حذر مراقبون من إن ما ادعته ايران حول الاجتماع الأمني الثلاثي والمزمع عقده الاسبوع القادم، في بغداد، لا يهدف الى محاربة داعش كما صرحت، وانما يهدف الى الرد على التحالف العسكري العربي الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية، وهو التحالف الذي أفشل خطة طهران في اليمن، مشددين على أنه طالما روجت طهران باعتبارهم القوة الاقليمية الوحيدة القادرة على حماية المصالح الامريكية في المنطقة، والتحالف العربي وتبنيه انشاء قوة عربية مشتركة سبب الكثير من المتاعب لطهران. ووجاءت تصريحات المسئولين في طهران عقب اعلان التحالف العربي في البداية للتهوين من شأنه، إلا أنهم وبعد تحقيق نجاحات على الأرض في اليمن وتقهقر الحوثيين تصاعدت التصريحات الداعية إلى مواجهة "التحديات الإقليمية"، حيث نادى "حسين دهقان" وزير الدفاع الإيراني مايو الماضي بتشكيل تحالف إقليمي تقوده طهرانوبغداد، وبعده بأيام قليلة أعلن الجنرال "قاسم سليماني" قائد فيلق القدس في الحرس الثوري عن نية تشكيل قوة من 150 ألف مقاتل لمحاربة تنظيم داعش في العراقوسوريا، ثم صرح "حيدر العبادي" رئيس الوزراء العراقي من طهران بأن "العراق يسعى إلى تشكيل جبهة مع إيران ودول المنطقة ضد المجموعات الإرهابية"، وتكشف بعد ذلك ان الخطة الايرانية عرضت على العبادي الذي تعمد استخدام تعبير "دول المنطقة" في تصريحه، للتغطية على التوجه العراقي الكامل لجهة طهران. ويرى المحللين إن إيران لم تكن في حاجة إلى إظهار أنها تستعد لبناء تحالف لولا شعورها بأنها في وضع صعب بسبب عاصفة الحزم العربية المفاجئة، وما تتكبده من خسائر في سوريا واليمن، حيث توقع المحلل السياسي الكردي "عبدالغني علي يحيى" أن يحمل حلف ايران المزمع تشكيله مع سورياوالعراق، اسما ذا مضمون إسلامي، وقال "سواء حمل هذا الاسم أم لم يحمله، فإن الحلف العسكري الشيعي قائم بين إيرانوسورياوالعراق منذ سنوات وإن لم يعلن عنه". ومن غير المستبعد أن يضم الاجتماع الذي سيعقد في بغداد ان يضم وفودا عن الميليشيات العاملة للحساب الإيراني مثل "الحشد الشعبي"، و"عصائب أهل الحق" و"منظمة بدر"، و"حزب الله اللبناني"، وممثلين عن الحوثيين والمعارضة البحرينية، وقد يستضيف المجموعات السنية المتحالفة معها في المنطقة مثل "حماس" و"الجهاد" الفلسطينيتين، وحركة "طالبان" بهدف محاولة تحريك هذه الأذرع لاستهداف المصالح السعودية، وتوجيه رسائل إلى الولاياتالمتحدة بأن إيران لم تفقد قدرتها على المناورة رغم الخسائر في سوريا والعجز في العراق عن هزيمة داعش. وأشار "ظافر العاني" نائب سني بالبرلمان العراقي إلى أنه ليست هنالك مصلحة للعراق في المشاركة في الاجتماع الأمني الثلاثي، وأن "اجتماعا كهذا سيثير الارتياب أكثر مما يبعث على الاطمئنان"، وتساءل عن المعيار الذي جعل الدعوة إلى الاجتماع تقتصر على ثلاث دول فقط، قائلا إن غياب المعيار المنطقي في عقد الاجتماع يرجح البعد الطائفي وإن "العراق جزء من محور إيراني مما يعقد مشاكلنا مع المحيط العربي وحتى الدولي ويبعث رسالة عدم اطمئنان للآخرين". ومن جهتها لم يصدر عن الحكومة العراقية أي بيان رسمي يحدد موقفها من الاجتماع، وموعد انعقاده، كما لم تبد الولاياتالمتحدة أي معارضة للاجتماع الثلاثي، وقال المتحدث باسم خارجيتها "جون كيربي" إن حيدر العبادي رئيس وزراء دولة ذات سيادة وعلينا أن نتوقع بأن يخوض مناقشات ويعقد اجتماعات مع دول الشرق الأوسط وبصفة خاصة دول الجوار.