عفواً معالي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مازال الشعور بانعزال الجزر الحكومية تكنولوجيا يزداد يوماً بعد يوم، مئات البروتوكولات والاتفاقات لم يتم تفعيلها، وعشرات المبادرات لازالت "حبر على ورق" وحبيسة الأدراج، أو ذهبت أدراج الرياح حزناً على ذهاب موقعيها، لم نلمس تحسناً مباشراً على أرض الواقع في العديد من الخدمات الحياتية للمواطنين نتيجة هذه التفاهمات مع تغير الحكومات والوزراء..ومازالت قطاع تكنولوجيا المعلومات يعمل في وادي، وباقي الوزارات تنأى بنفسها عن طلب المساعدات التقنية. عفواً معالي الوزير، لست سياسياً ولكنى أعلم جيداً أن المنظومات المتحضرة تسير وفق سياسات مدروسة تفرز خططاً قريبة وبعيدة المدى لترسم الخطوط العريضة والدقيقة للإستراتيجيات، وما يكون دور القادة حينئذ إلا تنفيذ خطوط وخطوات إستراتيجيات قطاعاتهم، ونحن في قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات نبدأ دائماً من نقطة الصفر أو بالقرب منها بتغير كل قيادة..على الرغم من فرضية وجود إستراتيجية معتمدة. عفواً فالتصريحات التلفزيونية الأخيرة غٌلّفت بتعبيرات لينة ومطاطة، لم تشف قلوب كثيرين، فلم يكن هناك ردود صريحة كافية شافية على معظم الأسئلة التي تشغل وتؤرق بال الغالبية، فلا جزم بطرح رخصة رابعة من عدمه، ولا أصبحنا على علم بخطوات إصلاح وتحسين خدمات الإنترنت وتسعيرها المرتقب، ولا أدركنا ما مصير التابليت "إينار" الذى أعلنتم إطلاقه رسمياً منذ سنوات ..اللهم إلا أن التكنولوجيا تم حصرها في تطوير المنظومة التعليمية فقط لرصد "تزويغ" الطلبة. عفواً معالي الوزير فقد أدهشني عدم التنسيق في أكبر مؤتمر بحثي يقام في اليابان الشهر المقبل تحت رعاية الأممالمتحدة وتشارك فيه مصر، بل وربما راودني الشعور بأنها كانت المرة الأولى التي يعلم الكثيرين بوجود مؤتمراً في هذا التوقيت بهذا الإسم من الأساس. عفواً معالي الوزير فقد عجزت شخصياً عن إحصاء أو تدوين أو الإلمام بالصفات المطلوبة في شخص الرئيس الجديد للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، ولا أعتقد أن هذه السمات من الممكن أن تجتمع في بشر، وأغلب الظن أن غالبية رؤساء الجهاز السابقين لم يحظوا بشرف فحص هذه الصفات، وينتابني شعورٌ خفي أن وضع هذه الاشتراطات مقصود لتعجيز حالمين بالمنصب، إلا أن عزائي الوحيد هو ثقتي في اختياراتك التي ننتظرها، خاصة بعد تأكيدك على تمتع قادة كثيرين بهذه الصفات مجتمعة. عفواً معالي الوزير فبصماتك منذ زمن في كل أرجاء القطاع، وثقتنا في شخصك وخبرتك وأدائك ووطنيتك غير منقوصة، وأملنا فيك غير محدود، وأحلامنا تسبق آمالنا..ونتمنى أن يتحقق بك حلمنا. لا سقف للحرية لا سقف للحرية