تدخلت الحكومة الإيرانية لدى نظيرتها الهولندية في محاولة لإيقاف عرض فيلم يسيئ إلى الإسلام. وكتب وزير العدل الإيراني، غلام حسين إلهام، إلى نظيره الهولندي، إرنست هيرش بالين، قائلا إن حرية التعبير لا ينبغي أن تُستخدم غطاءاً لمهاجمة القيم الأخلاقية والدينية التي تحظى باحترام الجميع. وكان عضو البرلمان الهولندي جيرت فيلدرز الذي يتزعم حزب الحرية اليميني قد أنتج فيلما تبلغ مدته عشر دقائق عن القرآن الذي صوره على أنه يدعو إلى القتل. وكان فيلدرز قد قال إنه سيعرض الفيلم على شبكة الإنترنت لكن السلطات الهولندية حذرته من أنه قد يضطر لمغادرة هولندا حرصاً على سلامته الشخصية. وصرح فيلدرز بأن فيلمه سيكشف كيف يحض القرآن على التعصب ضد النساء والمثليين وكيف يستغله المتشددون للتحريض على العنف. وقال فيلدرز إنه سيسعى لعرض فيلمه عبر إحدى القنوات التليفزيونية، وفي حالة رفض عرضه فسوف يبثه عبر شبكة الانترنت. وحرصت الحكومة الهولندية على إحاطة سفاراتها في الدول الإسلامية علماً بآخر تطورات الفيلم المسمى كشف الإسلام وما يحيط به من جدل. وكان رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكند قال إن الحكومة تستعد لردود الفعل المحتملة على الفيلم سواء في هولندا أو في أرجاء العالم. وأوضح سفراء هولندا في الدول الإسلامية أنه بينما تعارض الحكومة بشدة آراء فيلدرز المتطرفة، فليس بوسعها أن تمنعه من التعبير عن تلك الآراء. وقد اتخذت إجراءات أمنية مشددة في عدد من المدن الهولندية تحسبا لاندلاع أعمال عنف بسبب هذا الفيلم. ويعرف صانع الفيلم الجديد وزعيم حزب الحرية جيرت فيلدرز بانتقاداته الشديدة للإسلام ودعوته إلى وقف ما أسماه أسلمة أوروبا وتحذيره من أن الإسلام قد يصبح القوة السياسية المهيمنة في أوروبا. ويخشى بعض المحللين من أن يقوم فيلدرز بحرق القرآن في فيلمه مما قد يشعل احتجاجات غاضبة في العالم الإسلامي على نحو ما أثارت رسوم كاريكاتورية نشرتها صحيفة دنماركية للنبي محمد قبل ثلاث سنوات. وقال مفتى سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون الذي يزور البرلمان الأوروبي في ستراسبورج إنه حذر الحكومة الهولندية مما يمكن أن ينتج عن ظهور الفيلم، كما قال إنه يرغب في الحديث مع فيلدرز، وأكد أنه من أنصار الحوار لكنه استبعد أي حوار معه في حالة حرقه القرآن في فيلمه.