اعلنت الحكومة الهولندية حالة الطوارئ الداخلية والاستنفار الامنى بسفاراتها فى العواصم الدولية، خاصة فى البلدان العربية والاسلامية، استعدادا لنشر زعيم اليمين المتطرف وعضو البرلمان الهولندى "جريت فيلدرز" مجموعة من الرسوم الكاريكتورية المسيئة للرسول والساخرة من الاسلام، وذلك عبر التلفزيون الوطنى الهولندى وفى مواقع التواصل الاجتماعى وعلى يوتيوب يومى 20 و24 يونيو الجارى . وقال فيلدرز في بيان له أن "الطريقة الوحيدة لنظهر للاسلاميين المتطرفين اننا لن نرضخ ابدا للارهاب والعنف هي ان نفعل بالضبط ما يريدون منعنا من القيام به"، مطالبا ب"ضرورة رفض أستقبال المهاجرين من الدول الأسلامية" . وقالت صحيفة "فولكس كرانت" الهولندية ان الرسوم التي ينوي فيلدرز نشرها هي نفسها الرسوم التى تسببت فى هجوم ارهابى من قبل مسلحين متطرفين على معرض فنى فى لاية تكساس الامريكية، الشهر الماضى عندما قام فيلدرز بعرضها هناك، وتسبب الهجوم فى مقتل المتطرفين الاثنين على ايدى الشرطة الامريكية . وطلبت الحكومة الهولندية امس وفقا لما قالته الصحيفة من140 سفير ودبلوماسى هولندي بالخارج اعلان بيانات يؤكدون خلالها ان هذه الرسوم تندرج تحت حرية التعبير والرأى، وانها خاصة بفيلدرز كعضو فى البرلمان، ولا تعبر عن الرأى الرسمى للحكومة . وذلك فى محاولة من الحكومة لتجنب اندلاع احتجاجات عنيفة في الدول الإسلامية ضد السفارات والمصالح الهولندية، مما يعرض هذه المصالح و الشركات للخطر وتهدد استثماراتها، على غرار ما تسبب فيه فيلدر عام 2008 بعرض فيلمه " فتنه " المعادى للاسلام والذى وصف فيه الاسلام بالارهاب، وتسبب الفيلم فى اثارة موجة احتجاجات واسعة ومظاهرات عنف بعدد من الدول الاسلامية منها اندونيسيا وماليزيا وفلسطين . ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومى لم تذكر اسمه، ان هناك حالة من الذعر تجتاح هولندا، خشية وقوع عمليات انتقامية من مسلمين بالداخل، بجانب المخاوف فى الخارج ، خاصة فى هذا العصر الذى ستتناقل فيه تويتر وفيسبوك الرسوم بسرعه وتبثها الى العالم . ونددت المنظمات الإسلامية فى هولندا بخطة فيلدرز نشر هذه الرسوم فى شهر رمضان ، مما يعنى استفزازا كبيرا للمسلمين ، وقال "ياسين الفورقانى" المتحدث باسم المنظمات الاسلامية في هولندا ان فيلدرز اعتاد استفزاز المسلمين فى اوقات حرجه، لافتا الى ان المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب يفرض الان حالة تأهب قصوى، ويمكن ان تكون هناك خططا لإجلاء السفراء عن دول اسلامية، واتخاذ تدابير حادة من قبل الشرطة ورؤساء البلديات. وحذرت الصحيفة بدورها من توقيت نشر الرسوم فى شهر الصيام ، حيث يعيش المسلمون اجواءا صارمه فى العبادة ، وهو ما يمكن ان يجعل ردود الفعل تتسم بصورة اكبر من العنف ضد الرسوم .