يقال إنه في مثل هذه الأيام من عام 2010 التقى مبارك والقذافي في أحد مؤتمرات القمة العربية، فقال العقيد لصاحبه وهو يحاوره: قل لي يا أخي.. كيف ما يكون لك لقب؟ أنا مثلا سماّني عبدالناصر "أمين القومية العربية"، وصدام حسين كان "حارس البوابة الشرقية"، وعندك ملك السعودية يطلقون عليه "خادم الحرمين الشريفين".. لازم يكون لك لقب يذكرك به التاريخ. وفور انتهاء أعمال القمة، استدعى مبارك الأثري الشهير زاهي حواس وقال له: شوف لك صرفة في الهرم الصغير، بيسموه ايه؟ "منقرع"، أيوه هوه، عايزك تتخلص منه بأي شكل. اندهش حواس من هذا الطلب الغريب، وسأله: أتخلص منه ازاي يا ريس؟ - فكه، واعمل بيه معرض ف اليابان وسيبه هناك. - طب ليه؟ قال له مبارك: عشان عايز أسمي نفسي "خادم الهرمين الشريفين"! وإذا كان مبارك هو آخر حكام مصر الذين طالتهم ألسنة صناع النكتة العظام، فإن عبدالناصر كان أكثرهم تعرضا للتنكيت، إذ يُحكى أنه بعد صدور "الميثاق الوطني"، الذي كان بمثابة الدستور وقتها، أرد الزعيم الراحل أن يعرف رأي الناس فيه، فخرج بسيارة الرئاسة وحده متخفيا وجلس على أقرب مقهى، وهناك رأى أحد أولاد البلد جالسا فحيّاه، وجلس بجانبه، ثم عزم عليه بسيجارة، فأخذها الرجل شاكرا، وراح يدخن بشغف. وتبادل الرجلان حديثا وديا، ثم سأله عبدالناصر: قل لي بقى إيه رأيك في "الميثاق"؟ فأجابه الرجل: أنضف من الكليوباترا! ومع ملاحظة أن النكت الواردة هنا هي "للمتعة فقط" كما يقول الأوروبيون، وليس للنيّل من أي من السادة الرؤساء، يُحكى أن السادات خرج في بداية حكمه من بيته في الجيزة، ليتمشى ليلا على غير هدى، فقادته قدماه إلى غُرزة على الكورنيش، فدخل. وهناك وجد المزاجنجية جالسين في الدخان الأزرق مبسوطين إخوانا، وطلب جوزة فجئ له بها، وبعد أن شد منها نفسا، أخذ يتكشف القعدة من حوله، فرأى رجلا بشارب ضخم يجلس بجواره، قال له الرجل مرحبا: نورتنا يا افندي، محسوبك المعلم برعي أبو شفطورة إمبراطور "داير الناحية"، اسمك الكريم ايه بقى؟ قال له السادات ساهما: أنا رئيس الجمهورية. فرد المعلم "برعي": كده من أول نفس؟ ليلتنا فُل بالصلاة على النبي! ونعود إلى مبارك، بالترتيب التاريخي. وقديما قالوا "خير لك أن تصمت فيظن الناس أنك جاهل، لا أن تتكلم فتقطع الشك باليقين"، غير أن الرئيس الأسبق اشتُهر بأنه "مدب"، لا يستطيع أن يداري جهله، ففي واقعة حقيقية حدثت بالفعل، وليست نكتة، كان الرجل وزوجته في زيارة لإحدى قرى "أخميم" سوهاج، يتفقدان مشغلا صغير لصناعة السجاد، برفقة عدد من كبار رجال الدولة وقتها. وتوقف مبارك وحاشيته ليدير حوارا قصيرا مع سيدة عجوز كانت تصنع سجادة، وسألها: بتبيعوا من دي السجادة بكام يا ست؟ فرد محافظ الإقليم نيابة عن السيدة: السجاد دا غالي يا ريس، بيتصدر برّه بسعر يوصل ل100 ألف جنيه للواحدة. وسأل مبارك السيدة مجددا: والسجادة بتاخد منكم وقت قد إيه؟ ردت الست: 3 سنين سيادتك. وهنا صاح مبارك وكأنه جاب التايهة: طب وتاعبين نفسكم كده ليه؟ ما تجيبوا مكن وتعملوا سجاد كل يوم.. وفي هذه اللحظة تنحنحت السيدة "سوزان" وهمست له في أذنه: السجاد دا كل قيمته إنه يدوي.. بلاش فضايح يا حسني! أما محمد مرسي فلم تظهر في عهده أي نكت، فقد كانت سنة حكمه اليتيمة في ذاتها نكتة كبيرة، وأطاحت خُطبه الكوميدية الشهيرة بنظرية "برنارد شو" القائلة بأن "حكم أمة أسهل من إضحاكها"! وأخيرا، يُحكى أن الرئيس السيسي استقل بعد أيام من توليه الحكم احدى سيارات الرئاسة، التي كانت مخصصة للدكتور محمد البرادعي أيام كان نائب رئيس. وعند مفترق طرق توقف السائق منتظرا الأمر بالمسير، فسأله السيسي: هو البرادعي والجماعة بتوع 25 يناير كانوا بيدخلوا ف أي اتجاه؟ رد السائق: كانوا بيخشوا شمال يا افندم. فقال له السيسي: طب ادي إشارة شمال، وخش يمين! المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية