حذرت دراسة نشرتها مجلة "فورين افيرز" من الخطر الخطر القادم لمنطقة الشرق الأوسط سيكون بسبب انتشار المفاعلات النووية للاستخدام السلمي، والتي يمكن أن تكون أهدافا للجماعات المسلحة المنتشر بالمنطقة، الأمر الذي سيؤدي الى كارثة مثل كارثة تشيرنوبل أو فوكوشيما. وكشف الخبير "بينيت رومبرغ" أن القوى الكبرى بمنطقة الشرق الأوسط تعيش سباق جديد للحصول على الذهب والذي مصدره بيع المفاعلات النووية، التي بدأت في سياق مشاريع سلمية لكن من الممكن أن تتطوّر إلى مشاريع عسكرية نووية. ويرصد رومبرغ بوادر انتشار حمى بناء المفاعلات النووية في الشرق الأوسط، مشيرا الى أن روسيا تحتلّ الصدارة في مجال بيع المفاعلات النووية في المنقطة، فبعد بنائها مفاعل بوشهر بايران وهو أول مفاعل نووي لتوليد الطاقة في المنطقة، من المتوقع أن تبدأ موسكو في بناء أربعة مفاعلات في تركيا، كما أبرمت روسيا اتفاقيات مع كل من الجزائر ومصر وإيران والأردن، بإضافة إلى سعيها لدخول السوق السعودي. كما تعاقدت كوريا الجنوبية على بناء أربعة مفاعلات في الإمارات، التي من المتوقع أن يبدأ تشغيلها بحلول عام 2017. وتسعى دول مثل الأرجنتين وكندا والصين واليابان والمملكة المتحدة إلى إبرام اتفاقيات لبناء مفاعلات أو توفير قطع غيار أو خدمات. أما الولاياتالمتحدة، التي تخضع لنص المادة 123 من قانون الطاقة الذرية الأميركي، والذي ينص على ضرورة التزام المستفيدين من الطاقة النووية بمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي أو نقل المواد النووية أو المعدات أو المكونات، فتجد نفسها مقيدة من دخول تلك الأسواق؛ لكنّ رغم ذلك أعلنت غرفة التجارة الأميركية أن ثلاث شركات تسعى إلى بناء مفاعل في السعودية. واوضح أنهناك نوعان من المفاعلات النووية، عسكري وسلمي. ومن حق أي دولة أن يكون لها مفاعلات في المجال السلمي، لكن يشكك كثير من الخبراء في أن الوعود باستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية تتبدد مع وجود مخاطر أمنية عند بناء مفاعلات نووية في الشرق الأوسط، ويكمن هذا الخطر في إمكانية أن تتحول تلك المفاعلات إلى أهداف للجماعات المسلحة، خاصة وأن الشرق الأوسط شهد من قبل هجمات على مفاعلات نووية، مشيرا الى ان المفاعلات النووية تعتبر أهداف جذابة، حيث هدّد حزب الله بقصف مفاعل ديمونة حال اندلاع الحرب بينه وبين إسرائيل، وبظهور تنظيمات شبيهة بتنظيم الدولة الإسلامية، فإنه لا يمكن إنكار مدى عمق التهديد وجدّيته بمحاولة شن هجمات على مفاعلات نووية. وفي حال هاجم الإرهابيون مفاعلا نوويا في منطقة الشرق الأوسط، فإن انتشار الغبار النووي يبقى رهين تماسك أنظمة الاحتواء الخاصة بالمفاعل وقدرة طواقم الطوارئ على الحد من الانبعاثات الذرية، التي تعد من أصعب المهام التي تواجه الدول الأكثر تقدما على غرار ما حدث مع اليابان في فوكوشيما. واشار الى الطاقة الشمسية قائلا أنه "قطاعا متناميا على الصعيد الداخلي بالنسبة إلى الدول مثل الإمارات والمغرب والجزائر، ففي عام 2013، افتتحت الإمارات ما كانت تعد حينها أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية في العالم. بدورها، تعهدت كل من مصر والأردن بالتمدد سريعا في استخدام الطاقة الشمسية. وتخطط السعودية لإنتاج ثلث احتياجاتها من الطاقة عن طريق الشمس بحلول عام 2040/ كما تخطط إلى بناء حوالي 18 مفاعلا نوويا، ويصبح من الصعب إيجاد مبرر لبناء هذا الكم الهائل من المفاعلات النووية، خاصة وأن بناء محطات الطاقة الشمسية أصبح أمرا أكثر فعالية ويكلف أقل بكثير من بناء المحطات النووية. وقال أن مسألة المفاعلات النووية في الشرق تتخطى احتياجات الطاقة إلى مسألة الأمن القومي، فسعي إيران لامتلاك السلاح النووي يدعم حقّ دول المنطقة في أن يكون لها أيضا برنامج نووي عسكري، وفي حال امتلكت إيران، هذا السلاح، الذي سبق وأن امتلكته إسرائيل، لن يكون أمام المجتمع الدولي إلاّ الرضوخ أمام مطالبات دول المنطقة الأخرى في امتلاك السلاح النووي، وتهديد المنطقة بحرب نووية مدمّرة على المدى البعيد. واختتم داعيا صنّاع القرار في الشرق الأوسط إلى مراجعة خططهم والتفكير ثانية في ما إذا كان التعاون مع روسيا في مجال بناء المفاعلات النووية أمرا يستحق المخاطرة قبل أن تتكاثر المفاعلات النووية في المنطقة.