"ينظم المحلس الأعلى للثقافة – لجنة الشباب - ندوة عن دور الإعلام المصري في ظل المتغيرات المعاصرة يوم الأربعاء الموافق 30 سبتمبر 2015 الساعة السادسة والنصف مساء بالقاعة الرئيسية في المجلس الأعلى للثقافة" إلى هنا والمجلس الاعلى يؤدي دوره في صياغة السياسات ومراقبة الأداءات.. وكله تمام التمام.. لكن في التفاصيل يكمن الشيطان.. وهنا يكمن بقوة ويستعد بشراسة. يبدو أن البعض تلقى نبأ تولي حلمي النمنم حقيبة وزارة الثقافة على أنه إشارة البدء لإعادة الفلول إلى صدارة المشهد الثقافي والإعلامي توازيا مع عودتهم إلى المشهد السياسي بقوة رأس المال المنهوب من الشعب ودعم جبار من رجال دولة مبارك العميقة؛ مما حدا بأفراد وجبهات إلى الإعلان عن الانسحاب من خوض الانتخابات البرلمانية كما فعل نور فرحات وعمار علي حسن وجبهة صحوة مصر كاملة. اللافت هذه المرة أن الداعم لعودة الفلول هو المجلس الأعلى للثقافة الذي أعلن عن ندوة "دور الإعلام المصري في ظل التغيرات المعاصرة" وتقام اللجنة من خلال لجنة الشباب، وضيوفها: اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية المقال بعد مهاجمة المسلماني له في يوم السبت 20 يناير 2014 بقوله: طارق المهدي محافظ فاشل لمحافظة عظيمة. والثاني مفيد فوزي الوجه الأبرز لمقدمي برامج مبارك التلفزيونية وحواراته قبل الإطاحة به بعد سلسلة الحوارات التي أجراها عماد الدين أديب مع المخلوع في حملته الرئاسية. والضيف الثالث هي الإعلامية سناء منصور التي صعد نجمها في عام 1999 بعد إعدادها مجموعة كبيرة من البرامج عن إنجازات المخلوع ووفقا لتصريحها في الأهرام يوم السبت 11 سبتمبر 1999م :[أعدت القناة الفضائية مجموعة من البرامج الخاصة بمناسبة الاستفتاء علي مبايعة الرئيس مبارك لفترة ولاية رابعة مع إنجازات18 عاما علي أرض مصر.. وصرحت سناء منصور رئيس قطاع القنوات الفضائية بأن هذه البرامج سوف تستعرض المشروعات القومية والعملاقة في ضوء حقائق وأرقام موثقة وستنقل صورة حية من قلب هذه المشروعات وأحاديث يلقيها الخبراء والمواطنون حول تلك المشروعات. وأضافت أن هناك عشرات البرامج التي تجوب المناطق المختلفة لتغطية شتي مجالات التنمية ومنها( المستقبل يبدأ الآن) والذي يصور المشروعات القومية في توشكي وخليج السويس وشرق العوينات وشرق بورسعيد وترعة السلام وكثير من المشروعات وبرنامج( صديق البسطاء) الذي يلقي الضوء علي قرارات الرئيس مبارك التي ساهمت في رفع المعاناة عن كاهل المواطنين واهتماماته في كل المحافل بالحياة المليئة بالرفاهية والأمان للمواطنين.. كما تجري تلك البرامج لقاءات مع العديد من السياسيين ورجال الاقتصاد وكبار الكتاب. ومن البرامج أيضا التي تتناول رحلة إنجازا تعصر الرئيس مبارك( سيدي الرئيس.. شكرا) حول قضايا المواطنين الإنسانية واهتمام الرئيس بها من خلال لقاءات مع المواطنين الذين أولاهم اهتماما خاصا كمتابعة الطفلة ليلي وإعادتها إلي أبيها من فرنسا وأمر الرئيس بعلاج بعض الحالات علي نفقة الدولة ومتابعة حالتهم الصحية. وأيضا برنامج( كنا وأصبحنا) لذي يتناول بالأرقام أوضاع البنية الأساسية في عام1981 والطفرة الكبري التي تحققت في نموها علي مدي فترة عصر الرئيس مبارك في شتي المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والصحية والتعليمية والسياحية في ضوء المتغيرات العالمية. وأشارت سناء منصور إلي أن هذه البرامج سيتم عرضها علي الفضائيتين المصريتين الأولي والثانية في صورة فقرات علي مدار24 ساعة.] لا يتوقف الأمر عند هذا – فوفق مصادر للمشهد – فإن مديرة الندوة رانيا يحيى هي ابنة لواء الشرطة يحيى سعد زغلول وقد عينت معيدة فى الكونسرفتوار ثم انتقلت إلى معهد النقد بعد (خناقة كبيرة) مع الدكتورة ايناس عبد الدايم التي كانت مشرفة رسالتها. الجدير بالذكر هو أن الشخصيات المذكورة لا علاقة لها بالإعلام الجديد وما احدثه من اثر في نظم الإعلام التقليدي، وليس لها أي بصمة فيه، ولم تتجاوز عتبة ماسبيرو وبرامج دعم مبارك. فهل لجنة الشباب لا تعرف شباب الإعلاميين الذين صنعوا التجربة الإعلامية؟ ألا يعرفون أساتذة كليات الإعلام وأقسام الصحافة؟ ألا يعرفون إلا من فوق الستين؟ وحتى مديرة الندوة عازفة الفلوت هل يتم تجهيزها لتظهر على شاشات الفضائيات مقدمة للبرامج بعد انتهاء صلاحية عدد من مذيعات رجال الأعمال والنظام؟ وهل تم إقامة هذه الندوة بمعرفة لجنة الشباب فعلا؟ ربما يبدو الأمر حادثا عارضًا للبعض لكن كل تفاصيله تشير إلى غير ذلك.. وما سيكشف ذلك هو رد فعل لجنة الشباب أو أمين المجلس الأعلى أو وزير الثقافة.