في العدد رقم «520» من جريدة «القاهرة» كتبت د. فاتن حسين مقالاً تصدر صفحة «18» جاء عنوانه الرئيسي «في الرد علي من أهال التراب علي أحمد رامي»، كرد علي مقالي الصادر في العدد رقم «518» بعنوان «وثيقة عمرها 75 عاماً تتهم أحمد رامي بالسرقة»، وذكرت كاتبة المقال أن مقالي مليء بالمغالطات، إلا أن ما أوردته في مقالها كان صدمة كبيرة لي، فقد ادعت كاتبة المقال أنه ورد في مقالي أن «مجلة الصباح» هي أقدم المجلات قاطبة، إلا أن الجملة الصحيحة هي «إن مجلة الصباح» واحدة من أقدم المجلات الفنية في مصر، وكلنا نعرف الفرق بين «قاطبة» و«واحدة من»، كما أوردت الكاتبة أن مجلة «العروة الوثقي» صدرت في العام 1883، وعلي الرغم من أن هذا السطر لايحتوي إلا علي ست مفردات، إلا أنه يحتوي علي خطأين، فأولهما أن الكاتبة لا تستطيع التفريق بين «الجريدة» و«المجلة»، ومن هنا أصحح لها أن «العروة الوثقي» «جريدة» أسسها الرائد «جمال الدين الأفغاني» ومعه الشيخ «محمد عبده» أما الخطأ الثاني فيتعلق بالتاريخ الصحيح لإصدار «الجريدة» حيث إنها صدرت في باريس من العام 1884، إضافة إلي إشارتها ب «المزعومة» علي مجلة «الصباح»، فإن كانت الكاتبة لا تعرف مجلة كان لها دور كبير في نشر الثقافة الفنية في مصر أوائل القرن العشرين وحتي منتصف ذاك القرن، فأعرفها لقد صدرت مجلة «الصباح» في العام 1929 لصاحبها «مصطفي القشاشي» وكانت من المجلات المهمة علي صعيد رصد الحركة الغنائية والمسرحية في مصر، بدءاً من المعلومة إلي الصورة، من التأريخ وحتي النقد، إلا أن الكاتبة أشارت إلي أن المجلة كونها قصاصات، لمجرد أن المجلة قامت بنشر مقالة تتهم الشاعر «أحمد رامي» بالسرقة، كما لو كان «رامي» بكل تاريخه الطويل ملكية خاصة للكاتبة، والتي أوردت في مقالها أن الأستاذ «توحيد رامي» قد كلفها بالرد، ولو أن الأستاذ المحترم «توحيد رامي» قرأ المقال جيداً لعرف أنني كتبته من أجل الدفاع عن «رامي» وإلا ما كنت بدأته بمقولة «صالح جودت» عنه «ما أحببت شاعراً في حياتي قدر ما أحببت رامي»، ومن المقال «ولا خلاف علي شاعرية رامي وأهميته في تاريخ مصر الفني ولا سيما الغنائي منه، ويكفي رامي تجربته الغنائية مع «أم كلثوم»، و من مقالي أيضاً «كل هذه الأغنيات تؤكد أهمية تجربة رامي الغنائية»، وللتأكيد علي أنني أخذت موقف المدافع عن «رامي» هو أنني وصمت صاحب المقال المنشور في مجلة «الصباح» بالتجرد من الموضوعية، والرغبة في التشفي، وأعود لأؤكد دفاعي عن قامة كبيرة كرامي ولي الشرف فأقول في إحدي فقرات «المقال»، إلا أنه أغفل أن «رامي» ليس فقط هذه التجارب التي اختارها وراح يبحث وراءها، وأنا هنا لست في موقف المدافع عن «رامي»، فأعماله قد تتولي هي الدفاع عنه، فرامي ليس بالشيء الهين حتي يستهان به، وأؤكد مرة أخري أن أعمال «أحمد رامي» كفيلة بالدفاع عنه، ولكي أؤكد للأستاذ «توحيد رامي» أنني من عشاق «رامي» أدعوه إلي قراءة مقالي في ذكري ربع قرن علي رحيل «أحمد رامي» في عدد يونيو 2006 من مجلة الهلال تحت اسم «رامي شاعر لا تحتمل رقته»، أما عن كاتبة المقال «د/ فاتن حسين» والتي اتهمتني بالمؤامرة علي «رامي»، كما أشارت إلي ب «من صغار الشعراء» فأقول لها لقد أشارت د/ فاتن إلي أن المقال الوارد ضمن مجلة «الصباح» قصاصة صحفية لقد ورد المقال في ثلاث حلقات متتالية علي ثلاثة أعداد، وراحت تسخر من القصاصات الصحفية وهنا أود أن أوضح لها أن هناك قصاصات يتحدد علي أساسها تاريخ أمة بأكملها، ولقد تحدد تاريخ السينما في مصر، استناداً إلي خبر صغير أوردته مجلة «الصور المتحركة» في عددها الصادر بتاريخ 26 يوليو من العام 1923، دعت الكاتبة أن مجلة «روضة المدارس المصرية»، قد أنشأها «رفاعة الطهطاوي» في العام 1863، ولكن منشيء المجلة هو «علي مبارك»، بينما أسند إلي الشيخ «رفاعة» الإشراف عليها، وكان تاريخ ظهورها في العام 1870، وأدعو الكاتبة إلي الرجوع لمرجع من أهم المراجع في الصحافة العربية، وهو كتاب «تاريخ الصحافة العربية» للفيكونت «فيليب دي طرازي» وصدر في أربعة أجزاء، من العام 1913، وحتي العام 1933 «المطبعة الأدبية/ بيروت». أخطاء فنية وعلمية لا يرتكبها مبتدئ لقد استنكرت الباحثة في ردها إطلاقي علي أغنية «خايف يكون حبك ليه»، إنها تنتمي إلي قالب «المونولوج»، وأخذت وضع المعلمة وراحت تعطيني درساً في معني كلمة «مونولوج»، بالرجوع إلي كتاب د/ زين نصار «الموسيقي العربية» والذي يقول فيه «المونولوج بناء درامي، يناجي فيه الحبيب حبيباً غائباً/ يبدأ هادئاً ويستمر في التصاعد الدرامي، حتي يصل البناء لمنتهاه»، وهذا جهد مشكور ل د/ زين نصار، ولكن المعني العلمي الدقيق لكلمة «مونولوج» والذي أورده الأستاذ «فيكتور سحاب» في كتابه المهم «السبعة الكبار في الموسيقي العربية» يذكر «سحاب» أن «المونولوج أغنية وجدانية تعبيرية مستوحاة من «ألاريا» في الأوبرا الإيطالية، شرطها الغالب أن تكون سردية الشعر أو الزجل، سردية اللحن، وقلما يتكرر فيها لحن علي كلام مكرر، وتذكر د/ إيزيس فتح الله» في الكتاب الذي أعدته عن «عبدالوهاب» ضمن مشروع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، ان «المونولوج كلمة يونانية تتألف من لفظين، الأول «مونو» بمعني واحد، والثاني «لوج» بمعني أداء، أي الأداء الفردي، والمونولوج يحكي قصة ذات بداية ونهاية ولها مضمون»- وكل هذا يتفق مع ماورد في أغنية «خايف يكون حبك لي» والتي اعترضت د/ فاتن حسين علي تصنيفي لها ب «المونولوج»، ومن الأخطاء الكارثية في مقال الباحثة، انها ذكرت أن «أم كلثوم» لم تسجل أغنية «الخلاعة والدلاعة»، علي اسطوانة وعللت ذلك بأن «أم كلثوم» كانت أذكي من ذلك، ونحن نرد ونصحح لها هذه الادعاءات لنكشف أن الباحثة تخترع، ولا نعرف من أين أتت بهذا الزعم، لقد سجلت «أم كلثوم» أغنية «الخلاعة والدلاعة» علي اسطوانات أوديون في العام 1926، وعليها أن ترجع إلي المراجع التالية: 1- كتاب «مجموعة الأغاني الشرقية القديمة والحديثة جمعه ورتبه وعلق علي حواشيه «حبيب زيدان»، والكتاب من أندر الكتب في هذا المجال، حيث إنه طبع في مصر أوائل الثلاثينات في كمية محدودة وكان يوزع في واشنطن «نادر جداً». 2- السبعة الكبار في الموسيقي العربية ل «فيكتور سحاب» دار العلم للملايين الطبعة الأولي 1987 «مهم جداً» 3- النصوص الكاملة لجميع أغاني كوكب الشرق إعداد «خليل الحصري- محمود كامل» اللجنة الموسيقية العليا بتقديم «أحمد شفيق أبو عوف»، «واف جداً».