تزايدت الأحاديث فى الآونة الأخيرة عن ما يسمى بسباق التسلح النووى فى الشرق الأوسط، فلقد باتت العديد من دول المنطقة وأولهم مصر والسعودية فضلا عن الإمارات التى اتخذت الخطوة بالفعل فى السعى الجاد لامتلاك النووى، وإن كان المعلن هو ما يسمى بالنووى السلمى، وترى صحيفة التايمز أن رغبة الشرق الأوسط فى امتلاك قوة نووية من شأنه أن يشعل السباق بين الدول. وتشير الصحيفة إلى أن مصر هى مركز محاولات روسيا لبيعها بضاعتها النووية فى الخارج، لكن يرغب جيران مصر إيضا فى امتلاك الطاقة النووية، حيث تتطلع كل من الإمارات العربية المتحدة والأردن إلى سبل لتطوير التكنولوجيا النووية. وعلى الرغم من النداءات الغربية لعدم انتشار الأسلحة النووية بالمنطقة، خاصة مع مخاوف امتلاك إيران قنبلة نووية مما قد يشعل سباق التسلح، إلا أن بريطانيا وفرنساوالولاياتالمتحدة نفسها هم من بين الدول التى توفر الخبرة الفنية والمادية لهذه المفاعلات. فلقد وقعت الولاياتالمتحدة اتفاقا مع الإمارات لتطوير مفاعل نووى بشرط ألا تنتج الإمارات التى تربطها علاقات تجارية قوية بإيران، وقودها النووى بنفسها، كما وقعت بريطانيا هذا الأسبوع اتفاقا مع الأردن بتطوير مفاعل نووى، وترتبط الأردن بمعاهدة سلام مع إسرائيل، ووقتها أوضح وزير الخارجية البريطانى ديفيد ميليباند، أنه إذا ما أراد العالم اقتصادا منخفض الكربون فإن الطاقة النووية لابد وأن تكون جزءا هاما من مزيج الطاقة. وكانت فرنسا قد وقعت أيضا اتفاقا مع أبو ظبى يقدر ب 2 مليار إسترلينى قبل عام لبناء محطات نووية، وهذا من شأنه يؤمن حقوق وجود قاعدة عسكرية. وتشير التايمز أنه فى الوقت الذى يحاول فيه الغرب كبح جماح الطموحات النووية الإيرانية التى تدعى طهران بأنها تصمم بغرض توليد الطاقة لأهداف مدنية، فإن تلك الدول الغربية تقول إن بناء المفاعلات فى المنطقة من شأنه أن يكون نموذجا لإيران حول كيفية اختبار السماح للدول بتطوير طاقة خالية من الكربون دون خطر انتشار الأسلحة النووية. ويحذر المنتقدون أن طرح المزيد من المنشآت النووية فى منطقة تمزقها التوترات وخطر الحروب أمر ينتقص للحكمة، فهناك مخاوف حقيقة من أنه إذا كانت إيران تبنى سلاحا نوويا، فإن جيرانها العرب قد يشعرون بأنهم مجبرون على أن يحذو حذوها لخلق توازن فى القوى، فلا يوجد بالمنطقة دولة تمتلك قدرات نووية سوى إسرائيل التى لم تستبعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية.