قبل نحو 40 عاما حكى لى ابن سمالوط رشاد الفولى الذى زاملته فى صحيفة الجزيرة السعودية بالرياض(كان مهندسا زراعيا يرافق زوجته المدرسة ووفقه الله إلى عمل فى الصحيفة) انه أثناء دراسته بكلية الزراعة بالقاهرة استأجر ومجموعة من زملائه شقة صغيرة ضيقة شديدة الحرارة صيفا وشديدة البرودة والرطوبة شتاء وأنه كان يهرب منها ويجلس على النيل للمذاكرة والاستمتاع بالهواء العليل وأنه فوجئء وهو مندمج فى المذاكرة ووجهه للنيل بمن يربت على كتفه...استدار ليرى من الذى يريده فإذا به وجها لوجه مع جمال عبدالناصر....أكرر جمال عبد الناصر الزعيم بشمهندس ولحمه. حكى لى رشاد الفولى(نسيت اقول لكم انه كان أحد أبطال حرب أكتوبر وأنه كان قصير القامة ووزنه بالكاد يقترب من الستين كيلو جرام)انه بحركة تلقائية قفز ليتعلق كله ب عبدالناصر وقبله صائحا الريس الريس....طبطب عليه عبدالناصر وسأله عن أحواله وعما اذا كان يحتاج لاى شيىء وصافحه وانصرف إلى سيارة بسيطة تقف بجوار الكورنيش ...أحسست ورشاد الفولى يحكى لى هذه الرواية انه يزداد طولا ويتعملق... بعد هذه الواقعة بعقود قدر الله لى ان اعيش سنوات فى أبو ظبى لؤلؤة الخليج العربى وعاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة والأرض التى انطلق منها حلم الاتحاد الذى ولد عام 1972 واثبتت الايام والسنين والعقود انه ولد ليعيش ويزداد قوة....فى أبو ظبى سمعت روايات كثيرة عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله عليه....وكيف أنه لم يترك شبر فى أبو ظبى إلا ومشى فيه بلا اى حراسات... وكيف أنه كان يجالس الناس على الكورنيش يحدثهم ويستمع لهم....وكيف أنه دعا يوما كل رواد الكورنيش إلى الغداء....وكيف كان ينزل فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان إلى وسط البلد ويجلس فى أحد المحلات الكبرى ويتابع فرحة من يشترون لاولادهم ملابس العيد ويهنئهم ويدفع عنهم ثمن مشترواتهم.... كان الشيخ زايد طيب الله ثراه يعتمد على الاتصال المباشر بالناس وكان يدرك ان الله سبحانه وتعالى خير الحافظين وان قلوب الناس المحبة له هى أقوى حراسة يمكن أن تحيط به...والحال كذلك بالنسبة لعبدالناصر رغم اختلاف الظروف الديموغرافية السكانية بين مصر والإمارات....والشيئ بالشيئ يذكر فقد حكى لى اساتذتى في الهيئة العامة للاستعلامات قبل 35 عاما أن عبدالناصر كان حريصا كل الحرص على قراءة تقارير الرأى العام التى تعدها الهيئة(ومن قبل مصلحة الاستعلامات) وبصفة خاصة تقرير(النكات)أو النكت التى يرددها المصريون وكان يطلب عدم تغيير أو تخفيف أى نكتة تتناوله هو شخصيا....حقا للزعامة أحوال ومتطلبات المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية