حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الرحمن الشرقاوى أضاء «الأرض» ب«نور الكلمات»


لويس جريس

فى البداية يقول الكاتب لويس جريس رئيس تحرير مجلة صباح الخير الأسبق: عبدالرحمن الشرقاوى تولى مؤسسة «روزاليوسف» بعد أن رفض أحمد بهاء الدين اختيار السادات له لكى يصبح رئيسًا لمجلس إدارة «روزاليوسف»، اختار السادات عبدالرحمن الشرقاوى لكى يرأس المؤسسة وظننا فى بداية الأمر أن عبدالرحمن الشرقاوى لن يضيف جديدًا للمؤسسة، بالفعل هو شاعر وروائى وكاتب مسرحى وكاتب قصة قصيرة إلا أننا لم نكن نرى أنه أيضًا إدارى من الطراز الأول.
قام بتعيين فتحى غانم وصلاح حافظ رؤساء لتحرير «روزاليوسف» و«حسن فؤاد» ولويس جريس رؤساء لتحرير ل«صباح الخير».
بعد تولينا لرئاسة التحرير بدأ يمارس أعماله كرئيس مجلس الإدارة وكان مدير المؤسسة وعضو المنتدب عبدالغنى عبدالفتاح الذى كان فى نهاية كل شهر يشكو من خلو المؤسسة من المال وهنا كان الصدام وبدأ الشرقاوى يفكر فى استبدال عبدالفتاح بآخر وكانت معه فى هذه الرحلات البحثية عن البديل التى استصعبت لاتهام «روزاليوسف» أنها شيوعية وهو ما استفزنى بشدة من هنا اقترحت عليه أن أتولى أنا هذا المنصب واندهش الشرقاوى لطلبى لأننى بذلك سأترك الصحافة لكنه بعد تفكير عيننى أمينًا عامًا للمؤسسة إضافة لعملى كرئيس تحرير صباح الخير فى 15 أكتوبر 1972.
وكان منصب «الأمين العام» غير متداول بالمؤسسة لهذا جمعت إداريى «روزاليوسف» لأعرض عليهم رحلة البحث ورفض المرشحين مما دعانى لمنحى فرصة بدافع أن أرشح أحدهم لتولى المنصب وكان هناك عدد كبير من القيادات بالمؤسسة والذين امتنعوا آنذاك بفكرتى وتعاونوا معى فى العمل، كان أهم ما يشغل الشرقاوى والذى طالبنى به تطبيق العدالة الاجتماعية فى أى قرار أصدره، فضحكت لهذا الطلب لأن موضوع العدالة الاجتماعية غير موجود بأرض الواقع، وهو ما استفز الشرقاوى منى وفهمت أنه مصر.. وتساءلت: كيف سأطبقها؟!
شاءت الصدفة أن وجدت عاملاً بقسم التجليد يقف بباب مكتبى ليطلب منى 50 «سلف» فأخرجتها من جيبى لكنه انتفض بشدة وقال أنا أريدها من راتبى فقلت له: «مش مشكلة» خذها الآن وردها عند القبض ثم بعدها بأسبوع طلب نفس المبلغ كسلفة فأقرضته بشكل رسمى من راتبه، وبعد أسبوع آخر تكرر نفس الموضوع فبدأت أتساءل لماذا نفس المبلغ بعد نفس الموعد فطالبت إحدى الموظفات وهى اخصائية اجتماعية لدراسة حالة هذا العامل محمود عبدالرحمن الاجتماعية بعد يومين وجدت التقرير الذى يفيد أنه يعيش بغرفة واحدة ينام على كنبة وأبنائه على الأرض والحمام مشترك لشقة مكونة من خمس غرف كل غرفة بها أسرة، وراتب هذا العامل 11 جنيه شهريًا ففكرت كيف يمكن رفع راتبه إلى 30 جنيهًا شهريًا وبالبحث عرفت أن خبير الطباعة الأستاذ رزق بالمطابع الأميرية هو من سيفيدنى فى ذلك وتناقشنا معه وتفقد المطابع وبعد أسبوع قدم لى الحل فى أن يتم تشغيل هذا العامل ورديتين إضافة إلى أننى طالبته بزيادة إنتاجيته فى التجليد وبذلك وصل راتبه إلى 30 جنيهًا.
ووقتها طالبت الشرقاوى بأن تعمل المؤسسة 3 ورديات ووافق واستطعت تفعيل العمل ليغطى ال3 ورديات وفى خلال شهرين دارت العجلة.
وفى عام 1973 وبعد نجاح الميزانية الربع سنوية لعام 1972 أردنا أن نبحث كيفية زيادة توزيع المجلات، وقتها طلب منى الشرقاوى أن أرسل أحد الصحفيين «المطقطقين» للتحقيق فى واقعة سقوط عروسة فى حفرة واختفت بالإسكندرية وبالفعل أرسلت مفيد فوزى الذى كتب تسعة موضوعات مذهلة وهنا طلب زوجها من الشرقاوى وكان مصورًا صحفيًا بالإسكندرية لأنها ستدمر حياته واستجاب الشرقاوى لطلبه، بعد أن كنا وصلنا إلى 45 ألف نسخة.

عبد الحليم حافظ

فى مارس 1973 اقترح منير عامر نشر مذكرات عبدالحليم حافظ وكانت فكرة مميزة وبدأنا العمل مع عبدالحليم وأعلنا فى أحد الأعداد عن انفرادنا بنشر مذكراته وفوجئنا بعدها أن تعلن الكواكب عن انفرادها بالنشر؟!
فأوقفت الفكرة تمامًا وبدأت الكواكب فى النشر لكنها لم تحقق المطلوب منها وهو ما لم يعجب عبدالحليم فعاد وبإلحاح شديد لنشر مذكراته فاشترطت عليه أن تكون المذكرات بقلمه هو وأن يظهر بالتليفزيون ليعلن عن نشر مذكراته بيده بصباح الخير إضافة للتنويه بالصحف وبالفعل فعل ذلك عبدالحليم وزاد توزيع المجلة إلى أكثر من 50 ألف نسخة.
بدأنا نهتم بعدها ب«روزاليوسف» ووقتها تقدم ضياء الدين بيبرس وهو أحد الصحفيين بنشر مذكرات محمد أحمد الجيار سكرتير جمال عبدالناصر التى رفعت التوزيع إلى 100 ألف نسخة ووصلنا فيما بعد إلى 165 ألف نسخة وازدهر التوزيع تمامًا فى ذلك الوقت برغم الحرب وانتصار 1973م.
ومن هنا نستطيع أن نقول إن عبدالرحمن الشرقاوى كان أول من حرص على تطبيق العدالة الاجتماعية بين العاملين فى «روزاليوسف» بحيث إنهم عندما انتهت فترته حل مكانه مرسى الشافعى كان ذلك نتيجة لقاء بين الرئيس الراحل أنور السادات وعبدالرحمن الشرقاوى حيث قال السادات للشرقاوى: يا عبدالرحمن «روزاليوسف» بقت حزب وانت حاتمشى وحاتسيب موقعك وحاجيب واحد بعدك يخلينى ماقراش لا «روزاليوسف» ولا «صباح الخير» وفعلا جاء الأستاذ مرسى الشافعى رئيسًا للتحرير ولمجلس الإدارة والأستاذ عبدالعزيز خميس مديرًا لتحرير المجلتين وهبط توزيع «روزاليوسف» من 165 ألف نسخة إلى 9 آلاف فى خلال شهرين وهبط توزيع صباح الخير من 155 ألفًا إلى 18 ألفًا ومن هذا يتضح أن «روزاليوسف» تزدهر عندما يكون لرئيس تحريرها موقف معروف، كما حدث فى عهد عبدالرحمن الشرقاوى ومن قبله إحسان عبدالقدوس.
يقول الكاتب الصحفى رءوف توفيق رئيس تحرير مجلة صباح الأسبق: كانت أجمل أيام أيام الشرقاوى ب«روزاليوسف» سواء رئيس مجلس إدارة أو تحرير كان رجلاً يحمل الكلمة ويدافع عن شرفها إلى أقصى حد فأنا عاصرته صحفيًا وإنسانًا، فكنت مدير تحرير صباح وهو رئيس مجلس إدارة فى نفس الوقت مع مجموعة أخرى من الزملاء كنا نلتقى يوميًا بالشرقاوى وكان يعرض علينا الأحداث فى هذه الفترة كان فيه نوع من تصفية الحسابات مع القيادات الصحفية فهناك عدد منهم تم نقله إلى مؤسسات أخرى كالدواجن وغيرها وليست لها أى علاقة بالصحافة.
الناحية الإنسانية كان بيننا مشروع فيه مشترك نكتب السيناريو له وقال لى وقتها أى ساكن بمصر الجديدة وهو ساكن بحلول واقترح أخذ غرفة بفندق السلام حتى تنتهى كتابة السيناريو تم تسليمه للمنتج وهذه كانت فرصة ذهبية للحديث فى البناء الدرامى للمجتمع المصرى ومناقشة قطاعات مختلفة من المجتمع المصرى.
أتذكر له أنه قد حضر زفافى وكل انتقادات صباح الخير كان موجودًا قلبًا وقالب فكان يحترم الجميع والصحافة حتى بعد ذهابه للأهرام ظلت مصداقتنا باقية.
يقول الكاتب رشاد كامل رئيس تحرير مجلة صباح الخير الأسبق:
كنت سكرتير تحرير مجلة صباح الخير عندما جئت لمؤسسة روزا للتدريب بصباح الخير التى كان يرأس تحريرها الكاتب الكبير الشرقاوى وكان رئيس تحريرها حسن فؤاد ويرأس روزا صلاح حافظ وفتحى غانم بعد أسابيع قليلة من تواجدى فى صباح الخير كلفنى د.حسن فؤاد أن أصبح سكرتيرا للتحرير ولم يكن قد مضى على تدريبى بالمجلة سوى شهرين أو ثلاثة على ما أذكر، وكان ينشر لى تحقيقات صحفية اجتماعية وينشر الاسم فى نهاية الموضوع ببنط صغير لا يكاد يقرأ وفى إحدى المرات عندما وصلت للمبنى فوجئت برجل بالاستعلامات عم أبوطالب رحمه الله يقول لى أن الأستاذ سأل عنى: توجست خيفة من الأمر هل أخطأت فى شىء هل أسأت التصرف وتوجهت لمكتبه وعرفت السكرتارية باسم ودخلت وأنا خائف بالفعل.. قال لى أ.الشرقاوى أنت رشاد كامل فقلت نعم قال أجلس قال لى لقد قرأت موضوعك المنشور اليوم وهو موضوع جيد وأنا أهنئك عليه وانصرفت!
فرح الدنيا انتابنى فى تلك اللحظة وأخبرت حسن فؤاد بهذا الموقف العظيم وهنأنى وقال هذه شهادة من كاتب كبير وليس من شخص عادى واستجمعت شجاعتى لأسأل أ.حسن فؤاد هل يعنى هذه الشهادة أننى سأتعين قريبا ضحك أ.حسن وقال ليس لدينا تعليمات فالتعيينات أمرها متروك للمستقبل ربما بعد سنة أو أكثر وقال لى الجملة التى غيرت مجرى حياتى لا تشغل نفسك بالتعيين اشغل نفسك بما سوف تكتب.
وفيما يتعلق بالأستاذ عبدالرحمن الشرقاوى فقد حكى لى أ.صلاح حافظ مايسترو الصحافة العربية فى مذكراته التى نشرتها فى مجلة صباح الخير وكان رئيس التحرير وقتها أ.لويس جريس وحكى لى حافظ أنه بعد مظاهرات 18 و19 يناير قد اتخذت روزاليوسف موقفا سياسيا واجتماعيا واضحا من هذه المظاهرات وأطلقت عليها انتفاضة شعبية بينما كان الرئيس السادات مصرا أن يطلق عليها انتفاضة حرامية ونشرت روزاليوسف تحقيقا صحفيا موسعا كان عنوانه الحكومة اشعلت الحقيقة والسادات أطفأها وغضب السادات غضبا شديدا من موقف روزا عامة ومن موقف الأستاذ الشرقاوى خاصة لأنه صديق للسادات وتحملت روزا ثمن هذا الموقف السياسى الشجاع وتقرر إعفاء عبدالرحمن الشرقاوى وصلاح حافظ وفتحى غانم من مسئوليات المجلة.
كان أجمل ما فى الشرقاوى أنه صاحب العبارة البليغة والجميلة «شرف الكلمة» كان يؤمن أن للكلمة شرفا وأن الكتابة مسئولية وأن الإنسان موقف وبعد أن غادر الشرقاوى روزا ذهب للأهرام ليصبح واحدا من فرسانها الكبار وظل الشرقاوى فى كتاباته للأهرام كما كان فى روزا مخلصا لمبادئه ومعتقداته التى دافع عنها طوال حياته. أما الناقد والشاعر شعبان يوسف فيتذكر: عبد الرحمن الشرقاوى :أعتقد أنه الأب الروحى لأكثر من جيل الستينيات والسبعينيات والخمسينيات أيضًا من أول قصائده فى الأربعينيات وقصيدته رسالة للرئيس الأمريكى 1951 والتى أراها رائدة فى الشعر الحر قبل صلاح عبد الصبور فكان لها أهمية شريرة من حيث المنحى السياسى والفنى والوجدانى وكسرت الرومانسية فى ذاك الوقت.
الشرقاوى أسس مجلة «الغد» مع فهمى حسين وحسن فؤاد وكانت من أهم المجلات الطليعية ونشر للعديد من الشعراء وكان يكتب أيضًا فى مصر اليوم كما انه كتب رسالة لطه حسين يعارضه فيها وفى عام 1951 سافر لمدة عام بفرنسا وكان يراسل مجلة الكاتب ليوسف حلمى التى كانت تدعو للسلام مع صلاح جاهين ويوسف ادريس وحداد وكان يمضى ب«ش.» فيما بعد انتمى الشرقاوى لروزاليوسف وكان ينشر روايته الأرض مسلسلة فى جريدة المصرى وكان يرسمها زهدى والتى اثارت جدلًا كبيرًا فى ذلك حيث رآها د. عبد العظيم أنيس تطورًا لنجيب محفوظ وانتصار قوى للواقعية بينما أنور المعداوى رآها مجرد ريبورتاج صحفى عن الريف، كما ان الشرقاوى يعتبر أحد رواد المسرح الحديث ومسرحيته «مأساة جميلة» و«عرابى زعيم الفلاحين» وكان من المسرح الشعرى قبل صلاح عبد الصبور وعبد المنعم بسيس وكانت له مجموعات قصصية إضافة لروايات أخرى غير الأرض وكان له كتاب مهم صدر فى 1956 عن مؤتمر باندونج.
«الأرض» ترجمت للفرنسية والروسية وكانت تدرس فى السوربون ودعى إلى هناك فى أوائل الستينيات. عندما كتاب «محمد» الذي كان بداية مشروعه فى الكتابة الإسلامية فكان مدرسة فى الصحافة وخاض معارك عديدة فالمعادل الفكرى له هو عبد الرحمن معارك وحين ترأس روزاليوسف اختلف كثيرًا مع السادات وقبل رحيله مباشرة كان قد رشح فاروق حسنى للوزارة وله العديد من الكتابات مثل قصص قصيرة فأول مجموعاته لم تنشر لاستيلاء المباحث عليها إضافة للعديد من الاشعار التى لم تنشر فدائمًاً ما كانت أعماله تثير جدلاً مثل الفتى مهران الذى اختلف معه فيها محمود أمين العالم التى رآها محرضة وضد النظام الحاكم لكن تظل الحسين ثائرًا ول«حسين شهيداً» هى المشكلة الحقيقية فى أعمال الشرقاوى ورغم ان كرم مطاوع ومصطفى عبد الغنى قد قدما عرضاً خاصًا لها بمعالجة مسرحية جديدة إلا انها رفضت ومنعت من العرض كما توقعوا.
ونأمل ان يفرج عنها في العهد الجديد.







سيرته الذاتية

ولد عبد الرحمن الشرقاوى في قریة الدلاتون مركز شبین الكوم، محافظة المنوفیة في دلتا مصر یوم 10 نوفمبر 1920.
التحق بالمدرسة الأولیة في قریة مجاورة لقريتى «شبرا خلفون»، ثم التحق بمدرسة «شبین الكوم الابتدائیة الأمیریة» عام 1928، انتقل بعدها إلى القاهرة لیعیش في حى السیدة زینب. أتم دراسته للحقوق فى جامعة فؤاد الأول.
تولى بعد قیام ثورة یوليو عدًدا من المناصب والمراكز القیادیة فى مجالات الثقافة والنشر. حیث التحق بالعمل في مؤسسة روزالیوسف رئیًسا لمجلس الإدارة ورئیًسا للتحریر من 4 مارس 1972 حتى أول مایو عام 1977، إذ صدر قرار جمهورى بتعيينه سكرتیًرا عاًما للمجلس الأعلى لرعایة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعیة في 23 إبریل عام 1977.
تعتبر روایته «الأرض» من أشهر الروایات العربیة التي صورت شقاء الفلاح المصرى وحبه للأرض، كما عالج في قصائده ومسرحیاته الشعریة قضایا سیاسیة واجتماعیة معاصرة، ولو أن بعضها اتخذ الشكل التاریخي، وكذلك مسرحیاته المستمدة من التراث الإسلامي.
أثارت روایاته والسیر التي كان یكتبها عن الأئمة ضجة وعدم رضا بین علماء المسلمین، لانحیازه إلى الأفكار الیساریة الاشتراكیة؛ إذ یقول رجاء النقاش في حدیث عنه: «الشرقاوى كان صاحب فكر یسارى، یدعو إلى التغییر ویؤمن به. كما كان في الوقت نفسه من أصحاب الأسلوب الواقعي في معالجة المشكلات الدقیقة، ولذلك قرر أن یخوض محاولة، أو مغامرة كبرى للتوفیق بین الفكر الیسارى والسلطة… لهذا كان الشرقاوى من أعلام المدرسة الأولى في تاریخنا الثقافي والفكري، وهى المدرسة التي تعمل وتحرص على التفاهم مع السلطة» وخلق الجذور معها، حتى لا یتعرض فكره للقمع المستمر الذى یؤدى به في النهایة إلى عدم القدرة على الإنتاج والإنجاز على أنه لم یستطع أن ینجو بنفسه من كل العواصف، رغم جهوده الكبیرة التي بذلها للتوفیق بین الفكر الیسارى والسلطة.
لم یصطدم فقط بمشكلة «السلطة» التي حلها بطریقته، التي تتمثل في التحالف والمهادنة، فقد اصطدم أیًضا بمشكلة أخرى خطیرة، هى مشكلة التوفیق بین الفكر الیسارى والتراث العربي والإسلامي، وقد جاءته هذه الفكرة منذ وقت مبكر في أواخر الخمسینیات، ولا شك في أنه كان یدرك أهمية هذه الفكرة بعمق موهبته وخصوبة شاعريته التي كانت تمتد بجذورها إلى الشعر العربي القدیم، بما فيه من خطابة وقوة موسیقیة ظاهرة وقدرة على الوصف والاستطراد.
ولكن محاولته «التوفیقیة» بین فكره الیسارى والتراث الإسلامي جرت عليه الكثیر من المعارك العنیفة، وكان من مظاهر هذه المعارك العنیفة أن مسرحيته «الحسین ثائًرا وشهيداً»، وهى من جزءین، لم تر النور حتى الآن رغم ظهورها منذ حوالي عشرین عامًا، وذلك بسبب اعتراض المحافظین على المسرحیة ورفضهم لمنهج الشرقاوى في تصویر التاریخ الإسلامي والتعبیر عنه.
قدم عبد الرحمن الشرقاوى للمكتبة العربیة العدید من المؤلفات منها: ابن تیمیة: الفقيه المعذب - الأرض - أئمة الفقه التسعة - الحسین ثائًرا: مسرحیة في 13 منظًرا - الحسین شهيدًا: مسرحیة شعریة في 6 مناظر - خامس الخلفاء: عمر بن عبد العزیز - الشوارع الخلفیة - الصدیق: أول الخلفاء - صلاح الدین: النسر الأحمر - عرابى: زعیم الفلاحین: مسرحیة شعریة - الفاروق عمر بن الخطاب- الفتى مهران: مسرحیة شعریة - الفلاح - قلوب خالیة - مأساة جمیلة - محمد رسول الحریة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.