اجتمع د. محمد صابر عرب وزير الثقافة مع أعضاء لجنة الإعلام بالمجلس الأعلي للثقافة، وتم طرح عدد من المشكلات الثقافية الحالية وتشخيصها وحلول مقترحة قابلة للتنفيذ ضمن خطة وزارة الثقافة، وقد اقترح وزير الثقافة بعض الحلول في الوقت الراهن لمواكبة هذه المشكلات بالتعاون مع الوزارات المعنية وبخاصة الشباب والتربية والتعليم والتعليم العالي والإعلام للوصول للحلول المطلوبة في تشكيل الثقافة المصرية العامة وفق مقتضيات الوقت الراهن. كما توجد بعض الحلول التي تستوجب تعديلات تشريعية والبعض يحتاج إلى خطاب إعلامي على مستوى عال مؤكدا على ضرورة التواصل مع د. درية شرف الدين وزير الإعلام لطرح فكرة ترك وقت للعمل الثقافي بالتليفزيون لما تمتلكه وزارة الثقافة من تراث ثقافي ومسرحي وأفلام تسجيلية لم تعرض في التليفزيون. مطالباً لجنة الإعلام بتقديم برنامج يكون هو المحتوى الذي يقدم في ذلك التوقيت، وكذلك التواصل مع وزارة التربية والتعليم على أن يبدأ التعليم والاهتمام به مع طلبة المدارس الابتدائية وتغيير المناهج من خلال الاستعانة بوزارة الثقافة، وعقد اجتماع بين الحين والآخر بين لجنة الإعلام ووزير الثقافة، رفع مذكرة لرئيس الوزراء بشأن تعيين المستشار الثقافي بحضور وزير الثقافة لأنه يمثل واجهة مصر في الثقافة، عقد جلسة حوارية مع رؤساء القنوات الخاصة من خلال رؤوس موضوعات محددة يتعلق بعضها بالقضايا الاجتماعية والمهنة وقضايا العنف وغيرها، والتركيز على اللغة والمحتوى الذي يتعامل فيه مع المجتمع وخاصة في المرحلة التي تمر بها البلاد. وأن يكون الجانب الفني في القناة الثقافية تحت إشراف وزارة الثقافة دون أن تتحمل الوزارة أي تكاليف مادية على أن يتم البدء بالقناة الثقافية والبرنامج الثقافي بالإذاعة، ومن الممكن أن يكون هناك منتج ثقافي تنتجه الوزارة ويقرأه التلاميذ لكي يساعد في إعادة وجدان تلاميذ المدارس وإعادة حصة المكتبة. وأكد عرب على ضرورة إعادة حصة الخط والقراءة في المكتبة. وحول ما أثير من إنشاء مكتبة في كل مدرسة أجاب الوزير أنه على استعداد لطبع كتاب يدرس كمادة في المدارس به ملخص مجموعة الكتب التي ساهمت في تشكيل الوعي والوجدان المصري وترسيخ الهوية، على أن تتحمل وزارة التربية والتعليم تكاليف طباعته. كما وافق الوزير على إقامة بعض ندوات المؤتمر العلمي العشرين بكلية الإعلام جامعة القاهرة بعنوان "التربية الإعلامية" بقاعات المجلس الأعلي للثقافة. وتطرق الاجتماع لمناقشة السياسة الإعلامية العامة لمصر وكذلك لوزارة الثقافة ومدى التعاون بين وزارتي الثقافة والإعلام في نقل نشاطات وزارة الثقافة. وفقا لبيان صدر عن وزارة الثقافة. ومن جانبه قال صابر أن الظروف التي تمر بها البلاد الآن تستوجب أن يكون الإعلام على رأس الموضوعات الهامة التي لابد من مناقشتها، قائلا أنه يعول كثيراً على عمل هذه اللجنة. مشدداً على أن بلادنا تحتاج إلى بيوت خبرة في كافة المجالات وتحتاج إلى رؤى وأفكار. مضيفاً أن لجنة الثقافة التي عقدت أكثر من اجتماع في حكومة الببلاوي وكان من اعضائها وزراء الثقافة والتعليم العالي والإعلام والشباب والرياضة والتعليم والأوقاف سوف تجتمع مرة أخرى برئاسة م. إبراهيم محلب رئيس الوزراء في الفترة القادمة بعد تبلور رؤيتها في مجال التعاون الثقافي بين الوزارات المعنية بالعقل المصري. كما أكد صابر أن وزارة الثقافة تقوم بنشاط كبير في مختلف قطاعاتها من أوبرا ومسرح وقصور ثقافة وسينما ولكن كل ذلك يذهب سدي مع عدم التركيز الإعلامي على تلك الأنشطة. مشيرا أنه يستطيع امداد قنوات التليفزيون المصري أو حتي الخاص بمواد إعلامية حول أنشطة الوزارة من حفلات أوبرا ومسرح وفنون شعبية، وأعطي صابر مثالاً أن التليفزيون المصري قام بعرض مهرجان الموسيقى العربية على قناته الثانية التي لاقت أعلى نسبة مشاهدة بين القنوات أثناء عرض المهرجان. مؤكدا أن المنتج الثقافي الذي تقدمه وزارة الثقافة يلقي قبولا لدى المشاهد المصري المتعطش إلى الخروج من نفق التوتر الموجود في البرامج الحوارية اليومية على القنوات الخاصة والتي تصيب المشاهد بالملل والتوتر. وأشار صابر إلى أن قطاع العلاقات الثقافية الخارجية يقوم بدور مهم في التواصل مع الدول الأجنبية كما حدث بعد 30 يونيو وتزويد القطاع للسفارات المصرية بالخارج بأفلام حول أحداث العنف في مصر. مؤكداً أن المستشار الثقافي في السفارات لابد وأن يكون على دراية كاملة بالواقع الثقافي المصري ويستطيع أن يدير حركة ثقافية في الخارج بالرغم من أن وزارة الثقافة موجودة أساسا بشكل رائع جداً على مستوى المهرجانات الفنية والثقافية في كل دول العالم بمشاركتها في كافة الأنشطة الدولية. ومن ناحية التعليم قال صابر أن الثقافة تستقبل المنتج الذي يأتي من التعليم، فالمدرسة لابد وأن تكون بها أنشطة فنية وثقافية حتى تكتشف المواهب من خلال مدرس قادر على التواصل مع هذه الخامات ودور الثقافة يأتي بصقل تلك الموهبة وتقديمها. وأشار إلى أن وزارة التعليم تقوم بمراجعة المناهج الآن بالاشتراك مع وزارة الثقافة في محاولة لجعل الهوية أحد أهم النقاط الأساسية التي يركز عليها في العملية التعليمية. مضيفا أن الثقافة والتعليم منظومة واحدة فطه حسين عندما كتب "مستقبل الثقافة في مصر" لم يتحدث عن دور لوزارة الثقافة وإنما كان الكتاب كله عن التعليم بإعتبار أن التعليم هو المكون الأساسي للشخصية المصرية. وأوضح د. حسن مكاوي بأنه حينما تمتزج الثقافة بالإعلام ترتقي الثقافة، وأن الثقافة لم تستثمر الإعلام الاستثمار الأكمل والأفضل الذي يعود بالنفع والخير، وأن المجتمع في حالة تحول ديمقراطي، متمنيا أن يكون للإعلام دور فعال في توجيه العمل والإنتاج ووعي المواطنين بما لا يتنافي مع قيم وعادات وتقاليد مجتمعنا المصري منذ مئات السنين. كما تناول د. محمود علم الدين غياب المنتج الثقافي وعدم وجوده في التليفزيون، بالإضافة لعدم تناول قناة النيل الثقافية لأنشطة وزارة الثقافة. متسائلا عن دور وزارة الثقافة من أجل استثمار الثقافة وتوضيح صورة مصر في الخارج. وطالبت الكاتبة ماجدة موريس أن تدير وزارة الثقافة القناة الثقافية مع عقد اجتماع مع رؤساء القنوات الخاصة وتخصيص ساعة للثقافة تعرض فيها كل ما تمتلكه وزارة الثقافة من تراث. وطالب مجدي عبد العزيز بتطوير الخطاب الإعلامي في لجنة الثقافة وعمل مشروع بروتوكول بين الثقافة والإعلام. وأكد جمال بخيت على ضرورة تغيير وجهه نظر الدولة وذهن أي مسئول في أن الثقافة ليست عبء عليها مع إعادة العلاقة بين مؤسسات الدولة والشعب في نشر ثقافة الحرية والديمقراطية وتغيير منظومة التعليم الذي يعد أحد مفردات الثقافة، مشيراً إلى أننا لا نستطيع أن نواجه حربا داخلية أو خارجية بالأمن فقط وإنما بجيوش الثقافة، مطالباً بعقد لقاء مع رئيس الوزراء بالمثقفين، ووضع ميزانية الإعلام والثقافة للعمالة من أجور ومكافآت وباب آخر للإنتاج، وعمل دورات تدريبية مستدامة للعاملين، إعادة النظر في وضع نوع من التوازن في سياسة الأجور بالنسبة للشرائح العمرية، اتخاذ قرارات واصدار قوانين سريعة مع قدر من الضبط يؤدي إلى تهدئة الوضع وتعظيم دور مصر. واقترح رفعت فياض بأن تكون هناك قناة مفتوحة بين الثقافة والإعلام، وإقرار مادة تدرس في المدارس بها ملخص مجموعة كتب ساهمت في تشكيل الوعي في كتاب واحد بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم. وقالت د. جيهان يسري أن لوزارة الثقافة دوراً هاماً ومكتملاً مع المجتمع ولها قوة تستمدها من خلال مؤسسات المجتمع المدني متسائله عن رؤية وزارة الثقافة في نشر الثقافة وتنمية الوعي في المجتمع خلال الفترة القادمة، وما هي ملامح الخطة التي تسعى الوزارة إليها لتنمية الوعي وربط المجتمع بعضه ببعض داخل الوزارة ثم تعميمه على الجهات الأخرى، وأيد خالد السرجاني الكاتبة ماجدة موريس في عقد لقاء مع رؤساء القنوات الخاصة وأن تكون للوزارة عقلية تسويقية لتسويق المنتج الثقافي مثال تأجير إحدى قاعات الوزارة للتليفزيون مقابل الإعلان عن نشاط الوزارة، وعمل جوائز من وزارة الثقافة لتشجيع التلاميذ على القراءة، وإنشاء مكتبة في كل مدرسة على أن يزودها اتحاد الناشرين، الاتفاق مع وزارة الإعلام على إنتاج برنامج أسبوعي تقدمه وزارة الثقافة مثل مؤسسة الأهرام. كما تحدثت الكاتبة سناء صليحة قائلة أنه في ظل الأزمة الاقتصادية يوجد عدم تواصل بين الجهات المسئولة "التعليم والثقافة والإعلام والشباب" بالإضافة إلى اشكالية العمل الثقافي، والتواصل مع السفارات الخارجية من خلال صندوق التنمية الثقافة. واقترح الكاتب مصطفي عبد الله بأن تقوم وزارة الثقافة بعمل قناة ثقافية تديرها وزارة الثقافة. حضر الاجتماع د حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة ورئيس لجنة الإعلام، الشاعر جمال بخيت، د . جيهان يسري أبو العلا، سناء صلاح الدين، خالد زكي، زكريا السرجاني، رفعت محمد فياض، سامي طايع، سناء محمد صليحة، عدلي سيد محمد، ماجدة موريس، مجدي أحمد عبد العزيز، سامح كريم، محمود سليمان، مصطفي محمد عبد الله، د . لمياء محمود نصار.