، لا، ربما ليست فرعية تماماً عزيزى القارئ. لكنها ليست ذات قيمة كبيرة فى هذه اللحظة من السرد.الإقامة فى القاهرة والعمل فى طنطا هو قطعة من العذاب كان على أحد أن ينبهنى لخطورته. فلو كنت قد إعتمدت على أن الكثيرين من الأساتذة أغلبهم من الرجال فى مثل حالتى كان لابد أن أدرك ان وضعى كزوجة وأم محتملة يجعل الأمر شائكاً. كنت فى شبابى وبصحة جيدة وكنت أسافر عدة مرات فى الأسبوع لأداء عملى لكن الأمر تعقد فيما بعد. وكنت فى سفرى افكر أحياناً فى غرابة القدر الذى جعل أبى يرفض سفرى للدراسة ويوافق على سفرى للزواج.
إجتزت الماجستير بنجاح ممزوج بحزن عميق لما إكتشفته من صعوبة الحياة فى الجامعة وصعوبة الحياة فى القاهرة وصعوبة الحياة بوجه عام والأهم أن أبى كان قد توفى قبيل المناقشة بوقت بسيط. كنت وحيدة للغاية سوى من جنين فى رحمى حضر معى المناقشة فى شهره الثامن.
(6)
رحلة أوروبا
فى سلسلة مقالات ذكريات أولى ثانوية عامة والتى أسترجع فيها ما مرت به منذ عام 1987 كأولى على القسم الأدبى لم آت على ذكر حدث هام تلا النتيجة بشهر واحد، ألا وهو رحلة عواصم أوروبا التى تنظمها جريدة الجمهورية بالإشتراك مع وزارة التربية والتعليم وبمساهمة من محافظات الأوائل أنفسهم. وجدت إستدعاءً من الجريدة للحضور للترتيب ومعرفة الأوراق المطلوبة. كانت الرحلة فى السنوات الماضية تحتوى على فيينا وباريس وروما وبرلين وتستمر شهرأً كاملاً، لكن فى ذلك العام ولصعوبات مادية كانت تواجه الجريدة أو الوزارة تم إختصار الشهر إلى ما يقرب المنتصف وإقتصار الأمر على فيينا وألمانيا فقط.
ذهبت إستخراج أول باسبور فى حياتى، وجدت الموظفة فى جوازت طنطا تعرفنى، فصورتى على الجواز كانت هى نفسها المنشورة فى الجريدة، بعض من الشهرة لايضير!
قبل الرحلة تجمعنا عدة مرات داخل الجريدة للتعارف و تلقى التعليمات الخاصة بالملابس وخلافه. قابلنا رجلا عظيما ظل يؤثر فى حياتنا لعدة سنوات و لاتزال سيرته العطرة فى صدورنا بلا شك. أ. أحمد أمين، من العلاقات الثقافية الخارجية بالوزارة. رجل أوروبى الملامح والسلوك، شرقى الكرم والأصل. يتحدث الألمانية بطلاقة اهل البلد، وعدة لغات بجانبها، كان خير دليل وقائد مجموعة.
كان معنا عدد من صحفيين جريدة الجمهوريةلايقل عن عدد الأوائل المستضافين بلا أى فائدة أتذكرها. عدد كان لابد وأن يٌختصر للربع ليتم إستضافة عدد أكبر من أوائل الجمهورية، لكن بالطبع رحلة مثل هذه لابد وأن وراءها كم محترم من المحسبويات والحسابات لم أكن لأعلم عنه شيئاً فى السابعة عشر.
عرّفنا أ. احمد على بعضنا البعض كأوائل لأول مرة! أتذكر الآن ياسر أول علمى علوم، محمد اول علمى رياضة، عبير شحات ثانية علمى رياضة، بسمة شومان رابعة علمى علوم، حسن ثالث علمى علوم وبالطبع حمدى ثانى الادبى من المنيا رحمة الله عليه..تخوننى الذاكرة فى الأسماء الكاملة وكان أول تعليماته الصارمة: " تعليماتكم منى أنا مالناش دعوة بالصحفيين مع إحترامنا ليهم!"
كنت ممن سمعوا الدرس وعصوه. ولم أسمع منه كلمة تأنيب واحدة لكننى لاأزال أتذكر نظرته اللائمة.
علمنا أ. أحمد أمين من ضمن ما علمنا اننا عن حق سفراء لبلادنا فى كل مكان نطأه، وليس القصد هنا أن نرفع رأساً فارغاً لأعلى، بل نتصرف ببساطة وعن يقين، من أول ألا نحدث ضجيجا ونحن نأكل أو نتكلم، وأن نمشى بإحترام دون أن نضايق أحداً، وأن نعيد الكرسى لمكانه بعد القيام من على مائدة الطعام فى المطعم، وإلقاء القمامة فى مكانها ، وإحترام المواعيد بل وترك هدايا صغيرة مصرية فى كل فندق نذهب إليه أو مطعم يخدمنا بإستمرار. أشياء اتذكرها وأمارسها كلما سافرت للخارج.ظللنا على إتصال لوقت قريب ثم دخلت مفرمة الحياة فنسيت.
سلام عليك أ. أحمد امين أينما كنت!
(7)
الدال نقطة
مرت سنوات العمل منذ تم تكليفى فى الجامعة فى دأب مستمر للإنتهاء من الماجستير ومناقشته واللهث وراء الدرجة ثم التسجيل للدكتوراة والإنتهاء منها ومناقشتها ثم اللهث وراء الدرجة وهكذا كان عيب الجامعة الإقليمية الحقيقى فى علاقتك كباحث بالمشرفين والأساتذة الكبار فى كل مجال تخصص فى الجامعات الأم ، فأنت بالنسبة لهم غريب، لم تكن تلميذهم بالفعل أبداً. أما عن علاقة التلميذ الملتبسة بمشرفه أيا كان فهى لاتختلف كثيراً من الجامعات الأقليمية الى الجامعات الأم. أحمد الله ان حظى فى الدكتوراة كان حسناً وتتلمذت على يد أستاذة قديرة وإن لم يخل الأمر من كثير من التوتر والشد على مستوى الكلية، فقط بالقدر الذى قد يمرض الباحث و يدخله فى مجموعة من العمليات، لكن تلك قصة أخرى!
لكن هذا كوم، وأن يتصادف كون الباحث إمرأة وأم وزوجة وتعيش على بعد 150 ك من مكان عملها شيء آخر. هو يعنى ببساطة أن يتم البحث فى جو دائم من الكراهية لما تفعل من معظم من حولها، اللهم إلا من القلائل الذين يعرفون أن الفشل يعنى خيبة أمل عميقة، وأن المرأة ليست بالضرورة مضطرة لأن تختار بين هذا وذاك لو وجدت من يحترمها ويحنو عليها ويحمل المسئولية معها، وأن إستمرار التوتر هو ضرب من الجنون.
أسائل الآن فكرة أن التكليف فى الجامعة تشريف عظيم، ودلالة على النجاح والسمو والرفعة. لا أفهم لم هو كذلك. وقعت مثل معظم الناس فى هذا الفخ، لكننى لم أنتبه فالوصول له كان بنفس الطريقة التى عشت بها حياتى فى الإعتيادى: التفوق العلمى. وكأنه من الطبيعى أن ينتهى الأمر بأول الثانوية العامة فى سلك الجامعة. لكن ولم هو بالطبيعى؟ هب أن أولى الثانوية العامة قررت أن تصبح مصممة أزياء، أو سيدة أعمال، أو أم وقتها كله للبيت، أو حتى ممثلة، ما الضير فى هذا؟
أنا لا أشكو مما وصلت إليه .أنا فقط أتساءل عن صحة حتمية هذا. أنا أحب التدريس بالفعل، وأحب طلابى، وأحب تأثيرى الايجابى عليهم والصبر فى التعديل منهم.وهناك غيرى من أساتذة الجامعة ممن لايحبون التدريس ولا يحبون طلابهم لكن يحبون تأثيرهم عليهم ولايصبرون على التعديل منهم، شأننا شأن كل المدرسين فى أى مرحلة عمرية. قد تسأل نفسك أين المشكلة إذن ؟ المشكلة فى المناخ العام للجامعات المصرية التى تجعل من السلك الجامعى تراتبية هرمية تشبه الجيش بل وتفوقه فى الصعوبة احيانا، المشكلة فى جو الشلل والمؤامرات والنميمة، والمشكلة فى جو الصفقة الذى يغلب على علاقة الأستاذ بطلابه فى أغلب الأحيان: الطالب يشترى الكتاب الجامعى والأستاذ يسهل أمر الإمتحان، إلا أنه فى كثير من الأحيان يلتزم الطالب بدوره فى الصفقة ولا يلتزم الأستاذ! وهنا لا اختلف الجامعة الإقليمية كثيرا عن الجامعات الأم. والمشكلة الأهم هى أن الجامعة أصابها ما أصاب المجتمع المصرى كله من تراجع حاد فى الكفاءات والأخلاق لتستقرالجامعة مثل كل المجتمع فى قاع التل.
(8)
خلاصة القول!
خلاصة القول فى الأجزاء السبع السابقة من هذه السلسة عن ذكريات أولى ثانوية عامة فى القسم الأدبى أن أوائل الثانوية العامة ليسوا محصنين ضد الفشل أو التعب أو الإنهيار أو فقدان الهدف، وأنهم لو فى دولة تقدر التفوق العلمى لابد وأن يتم العناية بهم بشكل خاص، وتقديم العون لهم فى التوجيه والدعم المالى والنفسى والمعنوى، بل وإيفادهم للدراسة بالخارج ليعودوا علماءً نافعين، وأنه لو تولت الحكومة بالتعاون مع رجال الأعمال مهمة توفير تعليم متميز لهم لإستفادت البلد ولصلٌح الحال.
وخلاصة القول أيضاً أن التفوق العلمى فى الثانوية العامة وحده لايكفى لضمان إستمرار النجاح، لأنه لايعنى بالضرورة إكتمال مقومات الشخصية ولا قوتها ولا وضوح الرؤية أمامها. هذا ما خَبرتٌه عن نفسى وانا التى كنت أولى الثانوية العامة عام 1987 أى حين كان التعليم لايزال مجدياً وكان طلبة الثانوية العامة يحضرون الى المدرسة من أول يوم إلى آخر يوم، ويستفيدون من أساتذتهم فى المدرسة وأساتذتهم يدرسون كما يرضى الله ولا يبخلون بوقت ولا جهد، حين كانت المجاميع تعبر بالفعل عن مستوى الطالب ولاتعبر عن مدى تمكنه من عبور الإمتحان ولا شطارته فى التغلب على صعوباته. كنت أولى الثانوية العامة بمجموع 94% وليس 100% لأنه لايوجد من يحقق الكمال ابدا، حين كان التعليم لايزال موجه للتعليم ذاته وليس موجه للإمتحان، حين كان الطالب يستذكر ويفهم ويلخص بنفسه ، أى قبل ظهور الملخصات والملازم و" الشيتات" التى تحوى ملخصات الملخصات. أى حين كان التعليم أكبر من مجرد ورقة عليها كلام بالحبر أن فلان الفلانى قد حصل على كذا وكذا. لا أستطيع أن اتخيل ماهو الوضع الآن بعد ظهور التعليم الموازى وتفشيه فى البلاد، وبعد ان خلت فصول الثانوية العامة من طلابها فى كل المدارس، والكل يعلم هذا والكل متواطيء، وبعد أن أصبحت مراكز الدروس الخصوصية أى " السناتر" هى المدراس الحقيقة، يعيش من ريعها الأساتذة ملوكاً، يقضون وقتهم فى إيجاد أسهل الطرق لإجتياز الإمتحان والتفوق به وليس فى تعليم الطلاب التفكير النقدى أو حتى أى معرفة حقيقية. ما الذى يعرفه أول الثانوية العامة هذه الأيام؟ ما الذى تعلمه بالفعل ليعينه فى السنوات القادمة؟ هل تنصف الدولة أوائلها وتربى جيلاً من العلماء مثلما فعلت أيام النهضة، أى أيام محمد على باشا؟
بعد أكثر من عقدين من الزمن، اتمنى لو كنت إتخذت قرارات مختلفة فى مراحل عدة من حياتى. كنت بالفعل أجبن وقتها من أن أقف و أتمسك بها. ربما أعطتنى هذه السلسة الفرصة لأن أنظر للوراء وأقيم حياتى العلمية والمهنية بعض الموضوعية. لا ألقى اللوم كاملاً على أهلى او على الدولة. على الشخص أن يختار وان يتحمل مسئولية إختياره، وهذا ما أحاول زرعه فى إبنى، ولا أجبره على أن يصحح لى اخطائى أو تحقيق أحلامى. جٌل أملى أن يحقق هو أحلامه ويتجنب اخطاءه.
المشهد .. لاسقف للحرية
المشهد .. لاسقف للحرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.